المكتبة التقليدية تتراجع أمام زحف الإلكترونية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

المكتبة التقليدية تتراجع أمام زحف الإلكترونية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - المكتبة التقليدية تتراجع أمام زحف الإلكترونية

لندن ـ وكالات

منذ عدة سنوات طلب القائمون على مكتبة نيويورك العامة من المهندس المعماري البريطاني الشهير، نورمان فوستر، أن ينفذ تصميماً داخلياً لأحد مباني مكتبتهم في مانهاتن، وفي أواخر السنة الماضية تم الإفصاح عن هذه الخطط التي ستكلف أكثر من 300 مليون دولار، ما أشعل معركة مريرة. لا تلقي بالاً إلى أن اللورد فوستر اقترح إزالة بعض سمات القرن التاسع عشر لإنشاء أفق يدخله الضوء والهواء، ما أشعل الجدال بحق هو أنه يريد إزالة أكوام الكتب القديمة التي نادراً ما تستخدم، وأن يضعها في مخزن تحت الأرض، وهذا سيتيح للمكتبة ضم مجموعات شهيرة من الكتب من أماكن أخرى في نيويورك، إضافة إلى إنشاء مقهى. ويشرح أنطوني ماركس، رئيس مكتبة نيويورك العامة، الغرض من هذا التوجه قائلا: "نريد أن نستخدم المناطق فوق الأرض من أجل الناس وليس لتصبح مخزنا للكتب". أو كما يقول اللورد فوستر: "هناك فرصة لإنشاء فضاء عمومي كبير لقاطني مدينة نيويورك". هذه الخطط أرهبت بعضهم، وتساءل أحد فاعلي الخير من مدينة نيويورك: "هل حقاً نحن بحاجة إلى ستارباكس هنا، بدلاً من الكتب؟"، في الحقيقة هاجم الناقد المعماري، مايكل كيميلمان، من صحيفة "نيويورك تايمز" اليومية "المهندس الشهير"، زاعماً أن خططه عبارة عن "طبقات من المعارضة الأدبية الضيقة المبتذلة (...) ومن المحتمل أن تكون مثل كنيسة آلامو التي تحولت إلى قلعة للحصول على المال". وفي الحقيقة ما هو على المحك أكثر من مجرد الذوق المعماري. السؤال الأساسي الذي يستمسك به رجال مثل الدكتور ماركس هو: ما جدوى المكتبات العامة هذه الأيام؟ إنه موضوع مشحون بالكثير. عندما أنشأت مكتبة نيويورك العامة عام 1895، كان واضحا لماذا كانت هناك حاجة لها، كانت الكتب قيمة، وكان من الصعب على الأكاديميين والفقراء أن يصلوا إليها، لذا أقدم فاعلو الخير بأسلوب أمريكي أصيل على التدخل، النبلاء، أمثال صاموئيل جي تيلدن وجون جاكوب أستور، أعطوا مبالغ كبيرة لمكتبات نيويورك، وتبرع أندرو كارنيجي عام 1901 بـ 5.2 مليون دولار، وهو أحد أكبر التبرعات الفردية في التاريخ. واستمر هذا التقليد: في عام 2008، تبرع مدير الأسهم الخاصة، ستيفين شوارزمان، بـ 100 مليون دولار لتجديد المبنى المميز لمكتبة نيويورك العامة في شارع 42، وهذا يضمن أن اسمه ملحق بالمبنى إلى الأبد ومنقوش على قاعدة الأعمدة. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المكتبة التقليدية تتراجع أمام زحف الإلكترونية المكتبة التقليدية تتراجع أمام زحف الإلكترونية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 08:55 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

آخر مستجدات ملف البنك الفرنسي التونسي

GMT 10:17 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء خاشقجي والحقيقة وتصفية الحسابات

GMT 14:35 2016 الخميس ,04 شباط / فبراير

اقتراح علمي لمكافحة الإرهاب والصراع

GMT 11:54 2021 الأربعاء ,22 أيلول / سبتمبر

حقل نفطي جديد يدخل حيز الإنتاج في قبلي التونسية

GMT 06:19 2017 السبت ,24 حزيران / يونيو

"Transformers 5" يشعل البوكس أوفيس بـ 15 مليون دولار

GMT 20:48 2021 الخميس ,12 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia