الاسكافي حرفة أنعشتها البطالة ليمتهنها الشباب في غزة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الاسكافي حرفة أنعشتها البطالة ليمتهنها الشباب في غزة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الاسكافي حرفة أنعشتها البطالة ليمتهنها الشباب في غزة

غزة - العرب اليوم

كانت مهنة تصليح الأحذية في غزة حصرا على الطاعنين في السن وكادت أن تندثر لكن شباب دفعهم ضيق الحال، إلى احترافها، استطاعوا إحيائها وغيروا النظرة النمطية الساخرة والنافرة منها إلى مهنة تحظى بالإعجاب والإطراء. في سوق الزاوية الشعبي القديم وسط مدينة غزة، محال وأكشاك صغيرة تمتد أمام الجامع العمري التاريخي، يتزاحم عليها الفقراء وغيرهم ليعيدوا تصليح وترميم أحذيتهم. مهنةٌ تمارس ربما منذ عقد من الزمن في هذا المكان. توفيق شابٌ في العقد الثاني من العُمر يعمل بنشاط وسط قطعٍ وقصاصات من الجلد وكعوب أحذية، لم يجد سوى هذه المهنة التي لم يرثها عن والده، يقول: "حصلت على دبلوم تجارة من سبع سنوات وما لقيت غير هذه المهنة". وأشار توفيق لـDWعربية أن احد أصدقائه الشباب نصحه بهذه المهنة " نظرا لحاله الفقر المنتشرة في غزة ولارتفاع أسعار الأحذية الجديدة التي لا يستطيع شرائها معظم الناس"، وفق تعبيره. لم يختلف حال توفيق عن علي أبو مصطفي، الحاصل على شهادة دبلوم معلمين، ويجلس على الرصيف تحت مظلة وبجانبه مجموعة من الاسكافيين الشباب في سوق خان يونس أمام قلعة برقوق جنوب قطاع غزة. يقول لـDWعربية " فشلت في الحصول علي وظيفة، ما وجدت غير أني أصلح أحذية وصنادل  قديمة". "مهنة ضرورية لا عيب فيها" اتجه في سنوات الحصار الأخيرة كثير الشباب إلى مهنة الاسكافي، بعد أن وجدوا الأفاق أمامه مغلقة لممارسة مهن أخرى. الاسكافي عامر حمدان وسط سوق مدينة خان يونس يجلس على كرسي وأمام آلته لتصليح الأحذية البالية. ويعتبر حمدان أن مهنته "لا عيب في مزاولتها واليد البطالة نجسه"، وفق وصفه. مؤكدا لـDWعربية أنه حاصل على الثانوية العامة، مضيفا" أنا سيد نفسي وشغل الاسكافي أسهل وأفضل من العمل في الباطون". ويشير أنه يتناوب وشقيقه العمل. عامر يدفع وزملاء مهنته 2شيكل (نصف دولار تقريبا) يوميا جباية لبلدية المدينة قيمة ما تُسمي أرضيه لمهن متنقلة على أرصفة الأسواق. بينما الاسكافي على أبو مصطفي الذي يجلس بجوار عامر يعتبر مهنته "من أقرف المهن" لكن لا بديل لها. ويتابع أبو مصطفي لـDW عربية قائلا" نحن وباقي الشباب أصبحنا نتقبل المهنة بعد أن تعودنا عليها". إحدى السيدات التي أخذ  عامر في تصليح حذائها البالي تقول:" كانت الناس زمان تنظر للمهنة على أنها عيب لكن بالعكس هي مهنه ضرورية تخفف عن المحتاجين، وهؤلاء الاسكافيين الشباب يقومون بإعادة تصليح الأحذية بشكل جميل". زيادة في أعداد مزاوليها البطالة والحصار هما أسباب الزيادة في أعداد العاملين في مهنة الاسكافي، وقد رُدت الروح فيها، وكثر مزاوليها وانحسرت السخرية منها، واختلفت نظرة الناس إليهم بعد أن كانوا ينفرون منها، وفق اللقاءات التي أجرتها DWعربية عدد كبير منهم. حسام ابو حجاج احد العاملين في هذه الحرفة يوضح لـDWعربية أن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة "يقترب من الصفر والناس  ليسو قادرين على المصاريف على أولادهم  فما بالك نحن الشباب اللي يريد مصاريف زواج". ويصف أبو حجاج مهنته كاسكافي "أنها أحسن بكثير من مهن أخرى، ودخلها جيد". ويتابع حسام أن ما يتقاضاه لتصليح الأحذية البالية يتراوح بين شيكل واحد وعشرة. إلى ذلك تضيف لـDWعربية سيدتان برفقه أطفالها الثلاثة " كثرة مصلحي الأحذية ساعدتنا في هذه الظروف الصعبة ووفرت علينا مالا". ويضيف مواطن في منتصف العقد الخامس" من عشرين سنه من الصعب جدا أن تري اسكافي، وإن وجدناه يكون كبير في السن ولا يستعمل سوى الإبرة والخيط  والمسامير واللصق بالغراء بطريقة يدوية بدائية، ولا يتقن عمله مثل هؤلاء الشباب". واللافت هنا وفق الاسكافي عامر حمدان أن " شباب كُثر دخلوا على هذه الحرفة لكنها ليست سهلة، فهي تحتاج لفن وتركيز تِرضِي الزبائن". انتعاش سوق الاسكافي وانضمام النخبة إلى زبائنها في أسواق غزة وخان يونس ورفح رصدت DWعربية عاملين بمهنة الاسكافي يستخدمون آلات في محال، وبجانبهم من اتخذ الأرصفة مكانا لمزاوله حرفته بأدوات بدائية كالإبرة والخيط والمسامير. لكن المؤكد أن جميع العاملين في هذه الحرفة شباب في العقدين الثاني والثالث. الغريب أن بعضهم أشار لـDWعربية أن آلات الخياطة الكبيرة الحجم لتصليح الأحذية والحقائب البالية والتي يمتلكها بعضهم قد يصل ثمنها إلى ثمانية آلاف دولار. ويعتبر الاسكافي نعيم أن توقف صناعات الأحذية المحلية ذات الجودة العالية، إضافة  إلى تدني صناعات الأحذية الجديدة كالصينية إضافة لبطالة الشباب، هي أسباب  أنعشت سوق الاسكافي. ويضيف " الزبائن تحضر لنا أحذية وحقائب وصنادل متهرئة ونعيدها كأنها جديدة، لأننا نعمل بحرفية وبإتقان و نستعمل آلات حديثة". ورصدنا نخبه من أوساط مجتمعية مختلفة تُقبِل على الاسكافيين. ووفق الاسكافي حمدان " زبائننا منهم الآن الأطباء والمهندسين والموظفين، كما أشفت غليل الفقراء ومحدودي الدخل". خدمة DW

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاسكافي حرفة أنعشتها البطالة ليمتهنها الشباب في غزة الاسكافي حرفة أنعشتها البطالة ليمتهنها الشباب في غزة



GMT 15:44 2021 السبت ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

20 طفلاً يرافقون وزيرة المرأة التونسية في معرض الكتاب

GMT 18:29 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الشؤون الدّينية التونسية تناقش حوكمة ملفي الحج والعمرة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia