القاهرة ـ أكرم علي
استنكر الأمين العام للجامعة العربيّة نبيل العربي، الانتقادات الموجهة ضد الجامعة، مؤكدًا أن شأنها ككل المنظمات الدوليّة ولا تملك سلطة تُلزم الدول على تنفيذ قراراتها، وأنها ليس إلا تعبيرًا عن إرادات دولها الأعضاء فقط.
وانتقد الأمين العام بشدّة، مجلس الأمن، واتهمه بـ"النكوص عن مسؤولياته تجاه المجازر
التي تشهدها سوريّة على مدي أكثر من 3 سنوات مضت"، موضحًا أن "العالم لم يشهد أحداث قتل في العالم إلا وينتفض مجلس الأمن، ويُصدر قرارات بشأنها"، فيما أرجع هذا الأمر إلى "الفيتو"، واتهم روسيا بتعطيل المجلس عن أداء مهمته لاعتبارات ومصالح لها.
واعتبر العربي، في مؤتمر صحافيّ، الخميس، أن "قمة الكويت حققت إنجازات في مجالات اقتصادية مهمّة، في مقدّمتها تطوير الجامعة وفقًا لخطوات محدّدة، وإقرار مشروعات من شأنها أن تُسهم في تطوير التعاون في مجالات حيويّة تهم الدول العربيّة، خصوصًا الطاقة الجديدة والمتجدّدة والمساعدات الإنسانيّة، مشدّدًا على أن موضوع المصالحة لم يطرح على القمة، وأن هذا الأمر في يد رئيس القمة (أمير الكويت)، ومنوهًا إلى جهود ضخمة بذلت في هذا الشأن، وجرت مصافحات تمنّى أن تشهد تحريكًا خلال الفترة المقبلة.
وكشف الأمين العام للجامعة العربيّة، عن لجنة سيتم تشكيلها في غضون أيام، للبحث في موضوع الطاقة التي تعاني منها المنطقة العربيّة، وأنه للمرة الأولى يشهد ميثاق الجامعة تطويرًا منذ صدوره في العام 1944، حيث أُدخلت مجالات مهمّة لم تكن مطروحة وقتها، مثل حقوق الإنسان والمجتمع المدنيّ وغيرها، وأن هناك أمورًا كثيرة أقرّتها القمة، وأن اجتماعات ستُعقد خلال شهر أيار/مايو المقبل، لإنجاز محكمة حقوق الإنسان لعرضها على مجلس الجامعة في دورته المقبلة، فيما تعرّض بالتفصيل إلى ملفي القضية الفلسطينيّة والأزمة السوريّة وقال، "إنه لا يستبعد أو يستغرب أن تُقدم إسرائيل علي أي إجراء في حال تقدّم الرئيس الفلسطينيّ محمود عباس إلى المنظمات الدوليّة للحصول على عضويتها، على غرار ما فعل في (اليونسكو)، وأنه لا يريد السير ضد إرادة الولايات المتحدة التي أوقفت حصتها في موازنة المنظمة، على إثر هذا الإجراء، مما أضرّ بالدور الذي تضطلع به المنظمة".
وأثنى العربي، على الجهود الضخمة التي يبذلها وزير الخارجية الأميركيّ جون كيري، موضحًا أنه التقى الرئيس الفلسطينيّ 38 مرة على مدى الأشهر الأخيرة، حيث يسعى إلى فعل شيئ لكنه يواجه بحملة شعواء من جانب اللوبي الموالي لإسرائيل، حتى أنهم ينزعون عنه صفة وزير خارجية الولايات المتحدة، فيما أكّد للمرة الأولى، أن "سوريّة أضاعت فرصة تاريخيّة للتسوية السياسيّة في الشرق الأوسط عام 1973، حيث كان وقتها ممثلاً لمصر لدى الأمم المتحدة، حين امتنعت عن حضور مؤتمر دوليّ تقرّر عقده بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتيّ ومصر، لكن سوريّة أجهضت المؤتمر بغيابها المفاجئ".
وأكّد الأمين العام، أنه مع المعارضة السوريّة بنسبة 100%، وحق هذا الشعب في الحرية والاستقرار، وأن أمير قطر هو الذي أصرّ على جلوس وفد الائتلاف خلال قمة الدوحة، وفرض أمر واقع، وكان يتعين علينا بعد العودة دراسة الجوانب القانونية لهذا الإجراء، حيث يتعارض تمامًا مع ميثاق الجامعة التي تمتثل بها دول وليست منظمات، وأنه وجّه سؤالًاً إلى وزراء الخارجيّة، قال من خلاله "هل يمكن لأي منكم أن يتبادل سفراء مع الائتلاف"، ولم يرد أحد سوى قطر، التي قال وزير خارجيتها "نعم.. نحن لدينا سفير للائتلاف في الدوحة"، قلت له "هل يمكنكم تعيين سفير لدى الائتلاف"، فسكت ولم يرد.
وشدّد العربي، عل أن "الائتلاف سيكون حاضرًا بصفة استثنائيّة وفقًا لقرار قمة الكويت في الاجتماعات كافة المقبلة، ابتداءً من وزراء الخارجية لكن مقعد سوريّة سيبقي شاغرًا، لأن سوريّة (الدولة) لا تزال ممثلة في الجامعة وعضويتها قائمة لكنها معلقة للأسباب المعروفة".
أرسل تعليقك