بغداد ـ نجلاء الطائي
هنّأ القائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي، الاثنين، الجيش العراقي بمناسبة حلول الذكرى الـ93 لتأسيسه، داعياً الشعب إلى مساندة الجيش ورد الدعوات التي تريد كسر شوكته. في وقت يستمر الجيش العراقي بتطويق مدينة الفلوجة من أجل إخلائها من المدنيين الذين يستخدمون من قبل تنظيم "داعش" كدروع بشرية، فيما
أكد على أن عقيدة الجيشالعراقي تغيرت، وأصبح يحكمه الدستور والهم الوطني، بعيداً عن تسييس مهامه وأعماله ليصبح جيشا ملتزما بالعقيدة الوطنية التي تجعله حامياً للبلاد والمواطنين، بينما تتباين مواقف شيوخ العشائر في الأنبار في الوقوف مع الجيش أو ضده في محاربة التنظيمات المسلحة، هذا و دانت الخارجية الروسية، الاثنين الأعمال "المتطرفة " في العراق مؤكدة دعمها للسياسة التي تنتهجها الحكومة العراقية في مواجهة التطرف. وقال المالكي في بيان بمناسبة عيد الجيش وتلقى "العرب اليوم" نسخة منه "أبارك لأبناء القوات المسلحة والجيش العراقي حلول ذكرى تأسيس جيشنا الباسل درع العراق الحصين".
وأضاف إن "تاريخ الجيش العراقي حافل بالعطاء والجهاد والولاء للوطن ولم يكن إلا جيشاً للشعب ملتزماً بمهامه وواجباته ولم يحد عنها إلا عندما قام البعث بجعله مؤسسة سياسية حزبية تتحرك على وقع إفكار القيادة التي وجهته يوماً ليكون سلاحاً فتاكاً على الشعب، فاستخدم حتى الاسلحة المحرمة كما في حلبجة والأهوار وارتكب المجازر والمقابر الجماعية على يد القادة من الموالين للبعث، مما أضطر الكثير إلى مغادرة الجيش واقتيدوا للسجون والاعدامات، كما حول بوصلة الجيش إلى إثارة حروب وغزو كما في حربه ضد إيران وغزوه الكويت".
وتابع "اليوم تغيرت عقيدة الجيش الذي يحكمه الدستور والهم الوطني، بعيداً عن تسييس مهامه وأعماله ليصبح جيشا ملتزما بالعقيدة الوطنية التي تجعله حامياً للبلاد والمواطنين، وبهذه العقيدة الوطنية تخوضونها حرباً شجاعة ضد التطرف بكل اشكاله وهوياته وانتماءاته لحماية كرامة ومصالح وارواح العراقيين". وأشار إلى أن "الحكومة تمكنت من إعادة بنية الجيش العراقي عدةً وعتادا وتزويده بالأسلحة التي تمكنه من الدفاع عن العراق أو المساهمة إلى جانب الاجهزة الامنية في ضبط الاوضاع الامنية الداخلية ومواجهة الهجمة الارهابية الشرسة". ودعا المالكي "الشعب العراقي إلى مساندة الجيش والوقوف معه ورد الدعوات التي تريد كسر شوكته ليبقى الحصن الذي يتحصن به العراق من الاعداء".
وفي السياق ذاته يستمر الجيش العراقي بتطويق مدينة الفلوجة من اجل اخلائها من المدنيين الذين يستخدمون من قبل تنظيم "داعش" كدروع بشرية، فيما تتباين مواقف شيوخ العشائر في الانبار في الوقوف مع الجيش او ضده في محاربة التنظيمات المسلحة.
وضمت اجتماعات عدد من المسؤولين الحكوميين مع شيوخ العشائر لحثهم على مساعدة القوات الحكومية لصد وضرب مسلحين على صلة بتنظيم "القاعدة" الذي يسيطر على مناطق من مدينتي الفلوجة والرمادي وهما من أهم المدن الاستراتيجية على نهر الفرات.
وسيطر تنظيم "القاعدة" للدولة الاسلامية في العراق والشام أخيرًا على عدة مناطق من الانبار محاولا اقامة دولة اسلامية موحدة في العراق وسوريا، كما اعلن أخيرا "ولاية الفلوجة". وجرت أحداث مفاجئة في الاسبوع الأخير، اذ قام المسلحون بالسيطرة على مساحات واسعة في الفلوجة والرمادي، وان هذا الامر يحدث لأول مرة منذ عدة سنين، بعدما استمرت سيطرتهم لعدة أيام.
وكانت المهمة سهلة بما يعرف بالدولة الاسلامية في العراق والشام، لالتحاق بعض الساخطين من ابناء العشائر إلى تنظيمها لمقاتلة القوات الامنية في الفلوجة. من جهته، صرح النائب عن محافظة الانبار فالح عيسى "نحن كحكومة محلية نتفاوض من خارج المدينة مع العشائر لعدم زج الجيش فيها وكيفية الدخول إلى المدينة". وبدوره قام الجيش العراقي بتطويق المدينة سعيا منه لعدم وصول الامدادات البشرية والأسلحة إلى مسلحي "داعش" الذين يتحصنون في الفلوجة ويتخذون من اهاليها دروعا بشرية. ومن جانبه قال احد ضباط الجيش في تصريح صحافي "قد يستمر هذا الحصار لعدة أيام، مما يعطي فرصة للعوائل بالخروج من المدينة لأضعاف المجاميع المسلحة التي تستخدمهم كدروع بشرية".
وفي الأيام السابقة جرت محادثات عديدة بين الحكومة والعشائر في الانبار لبحث سبل الازمة في المحافظة، اذ ابدى بعض شيوخ العشائر رفضهم للتفاوض مع "داعش"، فيما ابدى البعض الاخر مخاوفه من الوقوف بوجه ما يسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام.
كما قال احد قياديي "داعش" ان "الميليشيات اخبرت الناس بانهم لم يضروا احدا وانهم متواجدون بالفلوجة لمحاربة الجيش فقط ". ويبدو ان العلاقة بين التنظيمات المسلحة في سورية والعراق غير واضحة، اذ ظهرت تصريحات للمجاميع المسلحة في البلدين بينت انهم ينتمون لنفس التنظيم"، في حين تؤكد الحكومة العراقية على ان المقاتلين القادمين من سوريا تلقوا المساعدة من الداخل حيث وصلت اعمال العنف بسببهم إلى اسوء المستويات منذ 5 سنوات".
وكان تنظيم "القاعدة" في العراق يسيطر على مساحات واسعة من الصحراء في المنطقة الغربية المحاذية للحدود السورية، بيد ان الحملات العسكرية الاخيرة للجيش العراقي في الصحراء منعتهم من الاستيلاء على المناطق الصحراوية مرة اخرى والعودة إلى التمركز فيها.
وفي الرمادي يقاتل الجيش العراقي صفا واحد مع العشائر ضد تنظيم القاعدة، فيما كان مقاتلون من الدولة الاسلامية في العراق والشام متمركزون داخل المدينة واستخدموا سيارات الشرطة المحلية للقيام بدوريات في المدينة ورفعوا عليها اعلام التنظيم السوداء. وهذا و دانت الخارجية الروسية، الاثنين الأعمال "المتطرفة " في العراق مؤكدة دعمها للسياسة التي تنتهجها الحكومة العراقية في مواجهة "الإرهاب" والتطرف. وجاء في بيان للخارجية الروسية، أن "موسكو تدين التطرف بجميع أشكاله ومظاهره، وترى أنه لا يجوز إثارة التفرقة بين الطوائف".
وأضاف البيان "نحن ما زلنا على ثقة بوجود بعد إقليمي لموجة العنف الحالية في العراق، وخاصة ما يجري من أحداث في سوريا المجاورة. إن الإرهابيين من تنظيم "القاعدة" والجماعات المرتبطة بها الذين ينشطون على أراضي العراق وسوريا، لا يعترفون بالحدود ويجلبون الموت والمعاناة للمدنيين". وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو تؤيد السياسة التي تنتهجها الحكومة العراقية في مواجهة التطرف والإرهاب، وتقدم لها في ذلك دعما عمليا.
وأعربت عن قناعتها بأن "تسوية الأزمة السورية في أسرع وقت ممكن وتحقيق الوفاق الوطني في العراق بما يحقق مصالح جميع القوى السياسية ومكونات الشعب العراقي"، "هما الرد الفعال على المخططات الإجرامية".
وتحدثت الخارجية الروسية عن الاشتباكات الجارية في محافظة الأنبار العراقية، مشيرة إلى أن القوات الحكومية تعمل على طرد مقاتلي "القاعدة" وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" من مدينتي الفلوجة والرمادي.
وفي سياق متصل ،أفاد مصدر في وزارة الدفاع العراقية، الاثنين، بأن ميناء أم قصر استقبل وجبة جديدة من المدافع الثقيلة ضمن صفقة السلاح الروسي، وفيما بيّن أن هذه الوجبة هي الثانية بعد وصول 13 طائرة و21 مدفعا ثقيلا سابقا، أكد ان الميناء سيستمر باستقبال صفقات السلاح التي تعاقد عليها العراق ونقلها بصورة سريعة إلى بغداد او اماكن استخدامها.
وقال المصدر في حديث صحافي إطلع "العرب اليوم "عليه، إن "باخرة عملاقة رست قبل يومين في ميناء أم قصر (الارصفة الشمالية) محملة بعدد من المدافع الثقيلة ضمن الصفقة السلاح الروسي"، مبينا أن "هذه الوجبة هي الثانية التي تصل عبر هذا الميناء والتي سبقتها سبقتها 13 طائرة نوع 35 Mi وكذلك ما يقرب من 21 مدفعأ ضمن الصفقة الروسية".
وأضاف المصدر ، إن "ميناء أم قصر سيستمر في استقبال وجبات السلاح التي تعاقد العراق على تسليح جيشه عليها فقد شهدت نهاية عام 2010 وصول وجبة من الدبابات الأميريية نوع ابرامز"، لافتا إلى أن "وجبات السلاح التي تصل إلى الميناء لم تمكث فترة طويلة حتى يتم نقلها إلى بغداد أو أماكن استخدامها". وأعلنت قيادة عمليات بغداد، الاثنين، أن قواتها وبالتنسيق مع طيران الجيش تمكنت من قتل "الأمير العسكري" لمنطقة الكرمة، وتمكنت ايضا من تدمير عجلتين لتنظيم "داعش" وقتل من فيها غرب بغداد.
وقالت العمليات في بيان صحافي تلقى "العرب اليوم " نسخة منه، إن "طيران الجيش وبالتنسيق مع عمليات بغداد تمكنت من تدمير عجلتين لتنظيم "داعش" تحملان احاديات وتقتل من فيها في منطقة جسر الرعود بالكرمة غربي بغداد". وأضافت إن "العمليات تمكنت أيضا من قتل (بشير عليوي) أمير ما يسمى الأمير العسكري لمنطقة الكرمة في غربي بغداد".
فيما ،أعلنت وزارة الداخلية، الاثنين، اعتقال تسعة مطلوبين قضائياً وضبط سيارتين مفخختين في محافظة صلاح الدين. وقال الناطق باسم الوزارة العميد سعد معن في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة منه إن "قوة مشتركة من الجيش والشرطة القت القبض على تسعة مطلوبين قضائياً في تكريت والدور". واضاف معن "كما وضبطت القوة سيارتين مفخختين كانتا بحوزة المعتقلين ".
أرسل تعليقك