شارع المتنبي في بغداد تظاهرة أدبية طوعية تتجدد الجمعة كل أسبوع
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

فيما رأى البعض الغاية من التواجد فيه جلسات سمر لا أكثر

شارع المتنبي في بغداد تظاهرة أدبية طوعية تتجدد الجمعة كل أسبوع

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - شارع المتنبي في بغداد تظاهرة أدبية طوعية تتجدد الجمعة كل أسبوع

شارع المتنبي في العاصمة العراقية بغداد

بغداد ـ جعفر النصراوي أصبح الآن أكثر من مجرد سوق لبيع الكتب، وإنما صار من أهم الملتقيات للأدباء والشعراء والفنانيين العراقيين، فهم يرتادونه في الجمعة من كل أسبوع وكأنه طقس مقدس، لا يمنعهم إلا عذر يفوق قدرتهم على تلافيه، فيما رأى البعض الآخر أن الغاية من التواجد فيه عقد جلسات سمر لا أكثر. وتنتشر آلاف الكتب على الأرصفة بمختلف محتوياتها، فلا ممنوع يذكر، ولا كتاب يمنع، وإنما الكل في متناول اليد، وبأسعار يمكن وصفها بالزهيدة، دين وفلسفة ولاهوتيات وسير لأشخاص بعضهم متطرف في إلحاده والآخر على النقيض تمامًا، ولمختلف الثقافات.
شارع المتنبي في بغداد تظاهرة أدبية طوعية تتجدد الجمعة كل أسبوع
وتم إعادة تأهيل الشارع بعد تعرضه في العام 2007، إلى هجوم بسيارة ملغومة في حادث أدى لمقتل ما لا يقل عن 30 متسوقًا، وتدمير العديد من المكتبات والمباني، وأهمها المكتبة العصرية بشكل كامل، وهي أقدم مكتبة في الشارع تأسست العام 1908، كما دمر مقهى الشابندر الذي يُعد من معالم بغداد العريقة، حيث خصصت هيئة عراقية أهلية تهتم بالشأن الثقافي مبلغ مائة ألف دولار في حينه لإعادة تأهيل شارع المتنبي، وتم تشكيل لجنة مشتركة من وزارة الثقافة العراقية ووزارة البلديات ومجلس محافظة بغداد لإعادة إعمار الشارع، وأعيد افتتاحه في العام 2008 في حضور رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وعدد من الأدباء والفنانين والمثقفين العراقيين.
شارع المتنبي في بغداد تظاهرة أدبية طوعية تتجدد الجمعة كل أسبوع
والتقى "العرب اليوم" عددًا من مرتادي شارع المتنبي بعضهم جاء إليه من المدن القريبة والبعض الآخر ممن يسكنون مناطق مختلفة من العاصمة جاء سيرًا على الأقدام، بسبب الإجراءات الأمنية التي تشهدها العاصمة العراقية كلما جاء يوم الجمعة، تحسبًا لهجمات مسلحة وتفجيرات وصلوات هنا وهناك، والجميع يؤكد أن الحضور للمتنبي أشبه بطقس مقدس، لا يمكن الاستغناء عنه.
شارع المتنبي في بغداد تظاهرة أدبية طوعية تتجدد الجمعة كل أسبوع
وأكد الصحفي العراقي مهند محمد، والذي عمل لوكالة "رويترز" لسنوات أن المتنبي هو متنفس لا يمكن لأي مثقف أن يستغني عنه، فمجرد التواجد هنا بين الكتب يشعرك براحة قد لا تجد لها تفسيرًا.
وأضاف محمد أن الكتب المعروضة تشعرك بأنك في حاجة أكبر للقراءة والاطلاع، ومن خلال الأحداث التي تمر بك خلال الأسبوع تتنوع اهتماماتك، وحين تأتي إلى هنا تحاول أن تجد ما يغني معرفتك من الكتب التي فكرت أن تنتقيها، ولا سيما أن الأسعار هنا معقولة، بل إن بعض الكتب أسعارها زهيدة جدًا قياسًا إلى قيمة محتواها.
وأكد الشاعر العراقي حسين القاصد من جهته أن شارع المتنبي يعيش ازدهارًا ثقافيًا ومواكبة غير مسبوقة لكل جديد، فالذي يصلنا من الكتب لم يصل للبلدان الأخرى، لكن في القلب غصة وهي أنني أخشى على مستقبل هذا الازدهار من التراجع لاأسباب كثيرة، منها قلة الإقبال على الكتب بسبب الإنترنت، ومنها أصبح الشارع سياحيًا لا ثقافيًا، ومكانًا لإقامة جلسات أدباء السهر، بحسب تعبيره.
شارع المتنبي في بغداد تظاهرة أدبية طوعية تتجدد الجمعة كل أسبوع
ويقول الإعلامي صالح الحمداني: إن شارع المتنبي هو المكان الأهم بالنسبة إلى أي مثقف عراقي، وهو من الشوارع القليلة التي تشعر فيها أن بغداد ما زالت على قيد الحياة، وهو ملتقى ومتنفس المثقفين والفنانين والإعلاميين والرسامين، ويعتبره الجميع شارعهم المفضل، وينتظرون يوم الجمعة على أحر من الجمر.
وأكد المصور الفوتوغرافي هادي مزبان، الذي يعمل لصالح وكالة "أسيوشيتد برس" العالمية أن في الشارع أحداثًا يهتم بها القارئ الغربي ويتابع مجرياتها، ولذلك نحن كمصورين نحرص على التواجد في المتنبي لالتقاط صور قد لا تتكرر دائمًا، وبذلك نؤرخ لمرحلة مهمة من مراحل المشهد الثقافي العراقي، وغالبًا ما يُطلب منا صور لصالح المؤسسات الإعلامية العالمية، والتي تعجز كوادرها في بعض الأحيان عن المجيء الى بغداد.
شارع المتنبي في بغداد تظاهرة أدبية طوعية تتجدد الجمعة كل أسبوع
ويُعد من الأشياء الجميلة التي يمكن ملاحظتها في شارع المتنبي أن مرتاديه ليسوا في عمر واحد ولا جنس واحد، فهناك الشباب والأطفال والنساء الذين يحرص ذووهم على اصطحابهم ليطلعوا على معلم يُعَد أهم معالم بغداد.
ويعتبر شارع المتنبي زقاقًا بغداديًا بكل معنى الكلمة، لا يتجاوز طوله الألف متر تقريبًا، يبدأ من ضفاف دجلة حيث يتواجد تمثال المتنبي وعلى يساره منارة القشلة الشهيرة، ثم يمتد بعرض لايتجاوز الأمتار العشرة لغاية شارع الرشيد، أحد شوارع بغداد الرئيسة.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شارع المتنبي في بغداد تظاهرة أدبية طوعية تتجدد الجمعة كل أسبوع شارع المتنبي في بغداد تظاهرة أدبية طوعية تتجدد الجمعة كل أسبوع



GMT 09:37 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إعطاء إشارة انطلاق مشروع تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر

GMT 17:37 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الشؤون الدينية التونسي يعلن عن أكثر من 195 ألف مترشّح للحج

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل أشغال ترميم مكتبة العطارين في المدينة العتيقة التونسية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia