تونس تعود إلى جدل عقوبة الإعدام بعد قضية رحمة المُثيرة للجدل
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أكّد محسن مرزوق أنّ السلوك الإجرامي ظاهرة يجب معالجتها

تونس تعود إلى "جدل عقوبة الإعدام" بعد قضية "رحمة" المُثيرة للجدل

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - تونس تعود إلى "جدل عقوبة الإعدام" بعد قضية "رحمة" المُثيرة للجدل

رئيس الجمهورية قيس سعيد
تونس ـ تونس اليوم

وقعت جريمة بشعة راحت ضحيتها شابة تونسية وأعقبتها احتجاجات وغضب، ودعا الرئيس قيس سعيّد إلى إعادة العمل بعقوبة الإعدام، وطالبت منظمة العفو الدولية تونس الالتزام بعدم تطبيق الإعدام، وفاء بالتعهدات التي قطعتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المتعلقة بقرار وقف تنفيذ أحكام الإعدام، في انتظار الاتجاه بشكل تام إلى إلغائها، وقالت المنظمة في بيان لها إن "الحملات المتكررة في تونس التي تدعو السلطات لتطبيق عقوبة الإعدام، تعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وخاصة الحق في الحياة"، وأضافت أنه لم يثبت في أي من دول العالم أن عقوبة الإعدام هي الأشد ردعا للحد من الجريمة.

ودعت الرئيس قيس سعيّد إلى المصادقة على البروتوكول الثاني التابع للعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، الخاص بإلغاء عقوبة الإعدام في كل التشريعات.

موقف بعد الجريمة البشعة

كان سعيّد أعلن موقفه المؤيد لاستئناف تنفيذ أحكام الإعدام، خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الإثنين الماضي، معتبرا أن "من قتل نفسا بغير حق جزاؤه الإعدام".

تصريح الرئيس التونسي بخصوص العودة لتنفيذ عقوبات الإعدام جاء إثر مسيرة احتجاجية نظمها العشرات باتجاه قصر الرئاسة بقرطاج، للمطالبة بإعدام مرتكب جريمة القتل التي هزت الرأي العام بضاحية عين زغوان بالعاصمة، وذهبت ضحية الجريمة شابة تدعى رحمة، وعثر على جثتها بعد أيام من اختفائها وعليها آثار تشويه وخنق.

وقالت وزارة الداخلية في بيان إنها تمكنت من القبض على القاتل، وهو من ذوي السوابق الجنائية، مشيرة إلى أنه اعترف بجريمته.

الجريمة الوحشية ليست الأولى من نوعها في تونس، فقد شهدت محافظة القيروان منذ أسابيع جريمة مشابهة راحت ضحيتها شابة لقيت حتفها ذبحا في محلها للخياطة، كما سبق أن شهدت نفس المحافظة جرائم اغتصاب وعنف طالت عجوزا في التسعين من العمر.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات المطالبة بالقصاص، وإعدام كل من يرتكب جرائم قتل واغتصاب، ويدعو نشطاء الحملات الافتراضية إلى مسيرة احتجاجية كبرى السبت، تحت شعار "كلنا رحمة.. طبق الإعدام".

يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتكرر فيها هذه المطالب من عدد من التونسيين إثر جرائم قتل واغتصاب، رغم أن البلاد كانت قد أوقفت تنفيذ أحكام الإعداد عام 1991.

فقدان الأمل في العدالة

وتقول رئيسة اتحاد المرأة راضية الجربي في تعليقها على القضية، إن المواطنين لم يفكروا في القصاص والإعدام "إلا بعد أن فقدوا الأمل في منظومات قضائية لا تطبق القانون"، وحملت الدولة مسؤولية تنامي ظاهرة القتل والاغتصاب التي تطال النساء والأطفال، بينما دعا الناشط والأستاذ الجامعي عادل اللطيفي إلى "تحكيم العقل وعدم مشاركة المجرم في منطقه الإجرامي بالدعوة للإعدام"، وقال: "على المجتمع عدم التهرب من تحمل مسؤوليته والمطالبة بالإعدام بدل علاج عاهاته وأمراضه من الجذور".

الأسباب الحقيقية

وقالت عضو الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب سيدة مبارك، إن "ما يحدث من احتجاجات ومطالب في هذا الصدد يخفي وراءه تجييشا سياسيا يستغل الوعي البسيط للمواطن، من أجل العودة بالبلاد خطوات للوراء في مجال الحقوق والحريات".

وأضافت مبارك أن "الدراسات لم تثبت أن عقوبة الإعدام تحد من معدلات الجريمة"، وأنه "على الدولة معالجة الأسباب العميقة للجريمة وهي غياب التنمية والعدالة الاجتماعية وارتفاع معدلات البطالة، والعمل على تحسين مستوى العيش ومراجعة نظم التربية في تونس".

وأشارت عضو هيئة الوقاية من التعذيب إلى أن "تونس مطالبة برسم استراتيجيات لمقاومة الجريمة على المستويين الاجتماعي والقانوني".

لا تردع ولا تحد

واعتبرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان، أن عقوبة الإعدام لا تردع ولا تحد من تفشي الجريمة، مؤكدة التزامها بالنضال ضد العنف عامة والعنف المسلط على النساء خاصة، باعتباره انتهاكا لكرامتهن، وقالت إنها تتابع موجة العنف التي يشهدها المجتمع التونسي، وإن "تضامنها مبدئيا مع الضحايا وعائلاتهم".

سياسيا، دعا أمين عام حركة مشروع تونس محسن مرزوق، رئيس الجمهورية للخروج إلى العلن والإعلان رسميا عن التراجع عن اتفاقية عدم تطبيق حكم الإعدام، وقال القيادي في التيار الديمقراطي غازي الشواشي إن "السلوك الإجرامي ظاهرة معقدة ويجب معالجتها وفق مقاربة شاملة، تشترط التركيز على الوقاية من الوقوع في الجريمة بدل التركيز على تشديد العقوبة".
وتفاعل الفنان صابر الرباعي مع الجدل الدائر، وقال في تصريح إعلامي إنه مع تنفيذ حكم الإعدام ضد قاتل "رحمة"، وانتقد المدافعين عن مرتكبي الجرائم.

قد يهمك ايضا 

رئيس الحكومة التونسية يُقرِّر جملةً مِن الإجراءات الفورية والعاجلة

هشام مشيشي يؤكد انفتاح الحكومة التونسية على كل الاقتراحات لاخراج البلاد من

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس تعود إلى جدل عقوبة الإعدام بعد قضية رحمة المُثيرة للجدل تونس تعود إلى جدل عقوبة الإعدام بعد قضية رحمة المُثيرة للجدل



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"

GMT 08:32 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاقم عجز الميزانية التونسية بنسبة 28 في المائة

GMT 06:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بقلم : أسامة حجاج
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia