الرباط - رضوان مبشور
قال رئيس الوزراء الليبي، علي زيدان، أن نظام العقيد معمر القذافي لعب دورا سلبيا في قضية الصحراء، ووظف صراع المغرب و جبهة "البوليساريو" الراغبة في الانفصال، مشيدا في ذات الوقت بالجهود التي قامت بها سلطات الرباط لإيجاد تسوية سياسية تفاوضية وتوافقية ونهائية لقضية الصحراء التي عمرت لأكثر من 38 سنة.
وذكر بيان مشترك، صدر عقب نهاية زيارة العمل التي قام بها رئيس مجلس الوزراء الليبي للمملكة المغربية، والتي امتدت لثلاثة أيام، أنه "إدراكا منه للخلفية التاريخية لقضية الصحراء، والدور السلبي للنظام السابق في القضية وتوظيفه لها"، مؤكدا دعمه
ل"جهود الأمم المتحدة لإيجاد تسوية سياسية تفاوضية وتوافقية ونهائية لقضية الصحراء، باعتبارها عقبة أمام تفعيل العمل المغاربي المشترك"، ومنوها في ذات الوقت ب"الجهود التي يبذلها المغرب في هذا الاتجاه”.
وبخصوص قضية اتحاد المغرب العربي، الذي ظل مجمدا منذ تأسيسه بمراكش في العام 1989، أكد البيان المشترك، على ضرورة "تذليل العقبات التي تحول دون تفعيل أجهزة وهياكل ومؤسسات الاتحاد، الذي يعتبر خيارا لا محيد عنه وأولوية اقتصادية وضرورة أمنية تضمن انبثاق نظام مغاربي جديد، كما يدعو له الملك محمد السادس، قوامه الاندماج والتكامل بين دوله الخمس”. (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا وموريتانيا).
وفي ما يتعلق بمنطقة الساحل والصحراء، والاضطرابات الأمنية التي تعرفها من حين لآخر، بسبب نشاطات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبر الجانبان المغربي والليبي عن "ارتياحهما لإعادة هيكلة هذا التجمع بما يستجيب للمطالب الملحة لأعضائه في جعله فضاء حقيقيا للتشاور والتضامن بغرض دعم جهود التنمية وتعزيز السلم والأمن بمنطقة الساحل والصحراء”.
ورحب الجانب الليبي باحتضان المملكة المغربية للدورة الثانية للمؤتمر الوزاري الإقليمي لأمن الحدود، المزمع عقده بالعاصمة المغربية الرباط خلال شهر تشرين الثاني / نونبر المقبل، كما رحب بتوسيع دائرة المشاركين فيه.
وذكر البيان المشترك أن المغرب وليبيا اتفقا على عقد الدورة التاسعة للجنة العليا المغربية الليبية المشتركة بطرابلس قبل نهاية السنة الجارية.
وكان الوزير الأول الليبي قد جمعته لقاءات مع عدد من المسؤولين المغاربة، على رأسهم العاهل محمد السادس الذي استقبله بمدينة أرفود، حيث أعرب الجانبان عن ارتياحهما للتطور المطرد الذي تعرفه العلاقات الثنائية بين المغرب وليبيا، كما دعيا إلى تعزيزها لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.
كما أكد محمد السادس للمسؤول الليبي، أن "المملكة المغربية تتابع باهتمام بالغ مسلسل الانتقال السياسي والمؤسساتي الجاري في ليبيا"، كما أعرب له عن "استعداد المغرب لمواكبة الجهود التي تقوم بها ليبيا، من أجل كتابة صفحة جديدة من تاريخها في إطار الوحدة الوطنية القائمة على مؤسسات قوية".
وقام علي زيدان على مدى 3 أيام التي قضاها بالمغرب بعقد اجتماعات مع كل من رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، ورئيس مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي)، ووززاء في الحكومة المغربية، انصبت حول تكثيف اللقاءات والزيارات المتبادلة، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، في ظل الاضطرابات التي يشهدها المحيط الإقليمي.
أرسل تعليقك