الغبقات الرمضانية واحدة من أهم العادات الغذائيَّة لدى رجال الأعمال
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

تضرب جذورها في عمق التاريخ والتراث الخليجي

"الغبقات الرمضانية" واحدة من أهم العادات الغذائيَّة لدى رجال الأعمال

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "الغبقات الرمضانية" واحدة من أهم العادات الغذائيَّة لدى رجال الأعمال

الغبقات الرمضانية
جدة ـ سعيد الغامدي

تمثل "الغبقات" الرمضانية واحدة من أهم العادات الغذائية في شهر رمضان، التي امتاز بها أهالي الخليج العربي حتى باتت رمزا من رموز الشهر الفضيل.وعلى مائدة الغبقة يلتقي كل مساء عدد من قيادات الأعمال الكبرى من أجل توطيد التعارف ومناقشة قضاياهم الاقتصادية والاجتماعية، قبل أن يتحلقوا حول مائدة الطعام لتناول ما لذّ وطاب من المأكولات في الفترة التي تتوسط وقتي الإفطار والسحور، ويعتبرها البعض شبيهة بـ"غداء عمل رمضان".
وعلى الرغم من شهرتها فإنها لا تكون عادة كبيرة وموسعة كحال عزائم الإفطار الرمضاني التي تقوم بها الشركات والمؤسسات الكبيرة لموظفيها في إحدى ليالي الشهر الفضيل. وتهدف "الغبقة" إلى تعزيز الروابط بين الموظفين، وعادة ما تكون في أحد الفنادق، وتتكون من عدد محدود من الأشخاص، وكذلك الوجبات، وكل منطقة حسب تقليدها، فسكان المناطق الساحلية يفضلون تناول الأكلات البحرية، فيما يفضل آخرون اللحوم الحمراء أو البيضاء.
والغبقة الرمضانية تعرف بأنها تقليد تاريخي اجتماعي في الخليج، تعارف أهله على إحيائه منذ عقود، لكنها تطورت حيث إن الغبقة هي تناول إحدى وجبات شهر رمضان التي تقع بين وجبة الإفطار والسحور، ويجتمع عليها عادة الأشخاص المقربون جدا من بعضهم، كونها لا يمكن أن تحل مكان مناسبات الإفطار الجماعية، فيما يمكن أن يكتفي بها البعض لتكون مكان وجبة السحور، خصوصا في حال تناولها في وقت متأخر.
واختلفت الغبقة لدى الخليجيين في الوقت الحاضر عما كانت عليه سابقا، فالغبقة قديما كان ينظمها الأهل والأصدقاء في بيوتهم ويعتبرونها فرصة لتعزيزالترابط الاجتماعي بينهم، لكنها في السنوات الأخيرة باتت تقام في الفنادق، وفي حين كانت العائلات تتسابق على تجهيز أكلاتها، فهي اليوم تعد بأيدي طباخين متعددي الجنسيات، وتقام غالبا بين الساعة العاشرة ليلا والواحدة فجرا، بحيث يسهل على المدعوين تلبية الدعوة.
ويرى الباحث التاريخي والمختص في التراث عبد الخالق الجنبي أن أصل "الغبقة" في اللغة هو "الغبوق"، وهو عادة عربية قديمة معناها "الأكل المتأخر في الليل"، وكانت هذه العادة موجودة حتى قبل عصر الإسلام، والدليل ذكر الكثير من شعراء الجاهلية لها في قصائدهم، لكنها تطورت وأضيفت إليها بعض الأمور بعد أن تم إحياؤها بطريقة مختلفة في القرن العشرين، لكنها باتت، حاليا، من فعاليات شهر رمضان ولم تعد من تراث عصر قبل الإسلام، خصوصًا بشكلها الحالي، حيث تنظم - غالبا - في الفنادق الكبرى وافتقدت الكثير من رونقها الشعبي.
وتقول أم ناصر التي تعمل في مشروع لتجهيز الوجبات الشعبية «بالنسبة للغبقة يفضل أهالي الساحل الأسماك المقلية مع الأرز الأبيض، ويتوافر كذلك التمر واللبن أحيانا، أما المناطق الداخلية فعادة ما يفضل أهلها اللحم المطبوخ»، وبينت أن التطور الذي طرأ على الغبقات هو إضافة أكلات شامية على السفرة مثل التبولة والحمص وغيرهما من الوجبات الخفيفة عادة.
وتشير أم ناصر إلى أن الغبقة كانت منتشرة في القرى والأحياء القديمة بتناول ما يبقى من الطعام في وجبة الإفطار، حيث يتجمع الجيران في أحد المنازل لتناوله وتبادل أطراف الأحاديث، لكنها تطورت مع الزمن لتفقد الكثير من رونقها، خصوصا مع تدخل الفنادق بهدف الربح المادي، واعتبارها وجبة ثالثة تعوّض نفس العدد من الوجبات في أيام الفطر من السنة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغبقات الرمضانية واحدة من أهم العادات الغذائيَّة لدى رجال الأعمال الغبقات الرمضانية واحدة من أهم العادات الغذائيَّة لدى رجال الأعمال



GMT 09:37 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إعطاء إشارة انطلاق مشروع تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر

GMT 17:37 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الشؤون الدينية التونسي يعلن عن أكثر من 195 ألف مترشّح للحج

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل أشغال ترميم مكتبة العطارين في المدينة العتيقة التونسية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia