الشغف الأميركي بالتجسس مارد تكنولوجي وقزم أخلاقي
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الشغف الأميركي بالتجسس: مارد تكنولوجي وقزم أخلاقي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الشغف الأميركي بالتجسس: مارد تكنولوجي وقزم أخلاقي

بكين ـ شينخوا

يبدو أن الولايات المتحدة، التي تلعب على الدوام دور الشرطي العالمي المُدافع عن الحرية وحقوق الإنسان ، أصبحت منغمسة في التجسس، حيث كشفت تقارير إخبارية مؤخرا عن العديد من عمليات التنصت والمراقبة الأمريكية التي تستهدف دولا أخرى من بينها الصين. لا نشعر بدهشة هائلة تجاه أنشطة التجسس الأمريكية ضد الصين التي لا تعتبر الضحية الأولى ، وربما ليست الأخيرة للأفعال الأمريكية الشنيعة، فبدءا من المواطنين الأمريكيين مرورا بالحلفاء ووصولا للشركاء الدوليين، صار الجميع ضحايا للتجسس الأمريكي . يبدو أن الولايات المتحدة أصبحت ماردا تكنولوجيا حيث وسعت عمليات التنصت والمراقبة إلى كل أنحاء العالم، ملقية بالقواعد الدولية والأخلاقية والإنسانية إلى سلة النفايات، فقد وصفت أمريكا وكيلها السابق إدوارد سنودن بـ"الخائن"، لكنها في الحقيقة خانت العالم بأسره. هناك مثل صيني يقول " لن تفرض ما تكرهه على الآخرين "، ولكن هذا المبدأ الأساسي للتعامل مع الآخرين لا ينطبق على الولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال، تجسست وكالة الأمن القومي الأمريكية على شركة هواوي الصينية العملاقة في مجال الاتصالات ، وسرقت معلومات سرية منها، ومن المثير للسخرية أن الولايات المتحدة لطالما زعمت بصوت عال أن هواوي سرقت أسرارها. يجب ألا تفتخر الإدارة الأمريكية بتكنولوجيا التنصت والمراقبة القوية التي تمتلكها، بل يجب أن تفكر جاهدة في بناء منظومة أخلاقها ، فلو كانت لديها تكنولوجيا مراقبة رائعة، فكيف فقد عدد كبير من الأبرياء حياتهم نتيجة الهجمات الأمريكية العشوائية في أفغانستان؟ يجب ألا تغمس أمريكا نفسها في التجسس والتنصت، بل يجب أن تستمع إلى صوت العالم العادل، فلو كانت قد استمعت بجدية لأي كلمة من ذوي الضمير، فلماذا ما يزال الشعب العراقي غارقا حتى اليوم في مرارة الحرب التي شنتها الولايات المتحدة ضده؟ لا يمكن لأي طرف ضمان مصلحته وأمنه على حساب مصلحة وأمن الآخرين ، هذا أمر بسيط يعرفه الجميع حتى الأطفال ، ولكن يؤسفنا أن الإدارة الأمريكية المبتكرة ظلت تضر بمصلحة الدول الأخرى بحجة صيانة مصلحتها الخاصة. من الصعب أن توقف الولايات المتحدة أعداءها من خلال عمليات التجسس، لكن من المؤكد أنها ستفقد المزيد من الأصدقاء لو استمرت في التمسك بهذه الطريقة البشعة. لقد دخل العالم عصرا متعدد الأقطاب ، ومن الضروري أن تتعلم الولايات المتحدة كيفية الالتزام بالقواعد الدولية واحترام الآخرين بدلا من السعي المفرط إلى مصالحها الخاصة. على الولايات المتحدة أن تتوقف عن أفعال التنصت والمراقبة فورا للخروج من فضيحة التجسس، فهي وإن كانت قوية في ميدان تكنولوجيا التجسس، لكنها في الحقيقة مجرد قزم في أخلاقها هذه .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشغف الأميركي بالتجسس مارد تكنولوجي وقزم أخلاقي الشغف الأميركي بالتجسس مارد تكنولوجي وقزم أخلاقي



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 20:47 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 03:16 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

قائمة بـ10 أحجار كريمة تجلب الحظ السعيد

GMT 19:41 2017 الثلاثاء ,18 تموز / يوليو

تعرف على أبرز 10 لاعبين سوريين احترفوا في الأردن

GMT 06:34 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

الداخلية تصدر توضيحا حول الاشتباكات في العين السخونة

GMT 13:07 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

استرخي مع أحبّائك علي أعلى ردهة في العالم

GMT 06:10 2016 الأربعاء ,28 أيلول / سبتمبر

الرئاسة بالصوت اللبناني.. ولو كره الكارهون!

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia