رام الله - وليد أبوسرحان
يخوض جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأجهزته الاستخباراتية، حربًا غير معلنة، على الحدود مع قطاع غزة ومع لبنان، بحثًا عن أنفاق اخترقت الحدود إلى داخل إسرائيل.
وفيما جنّدت المخابرات الإسرائيلية عملاء داخل قطاع غزة، مهمتهم نقل معلومات قد تساعد الجيش الإسرائيلي على اكتشاف الأنفاق، التي تحفرها فصائل المقاومة
، سواء على الحدود مع غزة أو داخل القطاع، تواصل جرافات الاحتلال في شمال فلسطين، على الحدود مع لبنان، بالتنقيب عن أنفاق ربما يكون "حزب الله" اللبناني قد حفرها.
وفي ضوء "شبح الأنفاق"، وإمكان نجاح رجال المقاومة في نقل المعركة إلى داخل البلدات والمدن الإسرائيلية، عبر تسللهم من تلك الأنفاق، تواصل الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية السعي لاكتشاف وتحديد موقع تلك الأنفاق، وعمقها وطولها، حتى لو وصل الأمر لشراء أتربة من قطاع غزة، وفحصها، بغية معرفة العمق الذي استخرجت منه.
وفي ذلك الاتجاه، كشفت مصادر أمنية في قطاع غزة عن تمكّن الأجهزة الأمنية في القطاع من اعتقال مواطن، نجحت المخابرات الإسرائيلية في تجنيده وكلفته بشراء أتربة من مناطق محددة في القطاع، بحجة وضعها في أرضه الزراعية، وذلك بغية إرسال عينات منها إلى المخابرات الإسرائيلية، لفحصها ومعرفة العمق التي استخرجت منه، في إطار حفر الأنفاق، التابعة لفصائل المقاومة.
واعترف العميل بأن المخابرات الإسرائيلية كانت تقوم بفحص تلك الرمال، وعبر الفحص المخبري تحدد عمق النفق عن سطح الأرض، وعن طريق عدد التلال الرملية التي يتم الشراء منها يتم تحديد طول النفق تقريباً، حيث تعادل كل تلة رملية ما يقارب 1 طن، وهي حجم العربة التي كانت تنقل بها تلك الرمال من طرف العميل.
وأوضحت مصادر إسرائيلية أن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تدرك بأن فصائل المقاومة في غزة تسعى إلى استغلال تكتيك الأنفاق، في أية مواجهة مقبلة مع إسرائيل".
وبيّنت أجهزة الأمن الإسرائيلية أنه يمكن للأنفاق المحفورة أن تكون أنفاق قتالية، يمكن عبرها تنفيذ عمليات في داخل المستوطنات المحيطة بغزة وفي النقب.
وفيما تخشى إسرائيل من نجاح رجال المقاومة في غزة من العبور من خلال الأنفاق إلى ما خلف الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة لنقل المعركة مع جيش الاحتلال إلى داخل المدن والبلدات، وعدم إبقاء أراضي غزة هي ساحة المعركة الوحيدة، تواصل إسرائيل التنقيب عن أنفاق لـ"حزب الله"، على الحدود مع لبنان، في ضوء خشية من نجاح "حزب الله" من الدفع بآلاف المقاتلين عبر الأنفاق إلى داخل فلسطين، في أية معركة مقبلة، لتصبح المدن والقرى الإسرائيلية شمال فلسطين مسرحًا لعمليات عسكرية.
وكانت مصادر إسرائيلية قد أكدت أن الجيش الإسرائيلي بدأ حملة عسكرية لاكتشاف الأنفاق المنتشرة على الحدود مع لبنان.
وأوضحت المصادر أن "هذا الخطوة تأتي بعد نحو شهر من كشف النفق الذي حفرته حماس جنوب قطاع غزة إلى داخل إسرائيل"، مشيرة إلى أن "التقديرات تُفيد بأن حزب الله لن يجد صعوبة في حفر أنفاق ممتدة إلى داخل إسرائيل، لاسيما بعدما حفر شبكة أنفاق كاملة تُغطي جنوب لبنان".
ولفتت المصادر إلى أن "الجيش الإسرائيلي لم يعثر حتى الآن على أي نفق"، مشيرةً إلى عمل مماثل قام به بعد حرب لبنان الثانية، عبر إجراء نظام واختبار مماثل، بغية البحث عن أنفاق تحت الأرض الواقعة داخل "الكيبوتسات" الإسرائيلية، بعد شكاوى من المستوطنين، عن سماع عمليات تجريف تحت الأرض، وتبيّن حينها عدم صحة تلك الأنباء، عقب حملة تفتيش واسعة.
ويسود اعتقاد لدى الأوساط الأمنية الإسرائيلية أن الأنفاق باتت تشكل تحدياً نوعياً أمام إسرائيل في ميدان المواجهة، لاسيما مع التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة، كونها خلقت بيئة جديدة للصراع، بعيدة عن ميادين القتال الاعتيادية للجيش الإسرائيلي البرية والجوية والبحرية، وصعوبة التعامل مع تحدي الأنفاق، نتيجة اتساع رقعة انتشارها على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، وقلة المعلومات الاستخبارية بشأن أماكن حفرها ومساراتها وأهدافها .
يذكر أنه لدى الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل اعتقاد بأن الحرب البرية في قطاع غزة خطوة لا غنى عنها إسرائيليًا للقضاء على قوة فصائل المقاومة الفلسطينية العسكرية.
ونقل عن قائد فرقة غزة في جيش الاحتلال الإسرائيلي ميكي ادلشتاين قوله، الخميس، أن "الجولة الجديدة من الحرب مع قطاع غزة آتية، والموضوع ليس قرار، وإنما مسألة وقت، حيث قامت فرقة قطاع غزة في الجيش الإسرائيلي، بمشاركة سلاح البحرية، بتدريب، بغية مواجهة الحرب المقبلة، والتي يقدرها قادة الجيش بأنها تستدعي عملية عسكرية برية".
أرسل تعليقك