بيروت - رياض شومان
استنكر الرئيس اللبناني ميشال سليمان التفجير الإرهابي الذي استهدف الضاحية الجنوبية، ورأى ان "مواجهة هذه الظاهرة تكون بوعي اللبنانيين مصيرهم ونظامهم وعيشهم المشترك"، معتبرا ان "الوحدة الوطنية من شأنها الحد من احتمالات الإرهاب الذي يجب أن يحارب بشدة وبلا هوادة".واستقبل سليمان اليوم الثلاثاء أعضاء السلك القنصلي لمناسبة حلول
{jcomments off}السنة الجديدة، وتحدث باسمه عميد السلك جوزف حبيس، مشيدا بمواقف رئيس الجمهورية وإدارته للبلاد.
وقال سليمان: "إننا نعيش المخاض الذي لا يزال مستمرا، إذ إن المشهد العالمي كله أصبح في حال انقسام بين متطرف يرفض الآخر ومنعزل يرفض الآخر. وبروز هذين الإتجاهين يدعو الدول الكبرى للتفكير بالنظام العالمي الذي يرعى العالم مستقبلا. فالعولمة اجتاحت الجميع، وأما أن نرفضها وإما أن نتماشى معها لتحويل العلم الى خير للبشرية، وهذا يحتم إعادة النظر في الانظمة، ولا سيما النظام الأكثري".
وأضاف: "المخاض العربي ما زال مستمرا، وأدى الى بروز مظاهر العنف والتطرف، وكان له تداعيات منها التفجير الإرهابي الذي حصل اليوم، والإغتيالات عادت من جديد، كما أن جرح طرابلس ما زال ينزف".
وتابع: "ان هذه التداعيات السلبية رافقتها مؤشرات إيجابية، منها الملف النووي الإيراني الذي بدأ تنفيذ الإتفاق في شأنه والإستفتاء على الدستور المصري، وهو أمر مهم يؤسس لنمط سياسي في الدول يمنعها من الإتجاه نحو التطرف. ومؤتمر جنيف 2 هو مؤشر جيد، صحيح انه لن تحصل الحلول غدا، إنما هو تهيئة للحلول، وهذا جيد ويمهد للحل النهائي، وإيجاد حل للسلاح الكيميائي، وهو مؤشر إيجابي إقليميا ودوليا".
وأكد "أن محاربة الإرهاب والتطرف الذي لا يميز بين المذاهب والأديان، أصبحت توجها دوليا، ونأمل أن تضع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يدها على الفاعلين الحقيقيين وتكون عبرة لمن يرتكب الجرائم أنه لا يستطيع الهروب والإفلات من العدالة".
ورأى أن "الإيجابية الأساسية هي قرب تأليف الحكومة، رغم هدر الوقت الكثير، وللأسف بعدما أصبحنا وحدنا في إدارة بلدنا أظهرنا عجزا وتقصيرا في إدارة العملية الديموقراطية، وهدرنا وقتا ثمينا، لدينا نظام جيد جدا، ربما هو النظام الصالح لعالم الغد لأنه يشرك الجميع في إدارة الشأن العام، ولكن ممارستنا لهذا النظام كانت غير جيدة".
وأعلن ان "بوادر الحكومة جيدة ونأمل أن نكمل بها الى النهاية، بعدما ألغينا فكرة الثلث المعطل، لأنه غير لائق ببلد ديموقراطي أن نتكلم عن ثلث معطل، وكل أمر يؤذي فريقا معينا نبحث فيه، وأي غبن على فريق يمنعه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة كما يجب أن تتم المداورة لأنها في روحية الدستور، وإن شاء الله نكمل بإيجابية تأليف الحكومة وتصل الأمور الى خواتيمها في أسرع وقت".
وعما يطلبه لبنان من الدول، قال: "العمل على تحييد لبنان حتى في الشأن السوري، على سوريا أن تمنع تدخل أي لبناني في سوريا، وأن يمنع لبنان أن تدخل لبناني في سوريا أو سوريا في لبنان، ومعالجة موضوع اللاجئين السوريين، خصوصا ان البحث الآن جار عن حل سياسي في سوريا، ونحن أول من طالب بذلك، وسيتضمن الحل إعادة إعمار سوريا، من هنا يجب أن يتضمن الحل تنفيذ مقررات مجموعة الدعم الدولية للبنان، لأنه تضرر جراء الأزمة السورية".
وأكد أن "لبنان لا يزال ملتزما القضية الفلسطينية ويتابع المفاوضات الجارية حتى لا يكون أي حل على حسابه، مع ثقتنا بالقيادة الفلسطينية الملتزمة المبادرة العربية للسلام، ونحن لن نسمح بأن يهرب أي حق من حقوق لبنان في أي حل ثنائي".
وختم آملا أن "يتأمن انتقال السلطة في شكل طبيعي وان ينتخب رئيس في المهلة الدستورية التي تبدأ في 25 آذار ليصير التسلم في شكل طبيعي"
أرسل تعليقك