الجيش الجيش الحر السوري
دمشق ـ جورج الشامي
نجح الجيش السوري في السيطرة على الجبال الغربية المتاخمة لبلدة حلبون في منطقة التل، وعلى بلدة البحدلية جنوب منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، في حين دعا مجلس القضاء الموحد في حلب إلى "الجهاد" في المدينة، لصدّ هجوم القوات الحكومية و"حزب الله"، فيما أعلن الجيش الحر "المعارض" أنه تمكن
من أسر عدد من مقاتلي الحزب وإيرانيين بالقرب من معارة الأرتيق في ريف إدلب.
وأعلن مجلس القضاء الموحد في مدينة حلب، التابع لبعض فصائل المعارضة، في بيان له، استقباله الشبابَ الراغبين في "الجهاد" لصدّ هجوم الكتائب الحكومية و"حزب الله"، وأنه على من يستطيع حمل السّلاح التوجّه إلى الدائرة الأولى في حي الأنصاري لتسجيل اسمه، كي يتمّ تدريبه على السلاح وإرساله إلى جبهات القتال"، حسبما ذكر "مركز حلب الإعلامي".
وأفادت مصادر ميدانية في الجيش السوري الحر، أنهم تمكنوا من أسر عدد من مقاتلي "حزب الله" وإيرانيين بالقرب من معارة الأرتيق في ريف إدلب، والتي تعتبر من أسخن الجبهات بين الثّوار والقوات السورية، بعد أن ضلّ الإيرانيون ومقاتلو الحزب الطريق، ووصلوا إلى قبضة "الحر"، فيما كانوا يتوجهون لتعزيز القوات السورية على الجبهة.
وأوضحت المصادر نفسها، أن الجيش الحر سيحاول الاستفادة من الأسرى في عمليات التفاوض بينه وبين قوات الحكومة، من أجل جعلهم كورقة ضغط على دمشق لإجبارها على الإفراج عن عدد من عناصره المعتقلين، فيما أعلن "الحر"، أن قواته الخاصة التابعة لـ"لواء حطين" تحاصر عناصر "حزب الله" اللبناني خلف مستشفى الخميني في منطقة الذيابية في ريف دمشق، بينما تشتبك قوات المعارضة مع الجيش الحكومي في قرية البحدلية.
وأكد مصدر في ريف إدلب، أن عددًا من قوات النخبة التابعة لـ"حزب الله" وصلت إلى مدينة جسر الشغور، وقامت برفع أعلام الحزب وصور زعيمه حسن نصر الله في الشوارع، فيما قال عدد من أهالي المدينة، إن الأهالي هجروا من المدينة التي أصبحت مركزًا لـ"الشبيحة" وقوات الحزب اللبناني، وأن الهدف على ما يبدو من انتشار عناصر "حزب الله" من الوصول إلى جسر الشغور هو منع الثّوار في ريف إدلب من التقدم باتجاه القرى العلوية الموالية لدمشق.
وقالت مصادر على الحدود السورية التركية، إن محكمة الشمال العليا بالتعاون مع عدد من الكتائب الثّورية أتلفت بالحرق أكثر من 5 هكتارات مزروعة بالقنب الهندي الذي يستخرج منه "الحشيش"، في قرى قاح، وصلوة، وقيلا، وأطمة، وجميعها في ريف إدلب.
وأفاد أحد قادة الحملة على الحشيش وقائد "كتائب شهداء 1980" أبو عبيدة، "وردتنا معلومات تفيد بانتشار زراعة الحشيش في تلك القرى، فشكلنا حملة مؤلفة من 1000 مقاتل وقمنا بإحراق المحاصيل، وقبضنا خلال الحملة على 7 أشخاص، تمت استتابتهم وتعذيرهم، ومن ثم إطلاق سراحهم"، فيما قال أحد المقاتلين المشاركين في الحملة، أن عددًا منهم تأثر أثناء حرق الحشيش بالروائح، ما تتسبب لهه في دوار بالرأس وقيء.
وتعتبر مدينة الجسر نقطة تحوّل في الصراع ما بين الحكومة السورية والمعارضة، وهي من أوائل المدن التّي كبدت القوات الحكومية خسائر فادحة، راح ضحيتها العشرات من رجال الأمن.
