أبو ظبي ـ العرب اليوم
تقول الفنانة الإماراتية سميرة أحمد، عن التجربة الغنية والمتميزة منذ الانطلاقة الأولى: «بدايات المسرح كانت الشيء المهم بالنسبة لي، فالتلفزيون لم يكن له الدور والانتشار في تلك المرحلة، فقد جاء في فترة متأخرة عن المسرح، لذلك التأسيس أتى من المسرح، وارتباطي بالمسرح وحبي له جاء من بداية مشواري الفني، لكننا كنا متعطشين جداً للتجارب الجديدة والأعمال الفنية سواء كانت في المسرح أو التلفزيون. لذلك كانت أعمالنا مستمرة في تلك الفترة للاستفادة من كل تجربة مسرحية، وأعتقد أن البداية مع المسرح هي السبب في وصولي إلى التلفزيون».
خطوط حمراء
ولأن المسرح أبو الفنون ومنه ينشأ الفن الأصيل وينطلق، ونظرا لارتباط المسرح بحرية التعبير والنقاش على مر الزمن، نسأل إن كانت هناك خطوط حمراء في المسرح، فتوضح: «أكيد كانت وما زالت هناك خطوط حمراء، ولكن الفنان معروف بجرأته وبالذات الفنان المسرحي، لكن الفنان الذكي في تلك الفترة كان يعرف كيف يتجاوز هذه الخطوط، خاصة أن المسرح الكويتي وجرأة طرحه لقضاياه قد سبقنا وقتها،
ونحن أيضا تأثرنا بهذه الجرأة. أما بالنسبة للمسرح الإماراتي أكيد استفاد بشكل أو بآخر من تجارب الآخرين، في المسارح الأخرى ومع الأكاديميين العرب الذين كانت لهم تجربة مع المسرح الإماراتي. ومع ذلك تبقى هذه الجرأة في حدود الرقابة الداخلية أو الذاتية للفنان، وعليه أن يعرف ماذا يطرح وما هي أهمية هذا الطرح ومدى تأثيره على الناس، فالجرأة أحياناً يمكن أن تجعلك تخرج عن النص، وبذلك يضيع الهدف الحقيقي الذي نحن بحاجة إلى أن نوصله للجمهور. لكني أعتقد أن المسرح الإماراتي تجاوز هذه المرحلة، خاصة في الفترة الأخيرة».
ونوس والأشقر
وقد رافقت سميرة أحمد فترة نهوض المسرح العربي، وأسماء مؤسسين له سواء بالنص أو على الخشبة، فمن سوريا كان سعد الله ونوس، إضافة إلى مسرح الفنانة نضال الأشقر في لبنان، وفي مصر محمود دياب، ولمست كيف كان تواصل المسرحيين الإماراتيين في تلك الفترة، خاصة بالنسبة للعنصر النسائي، وكيف كان تأثير ذلك التواصل ومدى الفائدة منه. وتشير: «سعد الله ونوس، مثلا تواصلنا معه من خلال نصوصه، وقدمنا له أعمالا عديدة في الإمارات، هكذا كان التواصل بيننا كفنانين. كما أن هناك اسما مهما في المسرح هو نضال الأشقر، وأنا من الذين يعشقون وقفتها وصوتها، وروحها، وقوتها، وجرأتها على المسرح، وكنا نستمد منها هذه الروح. كذلك نصوص الكاتب سعد الله ونوس التي أمتعت الجمهور على خشبة المسرح الإماراتي، وكذلك في الكويت ومصر».
نهضة مسرحية وإعلامية
والممثل يحتاج إلى أدوات متعددة، وعن هذه الأدوات التي يجب أن يمتلكها ويضيف عليها الممثل الناجح، سواء في المسرح أو الدراما، توضح سميرة أحمد: «بالفعل الفنان بحاجة إلى الاهتمام بهذه الأشياء الثقافية والإعلامية، والجهات المعنية أيضا مسؤولة لتوقظ هذه الطاقة، سواء بإقامة دورات عملية أو بإرساله لخارج الدولة للدراسة والتزود بالجديد من العلم والمعرفة، كل هذه الأمور بالتأكيد تضيف للفنان وتصقل موهبته. لكن نحن ظهرنا في فترة كانت في بداية الاتحاد، حتى الفكرة عن المسرح لم تكن مطروحة، ولا نملك الجرأة، وبالذات العنصر النسائي، لكن أعتقد أنها كانت هناك ثقة كبيرة من الإعلاميين الذين كانوا موجودين ومتحمسين للمرأة بحيث تأخذ دورها في المسرح، على سبيل المثال كانت وزارة الإعلام تهتم بالمسرح، خاصة في إمارة الشارقة متمثلة في صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهذه العوامل ساعدت بالفعل في انتشار الحركة المسرحية في الإمارات، وأصبحت هناك جهة مسرحية مسؤولة عن المسرح، ومن خلالها أتت جمعية المسرحيين والفرق المسرحية».
