إيرانفراعنة الدين والكهنوت الخطر الأكبر على العراق والعروبة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

إيران..فراعنة الدين والكهنوت.. الخطر الأكبر على العراق والعروبة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - إيران..فراعنة الدين والكهنوت.. الخطر الأكبر على العراق والعروبة

بقلم: أحمد الدراجي

 يُولد المنطق الفرعوني والمليشياوي والتطرفي، عندما تُسحق القِيَم والأخلاق، ويُوظَّف الدين، ويُسَوَّق المكر والخداع، ويُغَيَّب العقل، وتغلب ثقافة "الأنا"، ويسود الجهل والتجهيل، وتُسلب الإرادة، وهنا تعيش الأمة مأساة الفرعونية والمليشيات والعصابات، وقمعها واستخفافها، لأنَّ المنهج الفرعوني والمليشياوي قائم على الأنا ، أنا ربكم الأعلى . فهو يختزل كل شيء في أنانِيَّته، ويستخف بالآخرين ويستعبدهم، بعد أن أعلنوا الطاعة له وسلموا تسليما، وقيَّدهم بخطوط حمراء يُحرم عليهم تعدِّيها، لكي يبقى هو محافظاً على ما يريد الحفاظ عليه، ويكون هو سيد الساحة وملك الغابة،
    تسود في بلادنا ومجتمعنا الفرعونية لكن بوجه آخر يتوارى وراء الدين والعناوين الرنانة، وبصورة أكثر تفرعُناً، لأن الفرعونية القديمة قبلت أن تدخل في ساحة المنازلة العلمية مع خصمها النبي موسى "عليه السلام" ،أما فرعونية اليوم فهي ترفض كل غَيْرِيَّة، لأنها لا ترى إلا ذاتها ومصالحها، أطرَّت وجودها وكيانها بهالة من القداسة والكهنوتية يجعلها مُتَرَفِّعَة عن كل شيء، فحالة الفراغ من مقومات المواجهة العلمية والمواقف المبدئية تفرض عليها أن تكون في برج عاجي لاهوتي، تتقوقع فيه كي تنأى عن الحضور في محافل العلم والمبادئ والأخلاق،
    ومن هنا تبذل كل طاقتها وإمكاناتها لإطفاء نور العلم وطمس ثقافة المواطنة والتعايش السلمي والقضاء على مَن يحمل مشعله، ولهذا نجد أن دول الاستكبار والإمبراطوريات الهالكة وعلى رأسها إيران الشر تقف بالضد من منهج العلم والأخلاق والمواقف والوطنية والعروبية والإنسانية، وتعمل على اختزال المواقع الدينية وغيرها في شخوص فارغة من العلم والأخلاق والمواقف الوطنية والإنسانية، لكي تمتطيها وتُمَرَّر تحت مظلتها أجنداتها، لأن مثل تلك الشخوص لا تمتلك مقومات المواجهة والصمود أمام وسائل الترهيب أو الترغيب التي ينتهجها أعداء الشعوب والأوطان، على عكس مَنْ يمتلك العلم والمواقف المبدئية فهو يشكل عقبة كئود أمام إيران ودول الاستكبار، وهنا يكمن السر في استهداف الرموز والكفاءات العلمية والوطنية والعروبية وفي طليعتها المرجع العراقي العربي الصرخي الذي سكن في ضمائر الأحرار، يقول الأمين العام للجمعية العربية للدفاع عن حقوق الإنسان الدكتور سفيان التكريتي: (المرجع الكبير السيد الصرخي دخل ضمائر وعقول الأحرار والمظلومين من خلال فلسفته العقائدية والفكرية والوطنية المعتدلة وراحت جموع المحرومين تلتف حوله بالملايين رافضين للسياسات الطائفية المتطرفة والعميلة التي دمرت هذا البلد الأمين).
    ولما كان الخطر الإيراني من أبرز وأكبر الأخطار التي يواجهه العراق والأمة العربية والذي استطاع أن يتمدد في جسدها من خلال حملة المنهج الفرعوني والمليشياوي والفراغ العلمي من مرجعيات كهنوتية وشخوص سياسية على حين غفلة من العرب، فلابد أن يكون من أوليات الإستراتيجية الناجعة الجديدة لمواجهة الخطر الإيراني هو أن تعمل تلك الدول على دعم الرموز والقيادات التي تمتلك من المؤهلات العلمية والوطنية والعروبية وخصوصا في العراق حتى تكون بديلا ناجحا لأدوات إيران وحلفائها، لتبني مجتمعات تتسلح بالعلم والمعرفة والولاء لأوطانها كي تساهم في بنائها والحفاظ على أمنها، ولا تكون لقمة سائغة بين فكي الوحش الإيراني الذي يريد أن يقضم كل دول وشعوب العرب والمنطقة. وهذا ما حدده وشخصه المرجع الصرخي في خطاباته وبياناته لمواجهة التمدد الفارسي ومنها ما جاء في سياق الحوار الذي أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط حيث قال:
    (( كل تجمع بشري ان شعر انه وجوده وثقافته ودينه ومعتقده مهدد بالخطر والزوال فانه سيبذل كل جهده من اجل الدفاع عن نفسه ووجوده وكيانه ومعتقداته حتى لو استعان بأعداء او شيطان فضلا عن حاكم فاسد متسلط محتال ومن هنا يسلك المتسلطون المحتلون والحكام الظالمون مسلك التأجيج الطائفي والمذهبي المقيت كي يخاف الشعب ويفقد القدرة على التفكير الصحيح لشعوره بالتهديد والاستئصال فيتصور ويصدق ان الحاكم والمتسلط الظالم هو المنقذ والمخلّص ، ومن هنا إن أردنا التغيير فلابد من المقدمات الصحيحة لذلك ومنها ان نتعامل مع رموز فكرية واجتماعية ونهييء لها كل الأسباب كي تكون بديلاً حقيقياً صالحاً مصلحاً كي يثق المجتمع بقوى التغيير وإلا فسيفقد الثقة وسيكون النفور والابتعاد كما يحصل الآن من عدم ثقة ونفور شعبي عام من كل ما يطرحه الاحتلال ومن ارتبط معه ممن طُبع وتطبّع على الظلم والفساد والإفساد...والكلام يشمل العلويين مورد السؤال كما يشمل غيرهم من شيعة وسنة في العراق والشام وإيران وبلاد العرب وغيرها من بلدان.)).
   

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيرانفراعنة الدين والكهنوت الخطر الأكبر على العراق والعروبة إيرانفراعنة الدين والكهنوت الخطر الأكبر على العراق والعروبة



GMT 12:11 2021 الأحد ,18 تموز / يوليو

بانتظار الربيع

GMT 09:37 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 13:06 2021 الأربعاء ,02 حزيران / يونيو

خانه الظن

GMT 15:34 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

تراتيل

GMT 11:05 2021 الثلاثاء ,18 أيار / مايو

القدس

GMT 10:28 2021 الثلاثاء ,18 أيار / مايو

"أحبك أكثر"

GMT 10:26 2021 السبت ,15 أيار / مايو

رحيل

GMT 14:17 2021 الثلاثاء ,11 أيار / مايو

عربيٌّ أنتَ

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia