الجزائر ـ سميرة عوام
يدخل العرض الشرفيّ الأول لفيلم أيقونة الثورة الجزائريّة "لالة فاطمة نسومر" إلى دور السينما بداية شهر أيلول/سبتمبر المقبل، ليكون الجمهور على موعد مع هذه الملحمة التاريخيّة.
وقد اعتمد مخرج الفيلم بلقاسم حجاج، على الجانب النضاليّ للمرأة الجزائريّة والمتعلقة بشخصية "لا لة فاطمة نسومر"، والتي صنعت التاريخ بحنكتها ومقاومتها للمستعمر، حيث يعطي الفيلم للمتفرج رؤية واضحة لما حدث في منطقة القبائل في فترة 1849و1857، من تعذيب وقتل وتشريد للعائلات الجزائريّة، لكن ما دار في الفيلم الذي يستغرق ساعتين من الزمن، هو مواجهة البطلة الجزائريّة المعروفة بشجاعتها وفصاحتها لالة فاطمة للمستعمر، حيث يجمع الفيلم هذه الشخصية الثوريّة مع المناضل الشريف بوبغلة في قصة حب فريدة من نوعها، نسجها المخرج بلقاسم عجاج من خياله، لكن حقيقة تاريخيّة تؤكد أن الرجل قد طلبها للزواج، لكن الأمر لم يتم بسبب بقاء لالة فاطمة تحت سيطرة زوجها الأول، والذي رفض تطليقها بدافع الشرف و العادات والتقاليد البالية في تلك الفترة.
وقد أدّت دور البطلة الممثلة الفرانكو لبنانية ليتسيا عيدو، وجسّد الممثل المغربيّ أسعد بوعب دور الشريف بوبغلة، فيما اعتمد المخرج على شخصية الشاعر آزار بمثابة الراوي، وفي هذه النقطة أراد بلقسام أن يعطي قوة للثقافة الشفهية، والتي عمّرت طويلاً وصمدت في وجه المستعمر الذي حاول طمس الهوية الشعبية والتاريخية والثقافية للشعب الجزائريّ.
وينتهي فيلم "لا لة فاطمة نسومر" عند حادثة اعتقالها من طرف الجنرال الفرنسيّ "راندون"، والذي قدم لها تحية حب وتقدير لشجاعتها وأنفتها وعزتها، والمتتبع لهذا الفيلم الذي سيعرض في قاعات السينما الجزائريّة بداية أيلول/سبتمبر، سيكتشف أن المخرج ركّز على الجانب النضاليّ والفكريّ للمرأة من دون تورّطه في بعض القضايا، والتي تُعدّ بمثابة وصمة عار في جبين فرنسا، لما تجرّعه الشعب والنساء من الدمار وانتهاك للحرمات والدين، وقد غطى المخرج هذه النقاط السوداء بإبراز جمال لالة فاطمة نسومر القبائليّة الحرة ورقتها وأنوثتها ولباسها المميز، وصاحب هذه "السينوغرافيا" موسيقى الفنان الكبير صافي بوتلة.
أرسل تعليقك