وبما أن الإمارات تعمل على نهضة ثقافية وإعلامية بكل أنواعها الفنية، لابد من التطرق إلى دور المرأة فيها، حيث تقول سميرة أحمد: «أعتقد أن مجال الإعلام أصبح مفتوحا أمام المرأة في الإمارات، فيما عدا المسرح وأيضاً الدراما بشكل خاص، حيث إن المسألة صعبة جدا، فلدينا العديد من الشابات درسن الإعلام وتخصصن فيه، لكن للأسف في مجال التمثيل ما زلن بعيدات عنه. فالبعض منهن اتجه للصحافة أو للتدريس في الجامعات أو إلى أماكن تبعدهن عن الظهور في الصورة، فعدد قليل جداً من الإماراتيات توصلن لأن تكون الواحدة منهن مذيعة ومقدمة برامج، لكنْ المسرح والدراما أشعر بأنهما يمثلان حاجزا كبيرا أمام المرأة الإماراتية. وتتابع سميرة أحمد: «منذ جيل بدرية أحمد لم تقتحم عناصر نسائية إماراتية مجال التمثيل والمسرح، وهناك بعض الأسماء قدمن تجربة أو أكثر ثم اختفين عن الساحة، وهذه إشكالية حقيقية موجودة في المسرح الإماراتي، أكيد أن عدم وجود الدافع الحقيقي لدخول هذا المجال عند المرأة هو السبب، لأنها فعلا إن أحبت هذا المجال وأرادت دخوله فإنها تتحدى كل الصعاب وتفرض نفسها وتواجه كل من يقف في طريقها».
الربح والخسارة
أما عن الإنتاج، على اعتبار أنها خاضت هذه التجربة، تقول سميرة أحمد: «المشكلة أنني تعاملت مع الإنتاج بشكل فني أكثر، لم أعرف أن أتعامل معه من منطلق الربح والخسارة لتحقيق التوازن، فكنت أنفق بسخاء وبشكل جيد، لذلك لم تنجح تجربة الإنتاج معي، وأنا دخلت المجال على أساس أن تكون لدي فرصة لأساهم في الإنتاج المسرحي، وكنت سعيدة بهذه التجربة، خاصة أنني استطعت أن أبرز وجوهاً شابة موهوبة، بما فيها العنصر النسائي، وكان همي أن أخلق جيلا متمكنا في عالم المسرح، ليستكمل المسيرة ويكون الامتداد الناجح لنا». وتضيف: في الإنتاج كنت إنسانة فاشلة، لأنه عمل يقوم على الربح والخسارة، وصحيح أنني خسرت، لكني كسبت وجوها شابة أخذت فرصتها، وهم يقولون: «سميرة أحمد كانت مساعدة لنا لنشارك في أعمال فنية ناجحة، وثقتها فينا هي التي أعطتنا الفرصة للوصول».. وهذا يكفيني...
السينما الإماراتية
وعن السينما في الإمارات، وإن كان لديها من جديد، تقول سميرة أحمد: «كانت لي تجربتان في السينما الإماراتية الأولى «عقاب وسوا» مع المخرج جمعة السهلي، والثانية في «أم الدويس»، كما كانت لي تجربة عالمية عام 1999 بعمل اسمه «جنة عدن»، إماراتي فرنسي مشترك، لكن لم يكتب له أن يرى النور، فهذه التجربة توقفت نتيجة خلافات مع الشركة المنتجة. وهذا العمل شارك فيه نجوم عالميون من فرنسا وأميركا، وكانت فرصة مهمة لي، حيث صورنا في مدينة العين، وسافرنا إلى لوكسمبورج، وصورنا جزءا هناك».
وتتابع: «أنا سعيدة بتجارب الشباب الحالية في العمل السينمائي، كما أن هناك اهتماما من المجتمع بالأعمال السينمائية، لأن السينما لها متعتها وتجربتها الغنية.»
أما عن جديدها في السينما، فتقول: «العمل الجديد سيضم نجوماً كباراً، لكن النص لم يكتمل، وهو للكاتب جمال سالم، ولم نحدد المخرج بعد، والمهم أن تعكس التجربة الوجه الحقيقي للفنان الإماراتي. وأعتقد أنه سيكون له تأثير مهم، حتى على مستوى السينما خارجياً».
وبخصوص المسرح الغنائي في الإمارات، تشير سميرة أحمد إلى أهمية ذلك موضحة: «الكتابة في المسرح الغنائي تحتاج إلى مبدعين لديهم تجربة، فليس كل كاتب يمكن أن يملك الموهبة في هذا المجال، ونحن لدينا موهبة وتجربة للكاتب إسماعيل عبد الله في النص الشعري، ولكننا نعاني قلة الكتاب الذين يبدعون للمسرح الغنائي.
مفاجآت «زمن لوّل» و«خوصة بوصة»
تحدثت سميرة أحمد عن أعمالها الرمضانية هذا العام، وقالت: «إطلالتي على الشاشة في رمضان المقبل ستكون بعملين، الأول مسلسل كرتوني، والآخر كوميدي بعنوان «زمن لوّل»، وسأقدم فيه شخصية مغايرة تماماً عن التي قدمتها في «بنات آدم». والعمل للكاتب جمال سالم، وهو عمل كوميدي جميل وبسيط وخفيف، لأن الناس بحاجة في شهر رمضان أن يجلسوا في بيوتهم ويضحكون من قلوبهم. ويشارك في هذا المسلسل عدد من النجوم والممثلين الكبار، منهم غانم السليطي، أحمد الجسمي، إبراهيم سالم، وأسماء أخرى كبيرة من الإمارات وخارج الإمارات، وآمل أن يتابعنا الجمهور ويعجبهم عبر قناة أبوظبي الإمارات، ولدي أيضا عمل جديد للموسم الثاني اسمه «خوصة بوصة»، وهو من سيناريو وإخراج نجلاء الشحي، ونجلاء من الإماراتيات الرائعات، وهي تبشر بمستقبل رائع في الكتابة والإخراج أيضا، ويتوقع أن تتجاوز الأعمال الكرتونية، وتقدم الدراما التلفزيونية». (الاتحاد)
أرسل تعليقك