دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة تنظم ندوةً تحت عنوان تاريخ ما أهمله التاريخ
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

تناولت دراسة ورقتين بحثيتين لدراسة الأدب في مضمون الكتاب

دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة تنظم ندوةً تحت عنوان "تاريخ ما أهمله التاريخ"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة تنظم ندوةً تحت عنوان "تاريخ ما أهمله التاريخ"

دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة
دبي ـ جمال أبو سمرا

نظمت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في النادي الثقافي العربي، ندوة تحت عنوان "تاريخ ما أهمله التاريخ" اشترك فيها كل من الدكتور محمد مؤنس والدكتور محمد عبد الوهاب والدكتور عمر عبد العزيز، وأدارها عبد الفتاح صبري، وتأتي الندوة في إطار احتفالات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية 2014 .وأوضح صبري، في تقديمه، أنّ التاريخ مملوء بالأحداث المهمّة التي لم يعطها المؤرخون اعتبارًا بحجم ما كان لها من تأثير، وقد كان هناك دائمًا من ينذر نفسه ولو بعد حين للكشف عن تلك الحوادث والبحث فيها، وقد شهد عصر النهضة العربية كثيراً من تلك المحاولات، من أشهرها كتابات جرجي زيدان الذي كشف الغطاء عن أحداث كثيرة في تاريخ المسلمين كانت مطمورة، فأظهرها وبينها عبر سلاسل من الكتب كان لها تأثير في تغيير مفهومنا عن تلك الأحداث، ولفت إلى أنّ الندوة تدور بشأن نموذجين من كتاب "تاريخ ما أهمله التاريخ"، هما عبد الحميد جودت السحار وحبيب جاماتي .
وتناول الدكتور محمد مؤنس في ورقته قصص الكاتب المصري عبدالحميد جودة السحار (1913- 1974) بوصفها تاريخاً لما أهمله التاريخ، فقال إن السّحار بدأ مبكراً الكتابة الأدبية، وكان ينشر قصصه في مجلة الرسالة، وانطلق في كتاباته من رؤية تسعى إلى تعريف الناس خاصة الناشئة بالتاريخ، فكانت القصص وسيلته لذلك نظراً لما لها من جاذبية وقدرة على الاستحواذ على عقل القارئ، فعمد إلى تبسيط المادة التاريخية وتطعيمها بالخيال .
ورأى الدكتور مؤنس أن ما يؤخذ على كتابات جودة السحار أنه كان يعطي الأهمية للبطولة الفردية، والفاعلية للفرد في صناعة التاريخ في حين أن الظاهرة التاريخية ظاهرة جماعية تصنعها عوامل عدة ويشترك فيها الكثيرون، كما أنه لم يكن يذكر تواريخ الأحداث التي يرويها، ولكن - كما يقول الدكتور مؤنس - فإن السحار معذور لأنه كان يكتب قصصاً قصيرة للناشئة بهدف تربوي، مثل قصة "معركة بلاط الشهداء" و"قصة صقر قريس" و"محمد رسول الله والذين معه" و"قصص الأنبياء" و"بلال مؤذن الرسول" . وخلص مؤنس إلى أن التاريخ لا يهمل شيئاً، لكنّ التاريخ قائم على الأدلة الواضحة والمنهج العلمي البيّن، وما لم يتحقق ذلك فإن ما يكتب يمكن أن يتخذ أي شكل أدبي لكنه لن يكون تاريخاً .
أما ورقة الدكتور محمد عبد الوهاب، فتناولت كتاب "خفايا القصور: تاريخ ما أهمله التاريخ" لحبيب جاماتي 1887- ،1968 وهو صحفي من أصل لبناني أقام في مصر وألف فيها كتبه، وقال الدكتور عبدالوهاب إن الكتاب تناول التاريخ القديم والوسيط والحديث مُسْتجْليا بعض الأحداث التي رأى مؤلفه أنها أهملت، ولم تجد كاتباً يبحث فيها ويقف على حقائقها، منها ما يتعلق بالتاريخ القديم في اليونان والصين واليابان وفي العصور الإسلامية وتاريخ الملوك العثمانيين وقياصرة الروس، وغيرهم، ورأى عبدالوهاب أن كتابات جاماتي تثير عدة إشكاليات فهي من الناحية الأكاديمية تفتقر إلى الأدلة ولا يمكن اعتبارها تاريخاً بالمعنى العلمي لأنها تروي قصصاً خفية عن حريم الملوك وأبنائهم: "معاناة وجارية نابليون المزعومة، وفساد القصر في روسيا، وصورة أحمد باشا الجزار"، وهي قصص لا سبيل إلى التحقق منها، لأنه لا توجد وثائق تاريخية تؤكدها أو تنفيها .
وذكر أنّ جاماتي من ناحية أخرى لم يكن بريئاً في ما يكتبه، بل كان مدفوعاً برؤية أيديولوجية ومذهبية، فهو لكونه عضواً في الجمعية العربية الفتاة التي تأسست في باريس تحت غطاء وزارة الخارجية الفرنسية في إطار سعي الدول الغربية على القضاء على الرجل المريض (الدولة العثمانية)، ولكونه كان مرتبطاً بالثورة العربية التي قادها الملك فيصل بن الحسين ضد العثمانيين، فقد كان في كتاباته يعكس توجهاته، خاصة عندما تناول تاريخ القصر العثماني في عهد السلطان عبد الحميد، فصوره أنه كان دموياً شكاكاً ومتآمراً في حين أن عبد الحميد كانت له مواقف تاريخية معروفة من اليهود وأبى أن يتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين .
وأشار الدكتور عمر عبدالعزيز في تعقيبه على الورقتين، إلى أنّ عبدالحميد جودت السحار وحبيب جاماتي يثيران إشكالاً كبيراً في العلاقة بين السرد الأدبي والتاريخ، لأنهما كتبا في هذه المنطقة الرمادية التي يلتقي فيها فنانان متمايزان، فما هي حدود الكتابة في هذه المنطقة، هل بمعيار التاريخ الذي يقتضي التوثيق والمنهج العلمي، أم بمعيار الأدب الذي يستجيب للخيال والوصف الخارق للعادة؟، وأشار عبدالعزيز إلى أن هناك على مر العصور كتاباً كتبوا في هذه المنطقة وظلت كتاباتهم تثير الإشكالية نفسها، مثل الثعالبي قديماً وأحمد باكثير حديثاً، إلى أن الأقرب لهؤلاء أن يعتبروا أدباء وكتاباً أصحاب رسائل موجهة لأهداف تربوية واجتماعية، وليسوا مؤرخين بالمعنى الأكاديمي للكلمة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة تنظم ندوةً تحت عنوان تاريخ ما أهمله التاريخ دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة تنظم ندوةً تحت عنوان تاريخ ما أهمله التاريخ



GMT 09:37 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إعطاء إشارة انطلاق مشروع تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر

GMT 17:37 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الشؤون الدينية التونسي يعلن عن أكثر من 195 ألف مترشّح للحج

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل أشغال ترميم مكتبة العطارين في المدينة العتيقة التونسية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 23:18 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«مو ضروري» لـ ماجد المهندس تحصد 35.2 مليون مشاهدة

GMT 06:41 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

السير المعوج

GMT 02:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

يسرا تكشف سبب اعتذارها عن مسلسل "الزيبق"

GMT 12:07 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

وفاة نائب رئيس حكومة أوزبكستان بفيروس كورونا

GMT 00:31 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكد أن الكلاب لا تفهم البشر جيدًا

GMT 13:32 2014 الإثنين ,03 شباط / فبراير

إغلاق بورصة الأردن على تراجع بنسبة 0.18%
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia