يُعد ذلك مبالغة في الطموح، فهو عمليًا أو ببساطة مجرد عملية نصب واحتيال، مهما كانت وجهة النظر في بعثة المريخ الواحدة، فعلى الأقل قد توحي للناس بالتفكير في استعمار عوالم أخرى.
إذ تم الكشف عن مخطط لمشروع توطين أول مجموعة من رواد الفضاء على سطح المريخ, ويشمل أماكن المعيشة، والمختبرات، لإعطاء الطاقم أفضل ظروف الممكنة للعيش على الكوكب الأحمر.
وضع هذا المفهوم، من قبل مدير مخفر وكبسولة "Mars One"، وكريستيان فون بينغستون من الدنمارك، ويتكون من اثنين من موائل نفخ اسطوانية وطويلة، مع مساحة إجمالية قدرها 2.150 قدم مربع (200 متر مربع).
ويوجد في جبهة كل منها وحدة نمطية تمكن من التعليق على المسبار وتمكن الطاقم من الدخول, تم تصميم أحدهما للمعيشة، بينما تبدو الأخرى أنها موجهة أكثر نحو العمل, في البيئة السكنية، هناك مطبخ لإعداد الطعام مع مساحة إجمالية قدرها 320 قدم مربع (30 مترًا مربعًا).
ووجد في نهاية المطاف, قسم المحاصيل الذي ينمو المواد الغذائية التي يحتاجها رواد الفضاء للبقاء على قيد الحياة، ولديها نظام ري ورطوبة تسيطر على إبقاء كل شيء من أجل العمل.
ويُوجد في بيئة العمل قسم المختبر والعلوم لمختلف التجارب، بما في ذلك مختبر الحشرات وعلم الأحياء, وهناك أيضًا منطقة التخزين للحفاظ على البضائع، في حين يتم تقليص القسم أيضًا من خلال نظام المحاصيل.
وضع "Mars One" العناوين في جميع أنحاء العالم في شباط/ فبراير عندما كشف عن اللائحة الطويلة النهائية من الـ100 المتقدمين الذين سيتولون التدريب على الأرض للقيام بمهمة في اتجاه واحد إلى الكوكب الأحمر في العام 2025.
ولكن تعرضت البعثة المقترحة لانتقادات على نطاق واسع منذ الإعلان عنها لأول مرة في العام 2011, وقال خبراء إنَّ هذا الإعلان الأخير لا يفعل شيئًا لإسكات المشككين.
ويُعد نقص التمويل، وعدم وجود مؤشرات للتنمية ونهج "تلفزيون الواقع" كلها تنبئ أنَّ طموح "Mars One" ليس أكثر من مجرد أضغاث أحلام.
وقال مؤلف "المريخ: رؤية جديدة من الكوكب الأحمر", جايلز سبارو: عليك تشييد الطموح، ولكن للأسف يبدو المشروع بأكمله معقدًا كثيرًا عند النظر في التفاصيل, "يقولون إنَّه يمكنهم وضع الطاقم الأول على كوكب المريخ بتكلفة 6 بليون دولار, وهي ميزانية صغيرة مقارنة ببرنامج "أبولو" الذي تكلف 25 بليون دولار وكان ذلك في 1960!
وأضاف دكتور من مركز أبحاث الفضاء في جامعة ليستر, لويس دارتنيل: هناك عدد كبير من الاعتبارات التكنولوجية لإرسال بعثة بشرية بأمان إلى المريخ, وتشمل هذه الاعتمادية طويلة الأجل نظم دعم الحياة وكيفية زراعة ما يكفي من الغذاء وإتباع نظام غذائي متوازن، وهذه التقنيات اللازمة ليست ناضجة بما فيه الكفاية ولم يتم اختبارها جيدًا في حالات أقل خطورة كما هو الحال على قاعدة القمر, ولكن يتثبت "Mars One" حتى الخطوة الأولى لضمان ما يكفي من الصواريخ الكبيرة لإطلاق بعثة إلى المريخ.
ومع ذلك أجاب الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لـ"Mars One" على الانتقادات، وقال إنَّه يعتقد أنهم لديهم خطة جيدة ويمكن التغلب على التحديات.
في وقت لاحق في شباط؛ أعلنت الشركة المنتجة "إندمول" أنَّها لن تعد تصنع برنامج تلفزيوني مصاحبًا للمشروع, هذا من شأنه توثيق تدريب وحياة رواد الفضاء على سطح الكوكب الأحمر.
وقالت "Mars One" إنَّهم كانوا يعملون مع شركة إنتاج جديدة لتحقيق تقدم المستعمرين, ويبدو أحدث رسم مختلفًا قليلًا عن المفاهيم السابقة كما يتضح من "Mars One".
أرسل تعليقك