خبير آثار المصريون القدماء علموا العالم الهندسة وفلسفة البناء
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

خبير آثار: المصريون القدماء علموا العالم الهندسة وفلسفة البناء

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - خبير آثار: المصريون القدماء علموا العالم الهندسة وفلسفة البناء

القاهرة ـ أ ش أ

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن قدماء المصريين علموا العالم هندسة وفلسفة البناء حيث مثلت المباني فلسفة خاصة بمصر القديمة انطلقت من وازع ديني وفلسفي يحمل في طياته الشموخ ومحاولة الصعود للسماء للتقرب من المعبودات. وقال ريحان في تصريح له الخميس، "إن العمارة لدى القدماء المصريين كانت أول خط للسماء رسمته البشرية بدأ بالخطوط الهندسية الأفقية ومسطحاتها المستوية التي عبر عنها بالمصاطب، وارتفعت المصاطب عن سطح الأرض في طبقات متراصة فوق بعضها لتصنع الأهرامات المدرجة سلم الطريق إلى السماء، وانتقلت منها إلى الأهرامات الهندسية الأشكال والرياضية التقويم بأضلاعها المنحنية والمستقيمة وأسطحها الزخرفية الملساء". وأضاف أنه عقب ذلك ارتفع الهرم بقاعدته عن سطح الأرض لتظهر معابد الشمس ثم تعلو فوق قائم يشق طريقه نحو السماء لتظهر المسلات الرشيقة بقمتها الهرمية تناطح السحاب بفكر راقٍ يفوق بمراحل هندسة ناطحات السحاب حديثًا، وذلك طبقا لما جاء في كتاب الدكتور سيد كريم "لغز الحضارة المصرية". وأشار ريحان إلى أن العمارة المصرية انتقلت من الجدران والحوائط العالية إلى الدعامات والقوائم والأعمدة التي تحمل الأعتاب والكمرات والأسقف لتضع أسس الهياكل الإنشائية بتعدد نظريات تكوينها التي تغيرت أبعادها ونسبها تبعا لتغير مواد البناء، مؤكدا أن فن العمارة المصرية لم يكن وليد الاجتهاد والابتكار الفني بل خلاصة تكنولوجيا علم البناء الذي وضع أسس كثير من نظريات العمارة وعلوم الإنشاء في مختلف الحضارات القديمة وامتدادها لعمارة العصر الحديث. وأوضح أن أعمال التنقيب والدراسات الأثرية والهندسية حديثًا كشفت أن قدماء المصريين منذ عصر ما قبل الأسرات قد وضعوا مثلث تكنولوجيا علم البناء للعالم أجمع، وتتكون أضلاع المثلث من وحدة البناء وهى قالب الطوب الذي ابتكره المهندس المصري منذ 8000 عام، وأطلق عليه اسم (توبى) وحدد شكله ونسب أبعاده الذي يحفظها العالم إلى اليوم، وكان يؤرخ لعصر معين من مقاسات طوب البناء. ولفت ريحان إلى أنهم اكتشفوا الطوب الأحمر في نهاية الدولة القديمة والضلع الثاني وحدة القياس ابتداء من البوصة الهرمية إلى الذراع المعماري، واخترع الأرقام التي حدد بها وحدات القياس وعلوم الرياضيات والهندسة التي وضعت نظريات فن العمارة وعلوم الإنشاء، بالإضافة لاختراع وحدات قياس الزمن والضلع الثالث وحدة التشكيل ابتداء من الخط المستقيم إلى مختلف الزوايا والمنحنيات وتشكيلاتها الهندسية وما ارتبط بها من حساب المثلثات الهندسية الوصف والعلوم التشكيلية. وأكد أن قدماء المصريين أقاموا مباني الخلود بالحجر والجرانيت لتبقى أبد الدهر، بينما بنوا مباني الحياة بالطوب النيئ ليكون عمرها مرتبط بعمر الإنسان نفسه، ثم تطورت هذه المباني نفسها حسب احتياجات كل عصر، منوها بأن المصري القديم خلد تصميماته الهندسية وروائع فنه المعماري على صفحات أوراق البردي ولوحات الأستراكا، كما نحت بعض النماذج المعمارية للمقابر على جدران أصحابها وجدران التوابيت. وبين ريحان أن حفائر الدولة القديمة وعصر ما قبل الأسرات كشفت عن نماذج القصور ودور الحياة العامة التي كانت تضمها أسوار هرم زوسر ونماذج للقصور وتصميمات واجهاتها في مقابر "أبيدوس"، ومن بينها واجهات قصر الملك برايشن أحد ملوك الأسرة الثانية، والملك يوداجى من ملوك الأسرة الأولى. وأشار إلى أن المصري القديم عرف المبانى الجاهزة والسابقة التجهيز، وكانت تصنع حوائطها من وحدات خشبية متماثلة تثبت في بعضها البعض بأربطة من الجلد، والتي تثبت بدورها على قواعد حجرية، كما صنعت وحدات ثابتة النماذج للأبواب والشبابيك التي يمكن فكها وتركيبها بسهولة، وكان القواد يستعملون المباني الجاهزة في ميادين الحرب بدلًا من الخيام أو في رحلات الصيد، كما وجدت نماذج منها يستعملها المهندسون للإقامة أثناء إقامة المنشآت وتخطيط المدن وبناء المعابد. ولفت ريحان إلى استخدام قدماء المصريين المباني الجاهزة والمباني سابقة التجهيز في بناء مدن بأكملها، ومن أقدمها مدينة "خنت كاوس" إحدى المدن التي بنيت في الأسرة الرابعة 2565 ق.م، والتي بنيت لتأوى عمال وفنيين بناة الأهرامات ومعابدها الجنائزية، وقد أهديت لهم بعد اكتمال البناء مما يؤكد بالدليل الأثري أن قدماء المصريين هم بناة الأهرام وبناة كل حضارتهم العظيمة.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبير آثار المصريون القدماء علموا العالم الهندسة وفلسفة البناء خبير آثار المصريون القدماء علموا العالم الهندسة وفلسفة البناء



GMT 15:44 2021 السبت ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

20 طفلاً يرافقون وزيرة المرأة التونسية في معرض الكتاب

GMT 18:29 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الشؤون الدّينية التونسية تناقش حوكمة ملفي الحج والعمرة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 23:18 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«مو ضروري» لـ ماجد المهندس تحصد 35.2 مليون مشاهدة

GMT 06:41 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

السير المعوج

GMT 02:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

يسرا تكشف سبب اعتذارها عن مسلسل "الزيبق"

GMT 12:07 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

وفاة نائب رئيس حكومة أوزبكستان بفيروس كورونا

GMT 00:31 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكد أن الكلاب لا تفهم البشر جيدًا

GMT 13:32 2014 الإثنين ,03 شباط / فبراير

إغلاق بورصة الأردن على تراجع بنسبة 0.18%
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia