القاهرة _ العرب اليوم
"يولد النجاح من رحم الألم" .. جملة تفصّل تمامًا حياة الراقصة والفنانة الراحلة تحية كاريوكا، التي ضمت حياتها فصول من البؤس والألم بددت طفولتها وصباها، فكانت دموعها تسابق ابتسامتها.
وفي مثل هذا اليوم، منذ 100 عام، ولدت تحية كاريوكا من الزوجة السابعة لوالدها، لتأتي وسط أسطول مكون من 16 أخًا وأختًا من أمهات مختلفة، لا تعرف عنهم شيئًا إلا بالصدفة والمناسبات.
ومع إتمامها عامها الـ 6 مات الأب وتاهت "بدوية" الاسم الحقيقي لتحية كاريوكا، بين أخواتها وبدأت رحلة المعاناة.. تحكي "كاريوكا" في حوار سابق لها بإحدى المجلات: "بدأت المنازعات بين هذا الجيش من الزوجات وأولادهن.. وضعت أنا وسط الجميع.. ولم أكن حينها أفقه أي شيء يدور حولي".
وأخذت "كاريوكا"، نصيبها من الحزن كاملًا منذ طفولتها: "يالها من أيام طفولتي وأيام صباي .. كانت أيام بؤس، فقد سجنت في منزلي بالإسماعيلية سنة كاملة، سجن انفرادي داخل غرفة مكبلة الأيدي والقدمين".
لم يتوقف الأمر على حد تكبيل الأيدي والأرجل بل وصل إلى قص شعرها حتى أصبحت صلعاء: "حلقولي شعر رأسي حتى لا أجرؤ على الهرب.. فكيف أهرب وأنا قرعة".
كانت القسوة والتعذيب هي الطريقة التي يتعامل بها أخواتها وزوجات أبيها معها للبعد عن أمها" كانوا بيبعدوني عن أمي.. وكانوا بيتفنون في إنزال الأذى بي، حتى أخضع لهم ولكن هيهات".
ظلت أسباب العنف التي تواجهه "كاريوكا" مبهمة بالنسبة لها: "لم أكن أستسيغ الأسباب التي من أجلها كان أخواتي يطاردون أمي .. لم أكن أفهم لماذا أكون أنا كبش الفداء".
وصل التنكيل بها إلى أقصاه عندما حرمت من الميراث هي ووالدتها: "كان أبي يودع لكل بنت من بناته 40 قرشا يوميًا في حصالة كبيرة في حجرته.. استولى أخواتي على الحصالة.. وخرجت من المولد بلا حمص، وظللت أنا وأمي في هذا الأمر سنين وسنين حتى أدخر لي القدر ما هو أكثر من تلك الأيام".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
قصة دخول تحية كاريوكا مهرجان "كان" بـ"الملاية اللف"
رجاء الجداوي تكشف أسرار حياة تحية كاريوكا
أرسل تعليقك