المفاوضات بين واشنطن وطالبان تحقق تقدماً في مسألة الانسحاب من أفغانستان
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

التوصل إلى اتفاق سلام دائم معها يُعدّ انتصاراً كبيراً لسياسة ترامب الخارجية

المفاوضات بين واشنطن و"طالبان" تحقق تقدماً في مسألة الانسحاب من أفغانستان

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - المفاوضات بين واشنطن و"طالبان" تحقق تقدماً في مسألة الانسحاب من أفغانستان

القوات الأميركية في افغانستان
واشنطن ـ عادل سلامة

بعد ستة أيام من المفاوضات المكثفة  في قطر، يبدو أن حركة "طالبان" والمسؤولين الأميركيين، على وشك التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى انسحاب القوات الأميركية من افغانستان بعد 17 عاما من الحرب هناك.

ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية فإن التقارير الأولية للاجتماعات التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة، تفيد بأن الخطوط العريضة للاتفاق بشأن انسحاب القوات الأميركية قد تمت الموافقة عليها، وأنه من المقرر إعلان بيان مشترك وشيك. ولكن بحلول ليلة السبت كانت هناك مؤشرات على وجود عقبة أمام الولايات المتحدة حيث أن بنداً أساسياً في مشروع الاتفاق يتضمّن وقفاً مطولا لاطلاق النار، وبدء محادثات مع ممثلين عن الحكومة الأفغانية.

وطالب مسؤولو حركة "طالبان" بأن تضع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدولاً زمنياً لسحب القوات الأميركية ، وقالوا إنهم لن يتوقفوا عن مهاجمة الأهداف الأفغانية والأجنبية حتى يتم أمر جميع القوات الأميركية بالرحيل.

وكانت إدارة ترامب حريصة على إنهاء دور الولايات المتحدة في الحرب التي تكلفها مليارات الدولارات وحياة 2400 جندي أميركي.وقال ترامب إنه يريد إعادة نصف القوات الـ14000 الموجودة في البلاد إلى الوطن. وطلب المسؤولون الأميركيون من "طالبان" ضمان عدم السماح لميليشيات أخرى، مثل تنظيم "داعش" الإرهابي ، باستخدام أفغانستان كقاعدة لمهاجمة المصالح الغربية.

أقرا أيضًا: ترامب يواجه عاصفة سياسية مع استمرار اغلاقه الحكومة

وغادر زلماي خليل زادة، المبعوث الخاص لإدارة ترامب للسلام في أفغانستان ، الدوحة، يوم السبت، وكان في طريقه إلى كابول العاصمة الأفغانية لإجراء مشاورات. وفي العديد من التغريدات عبر "تويتر"، قال زادة إن "الاجتماعات التي عقدت لمدة 6 أيام  كانت أكثر إنتاجية مما كانت عليه في الماضي"، مؤكدا أن "الأطراف أحرزت تقدما كبيرا في القضايا الحيوية".

ومع ذلك ، قال إن هناك "عددا من القضايا المتبقية التي نحتاج الى مناقشتها"، وأنه "لا يمكن أن يكون هناك اتفاق شامل بدون وقف إطلاق النار الذي يشمل الحوار مع الحكومة الأفغانية"، مؤكدا أن "أي اتفاق يجب أن يشمل محادثات بين الأطراف الأفغانية، ووقفا شاملا لإطلاق النار".

وشدد خليل زادة على أنه "لن يتم الاتفاق على شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء"، وأضاف: أن "كل شيء قد يتضمن حوارًا بين الحكومة الأفغانية وطالبان".

و نفى مسؤولو "طالبان" التحدث إلى السلطات الأفغانية ، وأصروا على أنهم قادة البلاد الحقيقيون، وأن حكومة الرئيس أشرف غني هو "دمية أميركية".

وواصل مسلحو "طالبان" شن هجمات عنيفة على أهداف أفغانية ، بما في ذلك هجوم قاتل على مجمع تابع للمخابرات يوم الاثنين الماضي، حتى أثناء استئنافهم الاجتماع مع خليل زاد في الدوحة الأسبوع الماضي بعد نزاع مؤقت، ثم أرسل مسؤول كبير سابق في "طالبان" ، وهو عبد الغني بارادار ، إلى الدوحة لقيادة المحادثات وهو كان أمضى ثمانية أعوام من الاعتقال في باكستان. 

وقال وحيد مُجدة وهو محلل في كابول تربطه علاقات قديمة مع طالبان: "التحدي الكبير هو عدم ثقة طالبان في الولايات المتحدة، فهناك قلق من أن يقول الأميركيون إنهم سينسحبون ولن يفوا بوعودهم ، فلا يوجد ما يمكن لطالبان فعله حينها".

من جانبهم أعرب المسؤولون الأفغان عن قلقهم من المعارضة ، قائلين إن "حماية الحريات العامة يمكن أن تتعرض للخطر من قبل الولايات المتحدة"، مطالبين بإنهاء تدخلها العسكري.

وحذر المسؤولون الأفغان ، انه لن يكون هناك أي حافز للمتمردين على تقديم تنازلات بشأن أجندتهم المحلية. ويقول مراقبون آخرون إن قوات الأمن الأفغانية وحدها لا تستطيع الدفاع عن البلاد ضد المتمردين. كما يحذرون من تكرار شن هجمات تصل إلى المدنيين والتي اندلعت بعد أن غادرت القوات السوفيتية أفغانستان في عام 1989 ورفضت الميليشيات المناهضة للسوفييت التفاوض مع حكومة كابول المدعومة من الشيوعيين.

وقامت حركة طالبان ، التي حكمت معظم البلاد من عام 1996 إلى عام 2001 ، بفرض قوانينها الدينية ضد النساء العاملات أو الدارسات، بوحشية ، كما أنها قلصت الحقوق والحريات. وقال قادة طالبان الحاليون إنهم يريدون وضع قانون إسلامي صارم مرة أخرى ولعب دور مهيمن في الحكم.

ومنذ عودة الحكم المدني في عام 2002 تحت سلطة منتخبين معتدلين نسبياً ، دخلت النساء في جميع مجالات الحياة العامة. وقد لعبت المعونات والمؤسسات الغربية أدواراً مهمة في تطوير دولة حديثة ، وقد وجهت الظواهر الجديدة مثل الإنترنت ، السكان المسلمين الذين كانوا منعزلين يوما ما إلى المعايير العالمية.

وقد تعقدت الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق يشمل مسؤولين أفغان بسبب خطط الانتخابات الرئاسية في يوليو / تموز.  ويسعى أشرف غني ، الرئيس الحالي، إلى إعادة انتخابه ويواجه أكثر من اثني عشر منافسًا منهم فريق أشرف غني وبعض القوائم المتنافسة من الشخصيات المناهضة لطالبان ، ومن المؤكد أن الفائز سينجرف في قضايا محادثات السلام.

وأعرب خليل زاد عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع طالبان قبل إجراء الانتخابات ، الأمر الذي قد يسمح للمتمردين السابقين بالمشاركة في العملية. لكن طالبان قالت إنها تريد التعامل مع مجموعة أوسع من القادة الأفغان ، ولم يقبلوا بشرعية الدستور الديمقراطي. 

وتقول مصادر مطلعة، إن التوصل إلى اتفاق سلام دائم مع حركة "طالبان" سيكون بمثابة انتصار كبير لسياسة ترامب الخارجية، الذي لطالما دافع عن الانسحاب من أفغانستان، واصفاً العملية العسكرية الأميركية هناك قبل دخوله البيت الأبيض، بأنها "مضيعة للوقت".

قد يهمك أيضاً :

مقتل قائد ميداني في حركة "طالبان" في أفغانستان

مقتل رئيس استخبارات إقليم هيرات في أفغانستان في كمين لطالبان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المفاوضات بين واشنطن وطالبان تحقق تقدماً في مسألة الانسحاب من أفغانستان المفاوضات بين واشنطن وطالبان تحقق تقدماً في مسألة الانسحاب من أفغانستان



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما

GMT 07:13 2014 الإثنين ,03 شباط / فبراير

مقتل شخصين وجرح 4 اخرين بانفجار سيارة في إسرائيل

GMT 19:12 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 22:14 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب الهلال السعودي يلوم "التوقف الدولي"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia