مدينة القدس تسقط من ذاكرة السينما العربية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

مدينة القدس تسقط من ذاكرة السينما العربية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مدينة القدس تسقط من ذاكرة السينما العربية

مدينة القدس
القاهرة -أ ش أ

قليلة هي الأفلام العربية، التي تناولت القضية الفلسطينية بشكل عام، وأقل منها تلك التي ركزت على مدينة القدس المحتلة، الجوهر الحقيقي للصراع مع المحتل الإسرائيلي، وبخلاف الأغنيات التي صدحت لمدينة الصلاة "القدس"وما أكثرها، وقفت السينما عاجزة عن السير في الطريق نفسه، لأسباب عدة، ربما كلفتها العالية،وربما أيضاً غياب الإرادة الحقيقية لدى المنتجين الذين يفضلون الأعمال التجارية، مضمونة الربح.

غياب القدس عن الشاشة، ليس وليد اليوم، فالأزمة قائمة منذ عقود، غير أنها لم تكن مختفية تماماً، كما هو الحال اليوم، ووفق كتاب "القدس في السينما"، للناقد عماد النويري، فإن القدس كانت حاضرة في الكثير من الأفلام العربية، عبر خطين روائي تجاري ووثائقي تسجيلي، وكانت البداية من خلال عزيزة أمير التي أنتجت وكتبت قصة وسيناريو فيلم "فتاة من فلسطين"، ثم عاودت الحديث عن فلسطين في فيلم "نادية" 1949.

وبعد صمت أربع سنوات تعود السينما إلى أجواء حرب فلسطين، فتقدم بين العامين 1953و1956 ثلاثة أفلام (الله معنا، أرض الأبطال، وداع في الفجر)، وكان فيلم "أرض السلام" للمخرج كمال الشيخ من أول الأفلام التي صورت داخل الأراضي الفلسطينية.

أفلام أكثر بساطة
ولفت الكاتب إلى مجموعة أخرى من الأفلام عن القضية مثل "فداكي يا فلسطين"، الذي أخرجه أنطوان ريمي عام 1970، وشاركت في بطولته سناء جميل، والفلسطيني اللبناني محمود سعيد، وفيلم "السكين" الذي كتبه غسان كنفاني وأخرجه خالد حمادة، و"المخدوعون" لتوفيق صالح، و"ظلال على الجانب الآخر" للمخرج غالب شعث.
ويشير إلى فيلم "باب الشمس" ليسري نصر الله، وأفلام حديثة أكثر بساطة من نوعية "ولاد العم"، و"أصحاب ولا بزنس"، و"صعيدي في الجامعة الأمريكية" وغيرهم.
لكن يبقى فيلم "الناصر صلاح الدين" للمخرج يوسف شاهين، والمنتجة أسيا، الأشهر عربياً، والذي تناول عروبة القدس، ولا يزال أحد أبرز الأفلام في تاريخ السينما العربية.
ولم يقتصر الحديث عن القضية الفلسطينية وتداعياتها والحديث عن القدس وذكرياتها على حقبة معينة، فنجد المخرج عاطف الطيب يقدم أحد أهم الأفلام التي عبَّرت عن القضية الفلسطينية: "ناجي العلي" في العام 1990.

ويكشف الباب السادس والأخير، في الكتاب، وعنوانه "القدس في السينما الأوروبية وسينمات أخرى"، أن القضية الفلسطينية وجدت فرصاً ذهبية في الفيلم التسجيلي الأجنبي، ومنها الفيلم الفرنسي "فلسطين" لبول لوي سولييه، وقد أُنتج بالتعاون مع هيئة الاستعلامات الجزائرية.
وهناك أيضاً فيلم "فلسطين ستنتصر" لجان بيير أوليفييه دي سردان، ويوضح الإرادة الصلبة للمقاومة الفلسطينية بعد معركة الكرامة في الأردن.
غير أن المدينة المقدسة باتت غائبة تماماً عن المشهد السينمائي الراهن في مصر والعالم العربي.

لغز غير معلوم
ويعتبر الناقد الفني طارق الشناوي، عدم تقديم عمل عربي يليق بقضية القدس ويناقشها ويتحدث عنها باستفاضة حتى الآن، لغزاً غير معلوم، فطوال السنوات الطويلة الماضية لم نقدم إلا فيلم "الناصر صلاح الدين" الذي لعب بطولته الراحل أحمد مظهر، لكن هذا الفيلم لم يقدم كل الطموح الذي نسعى إليه لكي نري للعالم قضية القدس بطريقة صحيحة.
وقال الشناوي، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن المنتج الراحل مصطفى العقاد قرر قبل سنوات تقديم فيلم عن "صلاح الدين" وبعد أن استقر على الفكرة المناسبة للطرح، سافر لجميع الدول العربية وجلس مع ملوك ورؤساء عدة دول للحصول على التمويل والدعم المناسب لكي يقدم عملا قويا يقدم أفكارنا، ورؤيتنا للدول الأجنبية، لكنه للأسف لم يجد أي رد، ولم تقدم له أية دولة المساعدات التي كان يرغب في الحصول عليها ومن هنا توقف مشروعه .

ولفت طارق الشناوي إلى أن المنتجين العرب حاليا يدفعون أموالهم في أعمال لا تجدي ولا تفيد،ولا يركزوا على تقديم عمل تاريخي يساند أبناء فلسطين ويقف بجوار القضيىة الفلسطينية.
وأكد أنه يتساءل دوماً عن الهدف من تقديم أعمال لا قيمة لها، بالرغم من أن وطننا العربي ملئ بالقضايا الهامة التي ينبغي أن تحد من أجلها ومن أجل تقديم عمل يخدم هذه القضايا.

وعن سبب إحجام الدول العربية ووزارات الثقافة عن دعم أي فيلم أو عمل درامي يناقش قضية القدس، قال: سبب الرفض يعود لعدم إدراك المسئولين في البلدان العربية لأهمية سلاح الثقافة في مواجهة أي فكر، نحن فقط نواجه الغرب ونواجه إسرائيل بأعمال هابطة، مثلما فعلنا في مصر مؤخرا، حيث هناك من يتباهى بأغنية قدمها شعبان عبد الرحيم.

وحول خشية المنتجين من فشل العمل تجارياً، يقول الشناوي: لو قدمنا عملا تاريخيا شارك فيه نخبة من نجوم العالم الذين يرفضون قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالطبع سيحقق هذا العمل نجاحاً تاريخياً وغير معهود، ينبغي أن نستغل كل الفنانين الرافضين لقرارات ترامب لكي يشاركونا في عمل قوي يتحدث عن القدس وعن القضية الفلسطينية، لكي نثبت للعالم أحقيتنا فيهم، بدلا من تقديم أغنيات وأعمال لا يسمعها إلا أبناء الشعب العربي فقط.

التمويل هو العائق الأساسي

أما المنتجة المغربية سهام فيضي فتقول: القضية الفلسطينية تشغل بال الشعوب العربية منذ سنوات، وجميعنا كمنتجين وفنانين نرغب في تقديم عمل يدافع عن قضيتنا الخاصة بالقدس ويدافع عن أرض فلسطين، لكن للأسف التمويل هو العائق الأساسي الذي يواجه تنفيذ مثل هذه الأعمال على الفور.

وأضافت أن هناك العديد من الجهات الإنتاجية قررت من قبل تقديم أعمال عن القدس، وعن أحقيتنا كعرب ومسلمين فيها، لكن للأسف أيضا هذه الأعمال لم تر النور حتى الآن، بدون أي أسباب معلومة، وأعتقد أننا خلال الفترة المقبلة ينبغي أن نركز على الثقافة والفنون لأنهم السبيل الأقوى لتوصيل رسالتنا إلى العالم الخارجي، ولكي نؤكد للجميع أن القدس هي عاصمة فلسطين.

وأشارت سهام فيضي إلى أن هناك أعمالا فنية عرضت في الوطن العربي خلال السنوات الماضية تناولت القضية الفلسطينية، لكن دون استفاضة، ودون توسع للإشارة لهذا القضية الهامة، حيث أن أبطال هذه الأعمال كانوا يضعون مشهداً واحداً أو أكثر في أعمالهم لكي يؤكدوا على تضامنهم مع القضية الفلسطينية فقط.

ويرى المخرج التونسي أمير بوخريص أن الوطن العربي يحارب ويناضل ضد إسرائيل بأعمال لا قيمة لها، ولم يركز حتى الآن على الثقافة التي ركزت عليها إسرائيل منذ سنوات، مشدداً على أهمية الثقافة والتعليم في ترسيخ القضية الفلسطينية لدى أبنائنا ولدى الشباب العربي، لأن الحروب حاليا تدار عن بعد وتدار من خلال التغلغل الفكري.

وأشار بوخريص إلى أن فكرة تنفيذ عمل تاريخي يتناول فلسطين وقضيتها ويتحدث عن القدس كعاصمة لفلسطين، ليست بالصعبة لكن بنقصها فقط الجدية في التنفيذ، التي سيتحمس لخوضها الجميع دون تمييز، لأن هذه القضية خاصة بالوطن العربي كله وليس بفلسطين فقط.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة القدس تسقط من ذاكرة السينما العربية مدينة القدس تسقط من ذاكرة السينما العربية



GMT 15:44 2021 السبت ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

20 طفلاً يرافقون وزيرة المرأة التونسية في معرض الكتاب

GMT 18:29 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الشؤون الدّينية التونسية تناقش حوكمة ملفي الحج والعمرة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة

GMT 00:28 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

جمال عبد السلام يؤكّد أنه يدعم الشعب السوري

GMT 10:39 2015 السبت ,17 كانون الثاني / يناير

كيفية صناعة الموهبة والإبداع عند الأطفال؟

GMT 12:35 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

جريمة السبّ والقذف

GMT 14:54 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

سيمبا التنزاني يتقدم بالهدف الأول في مرمى الأهلي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia