غزة ـ محمد حبيب
تقيم السلطات المصرية منطقة عازلة بين مصر وقطاع غزة، ما سيزيد من معاناة أهالي قطاع غزة، في ضوء عدم وجود بدائل رسمية عن أنفاق رفح، فيما اختفى ضجيج الشاحنات، التي تنقل العديد من أنواع البضائع والسلع، وعلى رأسها الوقود ومواد البناء، من الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، الذي كان بمثابة شريان حياة للقطاع
.
وأوضحت مصادر فلسطينيّة أنَّ "الجيش المصري تمكن من ضبط واكتشاف 10 أنفاق جديدة، كانت تستخدم في تهريب جميع الأغراض من البضائع والسيارات والخضار إلى قطاع غزة".
ويجهد المسن أبو فادي، رفقة عماله، لحفر نفق جديد، بعيدًا عن أعين الجيش المصري، الذي يشنّ حملة هدم كبيرة للأنفاق، من الجانب المصري، منذ سقوط حكم "الإخوان"، بغية وقف التهريب.
وحال أبو فادي كحال الكثيرين من أصحاب الأنفاق التي توقفت عن العمل، بسبب هدم أجزائها من الجانب المصري، لكنهم يبحثون عن حلول لتشغيلها، عبر حفر أكثر من مخرج لها في الجانب المصري، كما بيّن أبو محمد (55 عامًا).
ويضيف أبو محمد، وهو صاحب نفق، "توقفت الأنفاق عن العمل منذ الثورة المصرية، وليس بمقدورنا إدخال أيّة مواد تموينيّة إلى قطاع غزة، نتيجة التشديد والمراقبة من أجهزة الأمن المصرية، ومنع الشاحنات من الاقتراب نحو الحدود من قطاع غزة، نجلس هنا يوميًا، أنا وعمالي، ونستغل هذا الوقت في توسيع وتنظيف النفق، ومحاولة حفر مخرج للنفق داخل مصر، بحيث لو تمّ ضبط المخرج الموجود يكون لدينا البديل".
ومن جانبه، أكّد أبو فارس عبيد، صاحب أحد الأنفاق، أنّ "عماله في مصر لم يتمكنوا من الوصول إلى رأس النفق، وتمّت مصادرة البضاعة من طرف الجيش المصري على الحدود".
وأشار إلى أنّ "قطاع غزة يتجه نحو الأسوء، نتيجة انعدام كل مقومات الحياة، حيث الكهرباء توقفت بشكل جزئي عن المنازل، وتمّ هدم مخازن البترول في مصر، والبترول المتواجد داخل قطاع غزة هو من المخزون الموجود لدى الحكومة، بغية تسيير أمور الحياة في القطاع".
ولفت شبان يعملون في أنفاق التهريب، نقلاً عن زملاء لهم في الجانب المصري، إلى أنّ "السلطات المصرية أخطرت سكان المنازل، التي تقع في محيط مسافة تقل عن 500 متر في الجانب المصري من الحدود، بإخلاء منازلهم بشكل فوري، تمهيدًا لهدمها، أو تفجيرها"، مؤكّدين أنّ "السلطات المصرية فجّرت، خلال الأيام العشرة الماضية، أكثر من 25 نفقًا، تقع في أماكن متفرقة على الحدود، فضلاً عن 15 منزلاً، عثر على أنفاق محفورة داخلها للتهريب".
وبيّنت مصادر فلسطينيّة أنّ "نحو 95% من أنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة توقفت عن العمل، بفعل إجراءات أمنية مصرية"، مشيرة إلى أنّ "آليات مصرية تشن حملة غير مسبوقة، لهدم منازل وأنفاق التهريب في الجانب المصري من الحدود".
ويسمع بين الفينة والأخرى دويّ انفجارات في الجانبين من المنطقة الحدودية المصرية الفلسطينية، لاسيما شرق رفح، كما تشاهد، عقب التفجيرات، أعمدة الدخان من المنطقة، وقوّات مصرية كبيرة، مدعومة بعربات عسكرية، وناقلات جند مصفحة، في منطقة الانفجارات.
وكان المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة المصريّة العقيد أركان حرب أحمد محمد علي قد أعلن عن نجاح جهود قوات حرس الحدود، على الاتجاه الاستراتيجي الشمال الشرقي، وتمكنت القوات في نطاق الجيش الثاني الميداني، بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، من تدمير سبعة أنفاق في مدينة رفح المصرية، على الحدود مع قطاع غزة.
يذكر أنّ عدد الأنفاق التي حفرها الفلسطينيون منذ 2008 يبلغ 1200 نفق، كان يعمل منها بشكل طبيعي، قبل الأزمة الأخيرة، 200 نفقاً، والباقي إما أنها مدمرة أو معرضة للانهيار، أو أنها لم تعد تصلح للتهريب.
أرسل تعليقك