كورونا يهدد بإسدال الستار على المسرح اليوناني ومواجهات من أجل البقاء
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

بعدما أضعفته الأزمة المالية خلال السنوات الـ10 الأخيرة

"كورونا" يهدد بإسدال الستار على المسرح اليوناني ومواجهات من أجل البقاء

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "كورونا" يهدد بإسدال الستار على المسرح اليوناني ومواجهات من أجل البقاء

المسرح اليوناني
تونس ـ تونس اليوم

لا يجد الممثل اليوناني يانيس يارامازيديس، وهو يجلس وحيدا بمسرح صغير في العاصمة أثينا، أي ضوء في نهاية نفق تدابير إقفال فيروس كورونا.ويكافح الوسط الفني اليوناني الذي أضعفته الأزمة المالية خلال السنوات الـ10 الأخيرة، من أجل البقاء في ظل القيود المفروضة لاحتواء تفشّي فيروس كورونا المستجد، ومن بينها إقفال المسارح الصغيرة ومنع الحفلات الموسيقية وإلغاء الجولات الفنية والإنتاجات المستقلة.

ويشعر يانيس يارامازيديس بالقلق خصوصاً من "التشريعات التي تم إقرارها خلال الجائحة، ومنها تشريع امتناع المنتجين عن دفع بدلات أتعاب الممثلين خلال التجارب التمرينية" للعروض المسرحية أو ما يسمّى "البروفات"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

ويأسف الممثل المسرحي البالغ 36 عاماً لكون هذا الامتناع "سيصبح من الآن فصاعداً القاعدة الجديدة". وقد أنهى يارامازيديس للتو "بروفة" فردية لمسرحية مقتبسة من رواية لفرانز كافكا.

وتأمل فرقة يارامازيديس في أن تتمكن من تقديم عملها في مارس/ آذار المقبل، لكن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك خلال فترة الإقفال الراهنة هي إقامة تدريبات فردية لكل ممثل على حدة.

وفيما يجمع يارامازيديس أغراضه لإفساح المجال للممثل التالي، يصف هذا الواقع بأنه موقف "غريب حقاً".

بدلاً من إقامة التمارين بواسطة تقنية الفيديو، آثر المخرج سافاس سترومبوس الاجتماع بالممثلين واحداً تلو الآخر في المسرح الصغير الفارغ في وسط أثينا. كذلك بادر إلى تعديل بعض المشاهد التي كانت تتطلب قدراً كبيراً من الاختلاط بين الممثلين.

على غرار اقتصاد البلاد الذي يعتمد على عدد من المؤسسات الصغيرة، يتكوّن المشهد الفني اليوناني من عدد كبير من المسارح الصغيرة وقاعات الحفلات الموسيقية المستقلة الصغيرة التي ترزح تحت وطأة تبعات الجائحة.

وقد يجبر فيروس كورونا "الصغار" على إسدال الستار بشكل دائم في نهاية المطاف، مما يؤدي إلى تغيير دائم في المشهد الفني اليوناني بعد الجائحة.

ويقول أمين سرّ الرابطة اليونانية للموسيقيين كوستاس ستافروبولوس: "غالبية أعضائنا يكافحون من أجل البقاء، إما لأنهم لم يتلقوا أي مساعدة من الدولة، أو لأنهم يحصلون على القليل جداً في أي حال".

غير موجودة في نظر الدولة

لم يكن معظم العاملين في مجال الفنون والترفيه في اليونان يتقاضون رواتب منتظمة حتى قبل الجائحة بمدة طويلة، وهم يعانون أصلاً ضعف الأجور وغياب أي تأمين صحي منذ الأزمة المالية التي شهدتها البلاد قبل عقد.

وفي ظل افتقار سوق العمل إلى التنظيم منذ تطبيق خطط الإنقاذ لإخراج البلاد من الأزمة، وجد الكثير منهم أنفسهم طي النسيان منذ ظهور فيروس كورونا، وكأنهم غير موجودين بالنسبة إلى الدولة وغير مؤهلين للحصول على المساعدات المالية.

ويلاحظ ستافروبولوس متنهداً أن "الوضع يتدهور يوماً بعد يوم" متوقعاً أن "تزداد الأمور سوءاً" عند انتهاء تدابير الإقفال.

بعد الإقفال الأول خلال الربيع، اختفت مئات الصالات الفنية من خريطة اليونان بسبب الجائحة، أما تلك التي كانت قادرة على الاستمرار، فأعادت فتح أبوابها في ظل ظروف محفوفة بالمخاطر.

ويقول ستافروبولوس: "تأخذ الحكومة علينا جهاراً بأننا نعمل لقاء أجور متواضعة أو من دون تأمين، لكنّ وضع سوق العمل هو في الواقع نتيجة خطة الإنقاذ (المالية اليونانية) ولا يقتصر على قطاعنا".

وتوضح وزيرة الثقافة لينا ميدوني، أنه من غير الممكن للفنانين أن يحصلوا على مساعدة الدولة، إذ يعمل الكثير منهم في "الاقتصاد السري". وتحاول الممثلة والراقصة آنا ليانوبولو (34 عاماً) تغطية نفقاتها مما توفره لها إعانة بطالة شهرية بقيمة 360 يورو، وتقول محتجةً "ما يثير غضبي هو أن الحكومة لم تفعل شيئاً لتحضيرنا لموجة ثانية" من الجائحة.

وتلاحظ الممثلة التي لم يتم في مايو/ أيار الماضي تجديد عقدها في مؤسسة للألعاب الترفيهية أن "كل ما يهم الحكومة هو إعادة إحياء السياحة.. أما بالنسبة إلى الفن، فلم تكن لديها خطة".

وتعاني دور السينما الصغيرة بدورها "صدمة" الإقفال، وخصوصاً أن "مفهوم مشاهدة فيلم في صالة سينما مغلقة" سيشهد تراجعاً كبيراً "حتى بعد العودة إلى الحياة الطبيعية"، على ما يقول فايدون موستاكاس الذي يملك داراً لعروض الشاشة الكبيرة في وسط أثينا.

ولم تبع صالة موستاكاس سوى 20 تذكرة فحسب في 3 أسابيع، قبل فرض الإقفال مجدداً في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.ومع أن سافاس سترومبوس "مقتنع تماماً بأن الناس سيعودون إلى المسرح لأنهم بحاجة إليه"، يرى أن "السياسة العدوانية للحكومة يجب أن تتوقف في انتظار ذلك"، ويرى ضرورة "التوصل إلى اتفاقيات مهنية وتنظيم سوق العمل".

قد يهمك ايضا 

فنانة تُجدد التواصل الإنساني والتباعد الاجتماعي بطريقة مبتكرة

مذكرات الرئيس الأميركي أوباما تبيع 800 ألف نسخة أول يوم

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا يهدد بإسدال الستار على المسرح اليوناني ومواجهات من أجل البقاء كورونا يهدد بإسدال الستار على المسرح اليوناني ومواجهات من أجل البقاء



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia