بات بامكان سلاح الجو الأميركي ومهندسي شركة "بوينغ" البدء بتصميم الطراز الجديد من الطائرة الشهيرة "اير فورس وان" التي يستخدمها رؤساء الولايات المتحدة في تنقلاتهم داخل البلاد وحول العالم.
فقد وقعت الادارة الاميركية الاسبوع الماضي الاتفاق الأول من ضمن سلسلة اتفاقات مع "بوينغ" لتطوير من ثم بناء الطائرة الرئاسية المستقبلية.
ويرمي هذا العقد الأولي "الصغير" البالغة قيمته 25,7 مليون دولار الى تحديد كيفية تحويل أحدث طائرات "بوينغ" من طراز 747 وهي "بوينغ 747-8" الى طائرة رئاسية تستحق حمل اسم "اير فورس وان".
ومن المقرر البدء بتسيير النموذجين الأولين من طائرة "اير فور وان" المستقبلية سنة 2024 بكلفة اجمالية غير معروفة غير أن سلاح الجو الأميركي أكد عزمه انفاق ثلاثة مليارات دولار على هذا البرنامج خلال السنوات الخمس المقبلة.
وتستحوذ طائرتا "بوينغ 747-200" الرئاسيتان الحاليتان بألوانها البيضاء والزرقاء على اهتمام كبير من وسائل اعلام العالم كما أنها باتت مألوفة لدى محبي الافلام والمسلسلات.
غير أن الطائرتين اللتين اوصى بشرائهما الرئيس السابق رونالد ريغن ووضعتا قيد التشغيل سنتي 1990 و1991 بدأتا بالتقادم.
كما أن قطع الغيار الخاصة بهما باتت أكثر ندرة بعد توقف "بوينغ" عن تصنيع هذا النوع من طرازات 747 منذ فترة طويلة.
ولتحديد خليفتيهما، اختار سلاح الجو الأميركي في قرار غير مفاجئ في كانون الثاني/يناير 2015 طراز "747-8" وهو اكبر بقليل من الطراز السابق وأكثر اقتصادا وتطورا من الناحية التقنية.
ولم تعط الادارة الاميركية اي تفاصيل بشأن جدول النفقات الخاص بالطائرة الرئاسية الجديدة. غير أنه لن يختلف بشكل جذري عن الطائرة الحالية التي صممت لتكون بمثابة مكتب رئاسي طائر.
- 180 الف دولار لساعة التحليق -
وفي مقابل 180 الف دولار لكل ساعة تحليق، يملك الرئيس الاميركي حاليا في تصرفه خلال رحلاته الجوية مكتبا رئاسيا وقاعة للمؤتمرات وصالة للعناية الطبية يمكن استخدامها كغرفة عمليات.
وتضم الطائرة الرئاسية ايضا غرفة للاستراحة تقع حاليا في مقدم الطائرة وقد اختارت تصميمها السيدة الاولى السابقة نانسي ريغن.
كذلك يسافر في الطائرة الرئاسية عناصر من جهاز الامن الاميركي المولج حماية الرئيس (سيكريت سيرفيس) اضافة الى معاونين وصحافيين يرافقون الرئيس الاميركي في تنقلاته. ويمكن لمطابخ الطائرة توفير الطعام لحوالى مئة شخص في آن معا.
هذه الطائرة مجهزة ايضا بوسائل اتصال حديثة عالية الامان تسمح للرئيس بالاستمرار في ادارة البلاد حتى خلال تعرضها لهجوم.
كذلك تتميز هذه الطائرة بأنظمة دفاعية متعددة لرد اي هجوم الكتروني او صاروخي ويمكن أيضا تموينها في الجو لإطالة أمد قدرتها على التحليق حتى عشرات الاف الكيلومترات.
وتسمح محركاتها الضخمة بملامسة سرعة الصوت والوصول الى 0,92 ماخ اي اسرع بكثير من طائرات "بوينغ 747 - 200" التقليدية.
في المقابل، لا تحوي الطائرة على حجرة للطوارئ تسمح بقذف الرئيس الى البر بأمان كما ظهر في فيلم "اير فورس وان" الذي عرض سنة 1997 من بطولة هاريسون فورد في دور رئيس اميركي خلال رحلة جوية مع مجموعة من الارهابيين.
- تفادي الاخفاقات السابقة -
ويجسد العقد الاول الموقع مع "بوينغ" الاسبوع الماضي سياسة التقدم بخطوات بطيئة المعتمدة من الادارة الاميركية.
فمن غير الوارد ترك زمام التحكم للشركة المصنعة للطائرة ودفع ثمن اي ارتفاع كبير في التكاليف والوصول الى فشل شبيه بما حصل مع تجديد المروحية الرئاسية "مارين وان".
وفي سنة 2009، اوقف الرئيس باراك اوباما تنفيذ طلبية للحصول على 28 طائرة تم تقديمها سنة 2005 بعدما ارتفعت تكاليف البرنامج بحوالى الضعف لتصل الى 11,5 مليار دولار.
حتى أن مصممي البرنامج وصلوا الى حد تطوير مطبخ مدمج قادر على مقاومة هجوم نووي، وهو تفصيل لاقى استخفافا من الرئيس.
وقال باراك اوباما ساخرا "دعوني اقول لكم إنه في حال تعرضت الولايات المتحدة لهجوم بالسلاح النووي، آخر أمر قد أفكر به هو تحضير وجبة طعام خفيفة".
غير أن السيد الحالي للبيت الابيض يكرر على مسامع زواره أن اكثر ما سيأسف عليه بعد انتهاء ولايته ستكون الطائرة الرئاسية.
وصرح في مقابلة في تشرين الثاني/نوفمبر مع مجلة "جي كيو" المتخصصة في شؤون الرجال "طائرة رائعة وطاقم رائع. هم يفتحون امامكم المجال الجوي فلا يعود هناك حاجة للانتظار. تهبطون في الوقت الذي تريدون وتغادرون مجددا متى شئتم".
أرسل تعليقك