مصطفى العقاد مخرج حمل على عاتقه تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

نذر نفسه لإعداد فيلم سينمائي عن "صلاح الدين الأيوبي"

مصطفى العقاد مخرج حمل على عاتقه تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مصطفى العقاد مخرج حمل على عاتقه تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب

مصطفى العقاد
القاهرة - أسامة عبد الصبور

يعد مصطفى العقاد واحدًا من الفنانين العرب اللذين تركوا إرثُا فنيًّا مميزًا؛ فهو  مخرج ومنتج وممثل سينمائي سوري، امتلك رؤية تختلف عن غيره من المخرجين العالميين، واتبع أسلوبًا مستحدثًا في الإخراج تمثل في وقوفه ضد المنطق القائم في العالم من ظلم وتسلط القوة، لتعكس أفلامه انتصاره للشعوب المحتلة ولأصحاب الصورة الذهنية المشوهة عربًا ومسلمين.مصطفى العقاد مخرج حمل على عاتقه تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب

ولد العقاد في 1 تموز/ يوليو العام 1935 لأسرة فقيرة في مدينة حلب وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي، وعندما بلغ الثامنة عشر من عمره حلم بدراسة الإخراج السينمائي، وبالفعل غادر سورية العام 1954 متوجهًا إلى الولايات المتحدة ليدرس الإخراج في جامعة UCLA في ولاية كاليفورنيا التي تخرج فيها العام 1958، ليبدأ مرحلة المعاناة في سوق العمل؛ حيث رفضت 7 استوديوهات وجميع محطات التلفزيون ووكالات الإعلان توظيفه.مصطفى العقاد مخرج حمل على عاتقه تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب

وفي العام 1962 استطاع العقاد أن يقتحم أبواب هوليوود مخرجًا ومنتجًا وممثلاً حتى وصل إلى العالمية العام 1976 عندما أخرج فيلم "الرسالة" كأول فيلم عربي عالمي عن الإسلام وصدر بنسختين عربية وإنجليزية، وفي العام 1981م أخرج فيلم "أسد الصحراء عمر المختار" بالإنجليزية وتناول فيه بطولة الشعب الليبي ضد الاحتلال الإيطالي بقيادة المجاهد عمر المختار، والذي لعب دوره الممثل العالمي أنتوني كوين.مصطفى العقاد مخرج حمل على عاتقه تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب

ومنذ العام 1978 وحتى العام 2002 أصبح العقاد المنتج المنفذ العالمي الوحيد الذي شارك في جميع سلسلة أفلام هالوين، ويحسب له فهمه العقل الأميركي؛ فعبر سنواته الـ23 التي قضاها هناك تمكن من فك شفرة هذا المجتمع المعقد، وبذلك أحسن مخاطبته عبر الإعلام الذي كان دائم التركيز عليه؛ فقد رآه السلاح الذي يجب أن يخوض به معركته الحضارية مع الغرب.مصطفى العقاد مخرج حمل على عاتقه تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب

ورغم وجود عدد من المخرجين العرب في هوليوود فإن اسمه لمع دون غيره عربيًّا وغربيًّا، والسر في هذا العقل المبدع يعود لمحافظته على تراثه وقوميته ودينه، وهذا ما منحه عمقًا خاصًا يميزه عن غيره ، حيث عبرت أعماله على قلتها عن الإسلام والحضارة الإسلامية وكفاحها من أجل البقاء أمام الهجمة الاستعمارية.مصطفى العقاد مخرج حمل على عاتقه تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب

وعبر مشواره السينمائي الطويل عمل العقاد على تكون رؤيته لعالم سينمائي مستقل لذاته، فهو لم يعتبر السينما مفهومًا جماليًّا وحسب، بل كان لها مفهوم ثوري طليعي بأبعاد ودلالات كبيرة، ويعد فيلم "المختار" نموذجًا رائعًا لهذا البعد.

وانطلاقًا من هذا المفهوم الخاص والمتميز والواعي تعلم هو من ذات "عمر المختار"، وأوقف حياته على خدمة ما تعلمه، فقد كان مبصرًا للواقع العربي، قارئًا لهذا الواقع الذي تبنى أن يقوم بما يساعد على النهوض به متكبدًا الكثير من الصعاب.

وظل العقاد منتظرًا لأعوام طويلة إنتاج عمل سينمائي مماثل لفيلمي "الرسالة" و"عمر المختار"، وكان "صلاح الدين الأيوبي" هو العمل الذي اختاره ونذر نفسه في سبيل إعداده، ورحل محتفظًا بسيناريو ورؤية إخراجية للفيلم دون أن ير النور لعدم توافر الدعم المطلوب.

كما كان يطمح أيضًا في أن ينتج فيلمًا عن "صبيحة الأندلسية" وهي المرأة التي حكمت الأندلس، وفيلمًا آخرًا يروي قصة ملك من ملوك إنجلترا كان قد أرسل في العام 1213 وفدًا إلى الخليفة في الأندلس يطلب منه أن تكون إنجلترا تحت حماية الخليفة المسلم.

وكان "العقاد" يحمل رؤية مستقبلية أوسع من فكرة إنتاج عمل أو مجموعة أعمال، فمن ضمن أحلامه كانت مدينة سينمائية أو مجمع سينمائي للإنتاج بمستوى الإنتاج العالمي، ولكن بروح عربية إسلامية بمستويات الرسالة التي تحملها أمته، وكان تصوره عن هذه المدينة أنها مدينة لا تبنى، بل استوديوهات قابلة للتنقل، فقد كان عازمًا على نقل التجربة الأميركية في هذا المجال.

وفي 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005 قتل العقاد وابنته ريم في تفجير وقع في فندق "غراند حياة" في العاصمة الأردنية عمان وكانت وفاته خسارة كبيرة للفن السينمائي العالمي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصطفى العقاد مخرج حمل على عاتقه تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب مصطفى العقاد مخرج حمل على عاتقه تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب



GMT 09:37 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إعطاء إشارة انطلاق مشروع تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر

GMT 17:37 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الشؤون الدينية التونسي يعلن عن أكثر من 195 ألف مترشّح للحج

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل أشغال ترميم مكتبة العطارين في المدينة العتيقة التونسية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia