القاهرة ـ محمد الدوي
كشف مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير معتز أحمدين خليل، أن تمتّع الدول الخمس دائمة العضويّة بحق "الفيتو" في مجلس الأمن، بموجب المادة 27 من ميثاق المنظمة الدوليّة، ساهم في النيل من مصداقية وديمقراطيّة عملية اتخاذ القرار، كما أدّى في بعض الحالات إلى عجز مجلس الأمن عن الاضطلاع بمسؤولياته، لاتخاذ
التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليّين.
وأكّد السفير خليل، خلال إلقاء بيان مصر أمام اجتماع المفاوضات الحكوميّة بشأن إصلاح وتوسيع مجلس الأمن الذي ركّز على حق "الفيتو"، أن استخدام هذا الحق من جانب الدول دائمة العضوية على مدار السنوات الأخيرة، عكس حرص هذه الدول على الدفاع به عن مصالحها الوطنيّة أو مصالح حلفائها، وأنه رغم محدوديّة استخدامه على مدار العشرين عامًا الماضية بالمقارنة بالحقبة السابقة، فإنه لا يزال يُشكّل وسيلة فعّالة لتحصين بعض الحكومات من المُحاسبة، أخذًا في الاعتبار أنه تم استخدام (الفيتو) 15 مرة من إجمالي 27 مرة بهدف حماية مُمارسات إسرائيل غير المشروعة، بصفتها سُلطة الاحتلال في الأراضي العربيّة المُحتلّة، مشيرًا إلى محوريّة مسألة "الفيتو" بالنسبة إلى عملية إصلاح مجلس الأمن، وأن المقترحات التي تقدّمت بها بعض الدول بشأن تقييد استخدام هذا الحق عند وقوع الجرائم الجسيمة تستحقّ المناقشة المُستفيضة.
وأشار مندوب مصر، إلى أن حق "الفيتو" يُعدّ أحد صفات العضويّة الدائمة في مجلس الأمن، وأن المجموعتين العربيّة والأفريقيّة لا تتمتعان به، بالنظر إلى أنهما غير مُمثلتين في فئة المقاعد الدائمة في المجلس، رغم أن القضايا الأفريقيّة والعربيّة تُشكّل الجزء الأكبر من جدول أعماله، مؤكّدًا أحقيّة المجموعتين الأفريقيّة والعربيّة في المُطالبة بتمثيل دائم في فئة المقاعد الدائمة في مجلس الأمن المُوسّع.
ويأتي اجتماع المفاوضات الحكوميّة بشأن إصلاح وتوسيع مجلس الأمن، في إطار سلسة من الاجتماعات تعقدها الجمعيّة العامة لمناقشة الموضوعات التفاوضيّة الرئيسة المُرتبطة بهذا الموضوع، التي تتكون من "فئات العضويّة"، وحق "الفيتو"، و"التمثيل الإقليميّ"، و"حجم مجلس الأمن المُوسّع"، و"أساليب عمل مجلس الأمن"، وقد تناول اجتماع الأسبوع الماضي، موضوع فئات العضويّة، حيث أبرز مندوب مصر الدائم أهمية حصول أفريقيا والمجموعة العربيّة على تمثيل دائم في عضوية المجلس المُوسّع، خصوصًا أن غالبية القضايا المعروضة على المجلس قضايا أفريقيّة، ومعظم الباقي قضايا تتعلق بالعالم العربيّ والإسلاميّ.
وحرص مندوب مصر الدائم، على التأكيد أن "أي إصلاح لا يتضمن منح مقاعد دائمة للدول العربيّة والدول الأفريقيّة لن يؤدي إلى مُعالجة الخلل الهيكليّ في تشكيل مجلس الأمن الحالي".
أرسل تعليقك