عنصر من الجيش السوري الحر يتفقد الخراب والدمار
دمشق ـ وكالات
أفاد ناشطون سوريون، بارتفاع ضحايا "العنف" الخميس، إلى 170 قتيلاً، بينما قالت مصادر مؤيدة للنظام، إن "السعودية تخوض نزالاً شديدًا في مواجهة قطر في معركة حلب، عبر ذراعيهما المسلحين "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" و(لواء التوحيد الإخواني)، الذي تدعمه الأخيرة لفرض نفوذهم على الأحياء الساخنة فيها"
، في حين أشار "الائتلاف الوطني السوري" إلى أن"القاهرة تقوم بمحاولات حثيثة لإقناع الائتلاف بقبول تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، مقابل عدم ملاحقته أمام القضاء الدولي".
وقد أسفر انفجار سيارة في العاصمة دمشق، الخميس، عن مقتل وإصابة العشرات لترتفع حصيلة ضحايا أعمال العنف في مختلف المناطق السورية إلى 170 قتيلاً، حسبما أفاد ناشطون في المعارضة.
وقال ناشطون:" إن ما لا يقل عن 11 شخصًا لقوا مصرعهم إثر انفجار سيارة مفخخة في محطة وقود قاسيون في حي مساكن برزة في دمشق"، فيما أشار المرصد "السوري لحقوق الإنسان" إلى أن "العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالة خطرة".
من ناحيتها، قالت مصادر: إن مجموعة من "الجيش الحر" أعلنت عن اقتحام مطار الثعلة العسكري في السويداء، بينما يخوض مقاتلو المعارضة السورية معارك سعيًا إلى السيطرة على قاعدة جوية في شمال البلاد في إطار حملتهم للحد من القوة الجوية للجيش الحكومي".
وبعد المكاسب الكبيرة التي حققوها في النصف الثاني من 2012 يسيطر المعارضون الآن على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال البلاد وشرقها، غير أن السيطرة محدودة نظرًا لعدم قدرتهم على حماية البلدات والقرى من مقاتلات القوات الحكومية ومروحياتها.
ويسعى المئات من مقاتلي المعارضة إلى اقتحام قاعدة تفتناز الجوية قرب الطريق السريع الشمالي الذي يربط بين حلب والعاصمة دمشق أكبر مدينتين في سورية.
وحاصر المعارضون قواعد جوية في الشمال خلال الأسابيع الماضية، أملاً في الحد من قدرة الحكومة على شن غارات جوية وتزويد المناطق الخاضعة لسيطرتها بالإمدادات.
وقال مقاتل من المعارضة قرب قاعدة تفتناز: "إن الأجزاء الأساسية من القاعدة لا تزال خاضعة لسيطرة قوات الحكومة، لكن المعارضين تمكنوا من التسلل إليها وتدمير طائرة هليكوبتر ومقاتلة على الأرض".
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا"، عن مصدر مسؤول قوله إن "ما تردد حول سيطرة الإرهابيين على مطار تفتناز في إدلب عار من الصحة جملة وتفصيلا"، فيما قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن "نحو 800 مقاتل يشاركون في الهجوم ، من بينهم إسلاميون من (جبهة النصرة) التي تعتبرها واشنطن منظمة إرهابية".
بدورها، ذكرت صحيفة "الوطن" السورية، أن "الجيش السوري حسم معركته مع الإرهابيين في مدينة داريا في ريف دمشق ودمر ما تبقى من أوكار لمسلحيهم وأوقع إرهابيي (جماعة النصرة) بين قتيل وجريح ومستسلم وسط توقعات أن يتم إعلان داريا آمنة مساء اليوم".
وأضافت أنه "مع انتهاء معركة داريا بات محور دمشق الجنوبي آمنًا، في حين لا تزال وحدات الجيش والقوات الأمنية تلاحق ما تبقى من إرهابيين في الغوطة الشرقية، وتم خلال الساعات الـ48 الماضية تصفية العشرات منهم بين قتيل وجريح وتدمير عدة أوكار وغرف عمليات للإرهابيين في ضربات وصفت بالقاصمة".
وأفادت بأن "الجيش واصل تقدمه على محور الذيابية والبحدلية والحسينية وحجيرة وعقربا، كما تقدم في مزارع دوما والشيفونية، بعد سلسلة من العمليات الدقيقة والناجحة، قضى خلالها على عدد من الإرهابيين".
وفي حلب خفت صوت فصائل المعارضة المسلحة بعد أسبوعين من بدء ما يسمى "معركة المطارات" التي أكد متابعون أنها "سوف تصب في مصلحة الجيش العربي السوري، ولم تستطع المجموعات المسلحة تحقيق أي تقدم أو نصر معنوي في اعتداءاتها على مطارات كويرس ومنغ والنيرب العسكرية فصوبت بنادقها نحو مطار حلب الدولي لوقف حركة الملاحة فيه، إلا أن وحدات الجيش تعمل على تخليص محيط المطار من فلولهم لإعادة الحركة إليه في موعد يتوقع أن يبدأ اعتباراً من الخميس، بالتزامن مع أعمال الصيانة التي يجريها الفنيون فيه".
وبحسب الصحيفة السورية "تخوض السعودية التي انحازت لها تركيا أخيرًا، نزالاً شديدًا في مواجهة قطر في معركة حلب، عبر ذراعيهما المسلحين (جبهة النصرة) التابعة لتنظيم القاعدة و(لواء التوحيد الإخواني) الذي تدعمه الأخيرة لفرض نفوذهم على الأحياء الساخنة التي فرض الجيش العربي السوري نفوذه على بعض منها ويعمل على تطهير الباقية".
وفي حماة "أحبطت الجهات المختصة محاولات مجموعات أخرى كانت تنوي السيطرة على الطريق الدولي حماة ـ حلب".
من ناحيته، كشف عضو في "الائتلاف الوطني السوري" عن "قيام القاهرة بطلب من موسكو بمحاولات حثيثة لإقناع الائتلاف بالقبول باقتراح المبعوث العربي والأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، الداعي إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، مقابل عدم ملاحقته أمام القضاء الدولي"، مشيراً إلى "وجود تقارب جديد بين الموقفين الروسي والأميركي بخصوص هذا الاقتراح"، لافتاً إلى أن "هذا التقارب سوف يفصَح عن نتائجه عقب لقاء رئيسي البلدين".
وأكد المعارض السوري، الذي فضل عدم الكشف عن هويته في تصريح لصحيفة "الراي" الكويتية، أن "الإبراهيمي نقل إلى المعارضة السورية اقتراحًا بخروج بشار الأسد وعدد من رموز النظام ووقف العمليات العسكرية، مقابل عدم ملاحقته دولياً، وأن يتعهد الفرقاء الدوليين بذلك"، لافتًا إلى أن "هذا الاقتراح يحظى بتأييد روسي وموافقة ضمنية أميركية".
وأضاف المصدر، أن "معظم الفرقاء الدوليين يرون أن الحل السياسي هو الضامن الحقيقي لوجود مرحلة انتقالية تقودها حكومة وحدة وطنية، مع بقاء بعض رموز النظام السوري، وهو ما ترفضه المعارضة أيضاً، وتعتبره محاولة لإعادة النظام مرة أخرى إذا ما رحل الأسد".
أرسل تعليقك