صناعة الزجاج في مدينة الخليل لوحات فنية ينقصها الاهتمام بالمهنة ومحترفها
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أكثر من 60 مصنعًا ومعملًا لتشكيل الخزف أغلقها الاحتلال الإسرائيلي

صناعة الزجاج في مدينة الخليل لوحات فنية ينقصها الاهتمام بالمهنة ومحترفها

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - صناعة الزجاج في مدينة الخليل لوحات فنية ينقصها الاهتمام بالمهنة ومحترفها

صناعة الزجاج والخزف في مدينة الخليل
ساري جرادات - العرب اليوم

يعود تاريخ صناعة الزجاج والخزف في مدينة الخليل إلى حوالي 600 عام، حيث بدأت صناعته بأشياء بسيطة كتصنيع الخرز والحلي والكرات الدائرية، واستمرت لغاية اليوم، على الرغم من التطور الاقتصادي والصناعي الذي تشهده المدينة التي ناهز عدد سكانها 900 ألف مواطن.

يحمل الأبناء إرث أجدادهم الكنعانيين على أكتافهم للتدليل على تراث البلاد وأصالتها وعراقتها على شكل لوحات فنية، لتشكل بصمات أياديهم وعرق جبينهم أشكالًا متنوعة ومختلفة من الزجاج والخزف، مثل الفوانيس والصحون والساعات والتحف والمزهريات وكؤوس الحجامة والأباريق وغيرها العشرات من الأنواع. الحاج وليد النتشة (68 عامًا) ورث الحرفة عن جده قبل نصف قرن تقريبا، كان يستغل عودته من المدرسة وهو في الثامنة من عمره، ويذهب لزيارة جده في مصنع الخزف، ثم ترك المدرسة وهو في سن 13 عاما، وباشر العمل مع جده، وورث اليوم مهنته وعلمها لأبنائه، في مصنعه الكائن بمدينة الخليل أقصى جنوب الضفة الغربية.

وقال الحاج النتشة لـ "فلسطين اليوم": الاحتلال الإسرائيلي يحاول طمس المعالم الثقافية والحضارية الفلسطينية في مدينة الخليل، وصبغها بالأساطير العبرية، ويعمل على إعاقة التقدم والتطور في مجال الصناعات الزجاجية عبر منع استيراد بعض المواد الخام، والسماح للسلع الأجنبية بغزو أسواقنا". وأشار النتشة إلى أنه يتم تصنيع الزجاج من خلال الأتربة وصوان البحر والملح والرمل والفحم، حيث تجمع وتخلط مع بعضها في حوض للماء بكميات معينة، ومن ثم يتم تنشيفها، وبعدها يتم تنخيل الخلطة، ويأخذ الناعم منها، فتصبح مثل الملتينة ليتم تصنيعها بالشكل المراد، بعد إدخالها في فرن 

وتابع "بعد إدخال الملتينة إلى فرن الصهر على درجة حرارة 1200 درجة، لمدة 12 ساعة، تخرج بشكلها النهائي المطلوب، ويتم وضع بعض الأصباغ لمنح الزجاج أشكال وألوان مختلفة حسب رغبة وطلب الزبائن والتجار، وتكون مرحلة الرسم والتلوين اليدوي على القطعة آخر محطة في مرحلة التصنيع. ويروي العامل في مصنع الزجاج منصور النتشة (37 عامًا) حول عمله في تشكيل وصناعة الزجاج ل "فلسطين اليوم" "بدأت العمل في هذه المهنة وأنا في عقدي الأول من العمر، وبعد 7 سنوات من المراقبة والمشاهدة والتدريب على استخدام وتطويع الزجاج وتكوين الأشكال أتقنت العمل بالشكل المطلوب".

وواصل منصور حديثه لمراسلنا بالقول: قبل سنوات كنا نصنع الزجاج من الرمل والصودا، في فرن على درجات حرارة تفوق ألف درجة مئوية، الأمر الذي يتسبب بحر شديد إضافي علينا في فصل الصيف، بسبب المكوث 6 ساعات متواصلة أمام الفرن في أجواء شديدة الحرارة في فصل الصيف، لكن حبي لمهنتي هو سر تحملي لها".

ويقوم المصنع بشراء الزجاج الملقى في الحارات والأرصفة، الذي يقوم الفتية بجمعه وبيعه للمصنع، وبدوره يقوم المصنع بصهره من جديد وإعادة استخدامه، عبر وضعه في فرن الصهر، واستخدام أنبوب ينفخ فيه على قطع الزجاج السائلة، ليتحول لمناظر وأحجام تسر الناظرين، بعد عمل طويل وشاق وتركيز كبير.

 وتشير بيانات الغرفة التجارية في الخليل إلى وجود أكثر من 60 مصنعًا ومعملًا لصناعة الزجاج والخزف في مدينة الخليل قبل اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، ولازال سوق القزازين في بلدة الخليل القديمة مغلق بقرار من سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وختم الحاج النتشة حديثه ل "فلسطين اليوم" بالقول: حرفة الأجداد في طريقها للاندثار، نظرًا لتراجع الاهتمام المحلي بها، بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، واعتماد نسبة كبيرة من الأسواق المحلية على الزجاج والخزف المستورد، واستطرد قائلًا:” صناعتنا تضاهي المستورد وأقل ثمنًا منه، ويتوجب على المواطن الفلسطيني قصدها في مناسباته والاعتماد عليها".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الزجاج في مدينة الخليل لوحات فنية ينقصها الاهتمام بالمهنة ومحترفها صناعة الزجاج في مدينة الخليل لوحات فنية ينقصها الاهتمام بالمهنة ومحترفها



GMT 09:37 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إعطاء إشارة انطلاق مشروع تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر

GMT 17:37 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الشؤون الدينية التونسي يعلن عن أكثر من 195 ألف مترشّح للحج

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل أشغال ترميم مكتبة العطارين في المدينة العتيقة التونسية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia