"الجيش الحر" يسيطر على مخيم اليرموك
دمشق ـ وكالات
أعلنت المعارضة السورية، الثلاثاء، مقتل 59 شخصًا في أنحاء مختلفة من البلاد على أيدي القوات الحكومية، فيما أكدت السفارة الروسية في دمشق خطف روسيين ومهندس إيطالي على الطريق العام بين طرطوس وحمص، في الوقت الذي وصل العسكريون الألمان المكلفون بالإشراف على نشر منظومات صورايخ "باتريوت" على
الحدود التركية مع سورية، إلى ولاية أضنة الواقعة في جنوب تركيا، في حين أعربت دمشق عن "قلقها من احتمال أن تقوم بعض الدول بتزويد جماعات متطرفة بأسلحة كيميائية، ثم تدعي بعد ذلك أن الحكومة السورية هي التي استخدمتها".
وقالت لجان التنسيق المحلية السورية، إن 59 شخصا قُتلوا في سورية، الثلاثاء، برصاص قوات الأمن، فيما أفادت شبكة "شام" الإخبارية، أن "القوات الحكومية قصفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ أحياء ددمشق الجنوبية، وتركز القصف على حيي مخيم اليرموك والحجر الأسود، وفي ريفها جرى كذلك قصف عنيف من الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة على مدن عربين وحمورية وزملكا ومناطق عدة في الغوطة الشرقية، كما تجدد القصف المدفعي مدن وبلدات بيت سحم وعقربا وداريا ومعضمية الشام ويلدا وحجيرة البلد والبويضة ومحيط إدارة المركبات في عربين والزبداني، كما تجددت الاشتباكات العنيفة في داريا، وفي حمص شن الجيش السوري حملة دهم واعتقالات واسعة في بساتين حي الوعر وسط انتشار أمني كثيف في المنطقة، وفي الريف تجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدينة الرستن، أما في حماة فجرى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدن وبلدات حيالين وكرناز وكفرزيتا وحلفايا واللطامنة وكفرنبودة بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في مدينة حلفايا، وكذلك في محافظة حلب حيث جرى قصف بالمدفعية الثقيلة على حي الليرمون بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة في محيط مدفعية الزهراء ومبنى الأمن الجوي في جمعية الزهراء".
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم السفارة الروسية في سورية سيرغي ماركوف، لشبكة "بيرفي كانال" الروسية، أنه تم خطف روسيين مع زميل لهما هو مهندس إيطالي على الطريق العام بين طرطوس وحمص (وسط)، وأن الثلاثة يعملون لحساب شركة خاصة سورية"، موضحًا أن "السفارة الروسية تعمل على تواصل وثيق مع السلطات المحلية للعثور على المخطوفين الثلاثة".
وأكدت وزارة الخارجية الإيطالية، في بيان لها الإثنين، أن مهندسًا إيطاليًا خُطف في سورية مع زميلين له من جنسيتين آخريين، كانوا يعملون في مصنع فولاذ في مرفأ اللاذقية، من دون أن تكشف أي تفاصيل أخرى.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اتخاذ موسكو التدابير كافة اللازمة في ما يتعلق باختطاف اثنين من المواطنين الروس في سورية، مضيفًا لقناة "روسيا اليوم"، "إننا نعمل على ذلك بنشاط، بالطبع يتم اتخاذ التدابير اللازمة في سورية والدول الأخرى التي قد تؤثر على السوريين، وإن روسيا ستعمل كل ما بوسعها لمعرفة ملابسات الحادث".
من جهة أخرى، وصل الإثنين، عسكريون ألمان مكلفون بالإشراف على نشر منظومات صورايخ "باتريوت"، إلى ولاية أضنة الواقعة في جنوب تركيا، وذلك بعد مصادقة الحكومة الألمانية، على إرسال المنظومات التي طلبت أنقرة نشرها على أراضيها، من قبل حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في إطار التدابير الدفاعية على الحدود مع سورية.
وقالت وكالة "الأناضول" التركية، إن "طائرة شحن تابعة للجيش التركي، حطت مساء الإثنين، في مطار أضنة، وأن العسكريين الألمان كانوا على متنها برفقة عسكريين أتراك، ومن المنتظر أن يتوجه العسكريون الثلاثاء، إلى ولاية كهرمان مرعش الواقعة في جنوب تركيا، في إطار مهامهم.
على صعيد آخر، قال مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة، السفير بشار الجعفري، في رسالة إلى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون ومجلس الأمن، إن "بلاده تشعر بقلق حقيقي من احتمال أن تقوم بعض الدول بتزويد جماعات متطرفة بأسلحة كيميائية، ثم تدعي بعد ذلك أن الحكومة السورية هي التي استخدمتها"، متهمًا الحكومة الأميركية أيضا بدعم "إرهابيين" في سورية، والقيام بحملة تزعم أن دمشق قد تستخدم أسلحة كيميائية في الحرب الأهلية، فيما تقول الولايات المتحدة إنها "لا تساعد معارضي الرئيس السوري بشار الأسد إلا بالمعونات الإنسانية وبعض المعدات غير المميتة، لكنها تقر بأن بعض حلفائها يسلحون مقاتلي المعارضة".
وتتهم حكومة الأسد، السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى، بدعم المعارضين وتسليحهم، وهو اتهام تنفيه تلك الحكومات، حيث قال الجعفري إن "سورية أكدت بشكل متكرر علنًا ومن خلال القنوات الدبلوماسية، أنها لن تستخدم تحت أي ظرف من الظروف أي أسلحة كيميائية قد تكون لديها، لأنها تدافع عن شعبها من إرهابيين تدعمهم دول معروفة جيدًا على رأسها الولايات المتحدة".
وكتب الجعفري في الرسالة المؤرخة في 8 كانون الأول/ديسمبر، لكنها لم تُعلن إلا الإثنين، أن سورية تشعر "بقلق حقيقي" بخصوص إمكان أن تقوم بعض الدول التي تدعم الإرهاب والإرهابيين بتزويد الجماعات الارهابية المسلحة بأسلحة كيميائية ثم تدعي أن الحكومة السورية هي التي استخدمتها، حيث تقول دمشق إن "بواعث القلق التي تعبر عنها الولايات المتحدة ودول أوروبية بخصوص احتمال لجوء قوات الأسد لاستخدام الأسلحة الكيميائية قد تستخدم ذريعة للتحضير لتدخل عسكري"، في حين يرى خبراء عسكريون غربيون أن سورية لديها أربعة مواقع يشتبه في أنها خاصة بالأسلحة الكيميائية، وأن بإمكانها إنتاج مواد تستخدم في الأسلحة الكيميائية مثل غاز الخردل والسارين وربما أيضا غاز الأعصاب (في إكس).
وقال الجعفري في رسالته، إن "دولاً مثل الولايات المتحدة التي استخدمت أسلحة كيميائية وأسلحة مماثلة، ليست أهلاً للقيام بهذه الحملة، وبخاصة أنها في العام 2003 استخدمت ذريعة امتلاك العراق أسلحة للدمار الشامل لتبرير غزوها واحتلالها له، وأن سورية قالت مرات لا تحصى منذ أثيرت المسألة، إنها لن تستخدم أي أسلحة كيميائية قد تكون بحوزتها ضد شعبها تحت أي ظرف من الظروف، وأن الحكومة السورية تحذر من أن الجماعات الإرهابية قد تستخدم تلك الأسلحة ضد الشعب السوري".
من جهتها، قدمت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري آموس، تقريرًا إلى مجلس الأمن، الإثنين، عن زيارة قامت بها إلى دمشق السبت، وأبلغت الصحافيين أنها طلبت من الحكومة السورية السماح على وجه السرعة باستيراد الوقود للعمليات الإنسانية، والسماح لعشر منظمات للإغاثة بالدخول إلى سورية، مضيفة "سمعت أصوات القصف طوال السبت عندما كنت في دمشق، ولهذا فإن من الواضح أن الوضع الأمني يبقى مضطربًا، وإن عدد اللاجئين السوريين وصل إلى 500 ألفا
أرسل تعليقك