القاهرة - علي رجب
شدد رجال الدين الاسلامي والمسيحي خلال لقائهم في "بيت العائلة" على "أهمية التسامح ونشر المحبة والسلام ونبذ العنف، فجميع الشرائع السماوية تحرم القتل، وتؤكد على الحفاظ على حياة الإنسان" قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة: إن جانبًا كبيرًا من العنف الذي شهدناه على الساحة المصرية ونشاهده على الساحة الدولية، إنما يرجع إلى فقدان أو ضعف الحس الإنساني، واختلال منظومة القيم، مما
يجعلنا في حاجة ملحة إلى التأكيد على الاهتمام بمنظومة القيم الإنسانية، والتنوع الثقافي والحضاري، والانطلاق من خلال المشترك الإنساني بين البشر جميعًا. وأضاف أنه "خلال ختام مؤتمر "بيت العائلة"، الخميس، بوزارة الأوقاف "فقد كرم الحق سبحانه الإنسان على إطلاق إنسانيته دون تفرقة بين بني البشر، فقال - عز وجل -: ولقد كرمنا بني آدم، فالإنسان بنيان الرب من هدمه هدم بنيانه عز وجل.
وأشار جمعة إلى أن "الشرائع السماوية أجمعت على جملة كبيرة من القيم والمبادئ الإنسانية، من أهمها: حفظ النفس البشرية، وقال تعالى: أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً". وشدد على أنه "من القيم التي أجمعت عليها الشرائع السماوية كلها: العدل، والتسامح، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، والصدق في الأقوال والأفعال، وبر الوالدين، وحرمة مال اليتيم، ومراعاة حق الجوار، والكلمة الطيبة، وذلك لأن مصدر التشريع السماوي واحد، ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم "الأنبياء إخوة لعلَّات أممهم شتى ودينهم واحد". وأوضح أن "كل الشرائع تختلف في العبادات وطريقة أدائها وفق طبيعة الزمان والمكان، لكن الأخلاق والقيم الإنسانية التي تكون أساساً للتعايش، لم تختلف في أية شريعة من الشرائع، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: إنه مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
وقال وزير الاوقاف: أروني أية شريعة من الشرائع أباحت قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، أو أباحت عقوق الوالدين، أو أكل السحت، أو أكل مال اليتيم، أو أكل حق العامل أو الأجير، وأروني أية شريعة أباحت الكذب، أو الغدر، أو الخيانة، أو خُلف العهد، أو مقابلة الحسنة بالسيئة. وتابع: بل على العكس، فإن جميع الشرائع السماوية اتفقت وأجمعت على هذه القيم الإنسانية السامية، ومن خرج عليها فإنه لم يخرج على مقتضى الأديان فحسب، وإنما يخرج على مقتضى الإنسانية وينسلخ من آدميته ومن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.
وشدد وزير الوقاف على أن "ديننا علمنا أن نقول الكلمة الطيبة للناس جميعًا بلا تفرقة، فقال سبحانه: وقولوا للناس حسنا. بل نحن مطالبون أن نقول التي هي أحسن، يقول سبحانه وتعالى: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن.
وفي تعاليم سيدنا عيسى عليه السلام "من ضربك على خدك الأيمن، فأدر له خدك الأيسر"، في دعوة عظيمة للتسامح في جميع الشرائع السماوية، لكي تعيش البشرية في سلام وصفاء، لا نزاع وشقاق أو عنف وإرهاب.
وأكد مستشار شيخ الأزهر الدكتور محمود عزب على "فخره باستمرار "بيت العائلة" في أداء مهامه، حتى الآن"، مشيرًا إلى أن "مؤسسات الثقافة والتعليم أصابها العطب خلال الأعوام الأخيرة، ويجب إصلاحها بأي حال خلال الفترة المقبلة".
ومن ناحيته، أكد عضو "بيت العائلة"، والأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي القس الأسقف الأنبا أرميا، أن "بيت العائلة" المصرية، ليس مكانا لحل الخلافات، بل لتأصيل التعايش والتفاهم"، مشيرًا إلى أن "الانشقاق أمر موجود في المجتمع، يمكن معالجته من خلال الأئمة والقساوسة الذين يصلون بمصر إلى بر الأمان".
أرسل تعليقك