الرياض ـ العرب اليوم
تحظى "خطَّابات تويتر" أخيرًا باهتمام كبير من السعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل التنامي المطرد لأعدادهن بهدف الكسب المادي من هذه المهنة الإلكترونية.240 ألف تغريدة عبر "تويتر" عن كلمة "زواج"، بينها 119 ألفًا كانت تتحدث عن زواج "المسيار" في الشهر الماضي فقط وفق المواقع المتخصصة في إحصاءات "تويتر".
وفي موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في السعودية "تويتر" مئات الحسابات تتباين فيها الطلبات بين بطاقة إعادة الشحن للهاتف المحمول وطلب مبالغ تصل إلى آلاف الريالات، جميعها في مقابل زواج تتعدد مسمياته بين "مسيار" وسري أو معلن ودائم، "خطّابات تويتر" تستهدف الشبان والشابات، وتجاوز عدد متابعي تلك الحسابات عشرات الآلاف وبتغريداتٍ مماثلة لهذا الرقم، بينما بعضها لا يزال في بداياته ويحث الخطى بحثًا عن صيد جديد.
استغلال الهوس الكبير لدى بعض فئات المجتمع بالطرق غير التقليدية للزواج خوفًا من قيود أو عادات مجتمعية دفع هؤلاء اللاتي يُطلقن على أنفسهن "خطَّابات تويتر" إلى ما يشبه الابتزاز، ما أجبر من يلجأ إليهن - في حال عدم تحقيق ما يصبو إليه - إلى السكوت والتغاضي عما ينتج من ذلك، أو الرضوخ للابتزاز في أحيان أخرى.واعتبر الاخصائي الاجتماعي هاني الغامدي أن دور الخطّابة في مجتمعنا شُوّه بفعل الانتشار الواسع لوسائل التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي والاستخدام السيء لها، لافتًا إلى أن جزءًا كبيرًا مما يحدث لا يعدو كونه هوسًا بتعدد العلاقات من الجنسين، عازيًا ذلك إلى ضعف الترابط الأسري وما يتم من عضل للبنات في بعض البيوت فتلجأ إلى "الخطّابة الإلكترونية"، إضافة إلى رغبة البعض في خوض هذه التجربة من دون وعي بما يترتب على ذلك.
وأشار الغامدي إلى أن عددًا من صغار السن اتجه إلى استغلال هذا الهوس لدى الجنسين بادعاء أنه ممارس لهذه المهنة، إما لكسب المال أو للبحث عن المكانة الاجتماعية الموقوتة، أو كسب الشعبية بزيادة عدد المتابعين، مؤكدًا أن "من يقف خلف هذه الحسابات والمعرفات الوهمية في العادة أناس بعيدون كل البعد عن هذه المهنة"، مضيفًا أن ثقافة المجتمع أحد أسباب انتشار مثل هذه الظواهر والممارسات غير الأخلاقية، واعتبر أن من يلجأ لتلك الحسابات يبحث عن علاقات غير شرعية أو لا يمتلك الوعي الكامل عن طبيعة هذه الممارسات.
أرسل تعليقك