دراسة تغريدات تويتر أصبحت أقصر
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

دراسة: تغريدات "تويتر" أصبحت أقصر

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - دراسة: تغريدات "تويتر" أصبحت أقصر

لندن - العرب اليوم

منذ نشر جاك دورسي، أحد مؤسسي موقع “تويتر” ورئيس مجلس إدارته، تغريدته الأولى في 21 مارس عام 2006، تزايدت أعداد مستخدمي موقع التدوين المصغر، كما تضاعف نشاطهم شيئاً فشيء؛ فبينما نُشرت 400 ألف تغريدة خلال كل ربع من عام 2007، بلغ عدد التغريدات اليومية بعد ثلاث سنوات 65 مليون تغريدة، وصلت حالياً إلى نحو 400 مليون تغريدة كل يوم، كما قفز عدد المستخدمين من حوالي 18 مليون مستخدم في نهاية عام 2009 إلى أكثر من 200 مليون مستخدم نشط شهرياً خلال العام الحالي. وفضلاً عن الشعبية الكبيرة، صار لموقع “تويتر” تأثيره في مجالات عدة كالإعلام والسياسة والتسويق وبين الشبكات الاجتماعية المنافسة، وقبل ذلك كله بين ملايين الأشخاص؛ فلم تعد اصطلاحات الموقع مثل “هاشتاج” أي “وسم”، و”متابع” أو “فولور”، و”ريتويت” أي “إعادة نشر التغريدة” غريبة عن أسماع الكثيرين، بل انتقلت من “تويتر” إلى مواقع أخرى، وأحياناً ما تتجاوز الإنترنت وتتردد في الصحف والبرامج التلفزيونية والحديث العام، حتى أن قاموس “أوكسفورد” للغة الانجليزية أدرج رسمياً كلمة “تويت” بمعنى “تغريدة” أو “يغرد”. لكن تأثير “تويتر” على اللغة المستخدمة ربما يتجاوز شيوع مصطلحاته في الحياة ومعاجم اللغات إلى التأثير على طريقة التواصل بين الناس؛ فأشارت دراسة حديثة إلى أن تغريدات “تويتر” تتجه لتكون أقصر مع مرور الوقت، بحيث يعبر المستخدمون عما يريدون بجمل أقصر وعدد أقل من الكلمات، وهو ما يعني أن 140 حرف أو رمز، وهو الحد الأقصى لكل تغريدة، لم يعد عائقاً أمام التعبير، بل إن جمهور الموقع يميل للاكتفاء بعدد أقل من الحروف. أجرى الدراسة كريستيان أليس وماي ليم من جامعة الفلبين، ودرس الباحثان تفاوت طول التغريدات المنشورة على مدى ثلاث سنوات خلال الفترة بين سبتمبر 2009 وديسمبر 2012، وشملت الدراسة 229 مليون تغريدة، وحسبا طول كل واحدة مع تاريخ نشرها. وأظهرت النتائج، التي عرضها موقع مجلة “تكنولوجي ريفيو” الأمريكية، تراجع طول التغريدات بشكلٍ كبير خلال تلك الفترة؛ فاتجه المستخدمون إلى التواصل بكلمات أقل وأقصر، وتراجع متوسط الكلمات المستخدمة في التغريدة الواحدة من ثماني إلى خمس كلمات. ورأت الدراسة أن الميل إلى الاختصار ظاهرة عالمية؛ حيث صدق على التغريدات بشكل عام، وعلى التغريدات باللغة الانجليزية فقط حتى مع حذف جميع الروابط من قاعدة البيانات، وكان “تويتر” قد كشف في أكتوبر 2011 عن خوارزمية لتقصير الروابط تلقائياً بحيث تتألف من عشرين حرفاً فقط، وأسهم ذلك في زيادة عدد الكلمات التي تتكون من عشرين حرفاً، لكنه لم يؤثر على الاتجاه السائد في كتابة تغريدات أقصر. وأرجعت الدراسة السبب في قصر التغريدات إلى شيوع اللغة الاصطلاحية، التي تعبر عن مجموعة أو مهنة أو مجال معين، بين المستخدمين وزيادة قدرتهم على استعمالها، وربما يُشير ذلك إلى قدرتهم على استخدام كلمات مختصرة، وكتابة بعض الكلمات بمزيج من الحروف والأرقام، وكذلك استخدم الرموز التعبيرية. ويرى الباحثان في ذلك امتداداً للميل إلى الاختصار والقصر الذي تشهده محادثات الأفلام والروايات المكتوبة باللغة الانجليزية على امتداد القرنين الماضيين. كما سعت الدراسة إلى اختبار العلاقة بين طول التغريدات والعوامل الاجتماعية والاقتصادية الخاصة بالمستخدمين في منطقة معينة، ولذلك درسا 800 ألف تغريدة تتضمن الموقع الجغرافي للمستخدم داخل الولايات المتحدة الأمريكية. ووجد الباحثان أن عدد التغريدات التي أشارت إلى ولاية معينة يرتبط بقوة بتعداد سكانها المسجل عام 2010، كما وجدا أن مستخدمي “تويتر” من الولايات الأمريكية التي تقع في الجنوب الشرقي والشرق يميلون إلى استخدام عبارات أقصر في تغريداتهم. وبهدف التحقق من السبب المحتمل لميل مستخدمي هذه الولايات تحديداً إلى الاختصار، درس الباحثان علاقتها بالمتغيرات التي بحثها “مكتب الإحصاء الأمريكي” في عام 2010، وتضمنت عوامل مختلفة مثل: النسبة المئوية للأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الخامسة والعشرين وتخرجوا من المدرسة الثانوية وما بعدها، والنسبة المئوية للسكان السود في كل ولاية، ونسبة الوحدات السكنية التي يشغلها مالكوها بالمقارنة بالوحدات السكنية المشغولة. وأظهر التحليل ارتباط الميل إلى استخدام عدد أقل من الكلمات بنسبة السكان السود في الولاية، وبحسب الباحثين، يُشير ذلك إلى أن استخدام الأمريكيين السود لموقع “تويتر” يفوق بكثير استخدام المجموعات السكانية الأخرى، كما قد تكون اللغة الاصطلاحية أكثر انتشاراً بينهم. لكن هذا السبب لا يعد حاسماً، ويتطلب تأكيده دراسة تفصيلية تتضمن البحث في محتوى التغريدات، وهو ما رأى الباحثان أنه يتجاوز نطاق دراستيهما. وعموماً، تفتح نتائج الدراسة النقاش حول سبب ميل المستخدمين إلى الاختصار، فربما يكمن السبب في انتشار اللغة الاصطلاحية فيما بينهم، ما قد يعني إمكانية تمييز جمهور “تويتر” إلى مجموعات محددة بحسب اللهجة أو اللغة التي تعتمدها كل مجموعة. كما من المحتمل أن يرجع السبب إلى اعتياد المستخدمين بعد مرور عدة سنوات على طبيعة “تويتر” وما يفرضه من اختصار، وتحسن مقدرتهم على التعامل معه، وقد يكون بفضل انضمام فئات جديدة من المستخدمين كالمراهقين الذين يميلون إلى العبارات الموجزة والسريعة، وربما يكون لهذه الأسباب وغيرها تأثيرها، لكن من المؤكد أن المحادثات المتبادلة عبر “تويتر” والشبكات الاجتماعية الأخرى تعكس بعضاً من التغيرات الطارئة على اللغة المستخدمة في أحد المجتمعات ومعها جانباً من طبيعة المجتمع وأفكاره.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تغريدات تويتر أصبحت أقصر دراسة تغريدات تويتر أصبحت أقصر



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia