القاهرة- أ.ش.أ
خسر المذنب "آيسون" الليلة الماضية معركته مع الشمس من أجل البقاء، وكانت ليلة فارقة كتب له فيها الفناء مرجحة واحد من احتمالين وضعهما الفلكيون في مصر والعالم منذ بداية العام الحالي، وبنجاح الشمس في تفتيت المذنب حرمته من حمل لقب مذنب "القرن" ونجم عيد الميلاد في أعياد الكريسماس القادمة، كما حرمت سكان كوكب الأرض من مشاهدة مشهد كونى رائع كان ينتظره العلماء وهواة ومحبو علم الفلك في جميع أنحاء العالم.
وقال الدكتور أشرف لطيف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إن وصول مذنب "آيسون" لأقرب نقطة له من الشمس في حوالى الساعة الثامنة الليلة الماضية بتوقيت القاهرة، أحاطها الغموض إذ تعذر التقاط صور للمذنب في مصر والكثير من دول العالم، مرجحا فرضية تفتت نواة المذنب بفعل المجال الشمسي.
وأضاف تادريس- في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - أنه من خلال تتبع مسار المذنب باستخدام التلسكوبات الفضائية لناسا وعدد من الدول المتقدمة والمحمولة على أقمار صناعية خاصة، كان "آيسون" الليلة الماضية واقعا على يمين قرص الشمس، ثم دخل ورائها ليدور حولها، وكان من المفترض أن يخرج اليوم الجمعة على شمالها، ولكنه لم يظهر، ولم تتمكن جميع التلسكوبات الفلكية الموجهة إليه من المراصد العالمية من التقاط أي صور له، مما يرجح فرضية تحطمه.
وأشار إلى أن أمل علماء الفلك حاليا في مختلف دول العالم معقود على أن يكمل حطام "آيسون" مسيرة المذنب، وأن ينجح في إكمال مساره نحو النجم القطبي، مشيرا إلى أن ذلك سيحسم خلال ال 48 ساعة القادمة.
ولفت تادريس إلى أن الفريق البحثي المكون من علماء الفلك بالمعهد لم يتمكن على مدى 4 أيام من التقاط أي صور لرحلة المذنب "آيسون" لقربه الشديد من الشمس، حيث أنه يظهر مع شروق الشمس "الشفق الصباحي" مما جعل رؤيته متعذرة فيما تمكنت التلسكوبات الفضائية الموجودة في الفضاء الخارجي لكوكب الأرض المتخصصة في رصد قرص الشمس وما يتعلق به من نشاط فلكي لاستخدامها مرشحات وأقراص خاصة تحجب ضوء الشمس من التقاط عدد من الصور للمذنب خلال رحلة سفره نحو الشمس قبل قربه من الشمس.
وأوضح أنه تم وضع هذه الصور على شبكة الإنترنت وأن المعهد قام بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك بعنوان "مرصد القطامية الفلكي" لنشر الأحداث الفلكية أولاً بأول، وكذلك أخبار الفلك والفضاء بصفة عامة، بهدف التواصل مع المجتمع من خلال تلك الصفحة، والإجابة على أسئلة الهواة والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء في مصر والوطن العربي.
أرسل تعليقك