رام الله ـ وليد أبوسرحان
أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الأحد، عقب انتهاء اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح"، أنه "لا انسحاب فلسطيني من المفاوضات الجارية مع إسرائيل قبل انقضاء الـ9 أشهر المحددة أميركيًّا للانتهاء من محادثات السلام، والتي تنتهي بنهاية نيسان/أبريل المقبل"، مشدِّدًا على أن "القيادة الفلسطينية ملتزمة بالمفاوضات مع إسرائيل حتى نهاية
المدة المقررة لها مهما حصل على الأرض"، جاء ذلك ردًّا على الأصوات الفلسطينية المطالبة بالانسحاب من المفاوضات جراء تصاعد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية كافة، ولاسيما في القدس الشرقية.
وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" والناطق الرسمي لها، نبيل أبوردينة، أن "اللجنة المركزية للحركة استعرضت ما تم في الجولات السابقة للمفاوضات، والعقبات والعراقيل التي تضعها الحكومة الإسرائيلية أمام إحراز تقدم حقيقي في العملية السلمية"، مشيرًا إلى أن "اللجنة استمعت إلى أسباب استقالة الوفد الفلسطيني المفاوض مع الجانب الإسرائيلي، جراء استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، لاسيما الاستيطان واعتداءات المستوطنين، الأمر الذي من شأنه قتل إمكانية تطبيق حل الدولتين الذي تقوم على أساسه العملية السياسية".
وتابع أبوردينة، قائلًا، "جدَّدت اللجنة المركزية التزامها بإنجاح الجهود الدولية والأميركية المبذولة لإحياء عملية السلام، ضمن السقف الزمني المتفق عليه، وبحده الأقصى 9 أشهر"، داعيةً الحكومة الإسرائيلية إلى "التجاوب مع هذه الجهود، وعدم تضييع الوقت من خلال وضع العراقيل، التي يمكن أن تؤدي إلى إفشال هذه المفاوضات".
وأشار أبوردينة، إلى أن "اللجنة المركزية جدَّدت التأكيد على رفضها المطلق للاستيطان بأشكاله كافة على أراضي دولة فلسطين، وفي مقدمتها مدينة القدس المحتلة"، مشددًا على أن "الاستيطان يعتبر جريمة ضد الإنسانية، وفق ما نصت عليه المواثيق الدولية، وأن مصيره الزوال".
وأضاف أن "اللجنة المركزية لحركة "فتح" دعت الولايات المتحدة الأميركية بصفتها راعية المفاوضات، إلى القيام بالإجراءات الكفيلة لوقف التدهور الحاصل في عملية السلام جراء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، لاسيما الاستيطان والقتل والتهويد والحصار واعتداءات المستوطنين في حق أبناء الشعب الفلسطيني"، مشيرًا إلى أن "اللجنة المركزية أكدت على أنه في حال استمرار إسرائيل في تعنتها وإفشالها للجهود الدولية، لاسيما جهود الإدارة الأميركية، فإن القيادة الفلسطينية ستتخذ القرارات المناسبة لحماية شعبها وأرضه".
وفي ما يتعلق بملف استشهاد الرئيس ياسر عرفات، قال أبوردينة، إن "الرئيس أبومازن طالب خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، بـ"تفعيل القرار السابق للجامعة العربية القاضي بتشكيل لجنة تحقيق دولي لكشف ملابسات استشهاد الرئيس ياسر عرفات، كما طالب جهات دولية أخرى بالمساعدة على تشكيل هذه اللجنة"، مضيفًا أن "اللجنة المركزية استمعت إلى تقرير مُفصَّل من رئيس اللجنة الوطنية المكلفة بالتحقيق في ظروف استشهاد الرئيس ياسر عرفات، اللواء توفيق الطيراوي".
وأكد أبوردينة، على "موقف الحركة القاضي بالاستمرار في بذل الجهود لمعرفة تفاصيل استشهاد الرئيس ياسر عرفات، لوضع الحقيقة كاملة أمام شعبنا الفلسطيني والعالم أجمع، ولضمان معاقبة قتلة الشهيد ياسر عرفات"، مشيرًا إلى أن "اللجنة الفلسطينية المكلفة بالتحقيق قطعت شوطاً طويلًا للوصول إلى الحقيقة، وفي هذا السياق فإن اللجنة المركزية تُثمِّن عاليًا الجهود التي تبذلها اللجنة".
وفي ما يتعلق بملف المصالحة، أوضح أبوردينة، أن "اللجنة المركزية جدَّدت التأكيد على رعاية مصر لهذا الملف، ولن يكون هناك بديلًا عن دورها الريادي".
وقدمت اللجنة المركزية لحركة "فتح" تحية إلى "أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده في الوطن، والشتات، في الذكرى الخامسة والعشرين لإعلان الاستقلال"، مؤكدة على "إصرارها على تحويل هذا الإعلان إلى استقلال ناجز بإقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس على حدود العام 1967، وعودة اللاجئين".
أرسل تعليقك