نجحت وكالة "ناسا" في إطلاق الرحلة التجريبية غير المأهولة الأولى لمركبة الفضاء "أوريون"، بواسطة الصاروخ "دلتا-4" الثقيل، من مجمع الإطلاق "كيب كانافيرال".
وانطلق الصاروخ "دلتا-4" في الساعة 07:05 بتوقيت غرينتش، وتستمر رحلة المركبة على متن الصاروخ 4 ساعات ونصف، يدور فيها حول الأرض مرتين.
وتحرّكت المركبة الفضائية، التي يمكنها أخذ البشر في يوم من الأيام إلى كوكب المريخ، بسرعة 20 ميل في الساعة، ودخلت في درجة حرارة 2.200 درجة مئوية، حيث تم تثبيت الكاميرات على الصواريخ، للحصول على النظرة الكاملة داخل الكبسولة.
وبدأت رحلة "أوريون"نحو هدفها من غرب باغا في ولاية كاليفورنيا، محلقة بسرعة أكبر ومدى أبعد من أيّة كبسولة فضائية شيدها البشر منذ برنامج القمر "أبولو".
وأوضح معلق المراقبة على البعثة روب نافيس أنّ "هنا مركبتك الفضائية الجديدة، أميركا"، واصفًا الرحلة بأنها الأكثر مثالية من أي وقت مضى.
وستبتعد المركبة التجريبية "أوريون" عن الأرض مسافة 5794 كيلومترًا، بما يزيد بمقدار 14 مرة عن المسافة التي تفصل المحطة الفضائية الدولية عن الأرض، وسيكون هبوطها، بعد تأدية مهمتها، في المحيط الهادئ، حيث تجهز "ناسا" طائرة من دون طيار، لالتقاط فيديو للمركبة مباشرة قبل الهبوط في المحيط.
واحتاجت "ناسا" لإرسال "أوريون" على هذا الارتفاع حتى تضع الطاقم وسط الدخول السريع والناري، واعتبرت أن أهم جزء في الرحلة هو اختبار أكبر درع حراري للبقاء على قيد الحياة، قبل انطلاق الرحلات البشرية إلى الفضاء.
ومن جانبه، أبرز مدير "ناسا" تشارلز بولدن أنَّ "اختبار طيران أوريون يعد خطوة كبيرة بالنسبة لناسا، وجزء هام من عملنا الريادي الفضائي أثناء رحلتنا إلى المريخ، كما أن الفريق قام بعمل هائل في طريق معرفة البيئة الحقيقية التي سوف يكتشفها الجنس البشري في الأعوام المقبلة".
وتمَّ نشر ثلاثة من خمسة أكياس هواء منتشرة بطريقة صحيحة، ما يكفي الحفاظ على الكبسولة عائمة في وضع مستقيم.
ويأمل المسؤلوون في عودة المركبة الفضائية مع حلول عيد الميلاد، وكانت البحرية الأميركية هناك مستعدة لانطلاق المركبة، وقامت جميع المظلات بوظائفها، ولكن تم انتشال اثنين فقط من ثمانية.
وذكرت الوكالة الفضائية بعض النتائج الإجابية، موضحة أن أجهزة الكمبيوتر لم تتأثر بالأشعاع العالي في الفضاء.
وأشار مدير برنامج "أويرون" مارك غيير، إلى "لقد دفعنا بالمركبة الفضائية لتعطينا البيانات الحقيقية التي يمكن استخدامها لتحسين التصميم والمضي قدمًا، وفي الأسابيع والأشهر المقبلة، سوف نلقي نظرة على تلك المعلومات، التي لا تقدر بثمن، ونطبق الدروس المستفادة لسفينة الفضاء المقبلة بالفعل".
وتم تأجيل الإطلاق الأول للمركبة الفضائية "أوريون"، بعد اكتشاف عطل فني، إضافة إلى سوء الأحوال الجوية، التي قد تعرقل الجهود المبذولة.
وسافرت "أوريون" عبر أحزمة الأرض"فان ألين"، التي تحمي الكوكب من الجسيمات المشحونة، حيث يؤكد العلماء أن هذا سوف يظهر مدى تسامح المعدات مع مثل هذه الإشعاعات طوال الرحلة إلى كوكب المريخ.
وبعد ثلاث دقائق من الأنطلاق، كانت المركبة الفضائية تسير بالفعل على خمسة أضعاف سرعة الصوت، ولكنها في نهاية المطاف سوف تكون أسرع من ذلك بكثير.
ويجري تطوير المركبة "أوريون"، والصواريخ الأقوى في العالم، وسط نظام الإطلاق الفضائي، قبل عامي 2018 و2019.
وزودت المركبة الفضائية بـ1200 جهاز استشعار لقياس كل شيء بداية من الحرارة إلى اهتزاز الإشعاع، وقبل الإطلاق، كشف غيير "نحن في طريقنا لاختبار أخطر أجزاء هذه المهمة، حيث نطير إلى الفضاء السحيق لاختبار تأثير الإشعاع على الأنظمة".
يذكر أنَّ أقرب رحلة سوف تنقل الركاب قد تكون في عام 2021، وقد أكد نائب المدير المساعد لتنمية أنظمة الاستكشاف بيل هيل، أنَّ "هذه ليست سوى البداية لسلسلة طويلة من بعثات الاستكشاف إلى أبعد مدار حول الأرض، وفي غضون أعوام قليلة سوف يتم إرسال رواد الفضاء إلى أماكن لم يرها الجنس البشري".
أرسل تعليقك