وذكرت شبكة "شام" الإخبارية، أن اشتباكات تدور في محيط بساتين حي برزة بين الجيش الحر والقوات السورية التي تحاول اقتحام المنطقة مدعومة بقوات "حزب الله" اللبناني و"لواء أبو الفضل العباس"، فيما اندلعت اشتباكات في أحياء القابون وتشرين وأحياء دمشق الجنوبية، وفي منطقة جرد حلبون تمكن الجيش الحر من تدمير دبابة أثناء التصدي لمحاولة القوات السورية إعادة السيطرة على الحواجز المحررة في المنطقة الواقعة في جبال القلمون، كما قُتل عدد من الأشخاص تحت أنقاض المباني جراء قصف شنه الجيش الحكومي على بلدة الذيابية في ريف دمشق، ولقي العديد من أشخاص مصرعهم في زملكا جراء استخدام سلاحًا كيميائيًا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات الحكومية تحاول اقتحام الذيابية وببيبلا المجاورتين للسيدة زينب، وتشكل هاتان البلدتان وغيرهما من المناطق الواقعة جنوب العاصمة، قاعدة خلفية لمجموعات المعارضة تستخدمها لتدعيم مواقعها في بعض أحياء دمشق الجنوبية، فيما تحدث الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، في بيان له، عن "احتشاد القوات الحكومية وشبيحته مدعمة من (حزب الله) و(لواء أبو الفضل العباس)، مع عشرات من الآليات الثقيلة والدبابات، وبتغطية من راجمات الصواريخ والمدافع الثقيلة، في محاولة جديدة لاقتحام ريف دمشق الجنوبي".
ونقلت وسائل إعلام حكومية عن مصادر عسكرية، أن الجيش السوري استعاد بلدة حلبون ومرتفعاتها وحواجزها في ريف دمشق الشمالي، كما سيطر بالكامل على بلدة البحدلية جنوب السيدة زينب، واستعاد السيطرة على الجبال الغربية المتاخمة للحدود اللبنانية من جهة الريف الشمالي الغربي لدمشق.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، "أحكمت وحدات من الجيش السوري سيطرتها الكاملة على الجبال الغربية المتاخمة لبلدة حلبون في منطقة التل، وأعادت الأمن والاستقرار إلى بلدة البحدلية جنوب منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، بعد سلسلة من العمليات الناجحة، قضت خلالها على أعداد من الإرهابيين ودمرت أسلحتهم وذخيرتهم".
وأوضحت "سانا"، "دمرت وحدات من الجيش السوري جميع مقرات المسلحين في مغاور الجبال الغربية لبلدة حلبون، وأردت العديد منهم قتلى ومصابين، وتم قطع جميع الطرق التي كان المسلحون يسلكونها في اتجاه البلدة، وبسطت وحدات أخرى من الجيش سيطرتها الكاملة على بلدة البحدلية في المنطقة الجنوبية من ريف دمشق، بعد سلسلة عمليات نفذها الجيش السوري في المنطقة، فيما بدأ الجيش عملية عسكرية مفاجئة في عدد من أحياء مدينة حلب، ولا سيما في حي بستان القصر، حيث تم اختراق حواجز تابعة لكتائب المعارضة المسلحة، وفي الصاخور تراجع الجيش السوري، جراء كثافة النيران التي أطلقها المسلحون".
ونشرت حركة "أحرار الشام" التابعة للمعارضة المسلحة، فيديو يظهر استعمال صواريخ من نوع "كونكورس" المضادة للدروع، حيث صورت الحركة إصابة، قالت إنها لدبابة تابعة للجيش الحكومي، فيما تحدثت في وقت سابق مصادر ومواقع للتواصل الاجتماعي التابعة للمعارضة السورية، عن وصول دفعة من أسلحة نوعية إلى الأراضي السورية عن طريق تركيا، وأوضحت أنه من ضمن شحنة أسلحة تضم 250 صاروخًا من نوع "كونكورس"، والتي توزعت على الألويات والكتائب المعارضة، وقد حصلت حركة "أحرار الشام" على الحصة الأكبر من هذه الصواريخ.
أرسل تعليقك