لطالما تمَّ تصوير "الروبوتات" على أنها خدم ميكانيكيون متواضعون في أفلام الخيال العلمي، إلا أن الخبراء يعتقدون أنهم يمكن أن يصبحوا أصدقاءنا، بل حتى أنهم يقدمون لنا الصحبة الممتعة. وقال كانام هاياشي، والد روبرت "بيببير" الشهير، إنه طور جهازا جديدا، مستوحى من "R2-D2" الروبوت الودود الذي ظهر في أفلام "حرب النجوم". ووفقا لصحيفة "ديلي ميل"البريطانية، يعتقد هاياشي أن الروبرت يمكن أن يقضي على عزلة ووحدة كبار السن ويشعرهم بالود والمحبة.
و لفترة طويلة، حاول العلماء اليابانيون صناعة آلات تشبه الإنسان ولكنها أصابت الناس بالخوف.
ووفقا لهاياشي، فإن الروبوت الجديد لن يشبه الإنسان ولن يكون قادرا على التحدث. وقال لصحيفة " فاينانشال تايمز" : "إذا سألت ما إذا كنت تريد R2-D2 يتحدث مثل الروبوت C-3PO، فإن 80 % من الناس سيقولون إنهم يحبون الروبوت غير الناطق". وأضاف:" نريد تصميم روبوت قادر على التواصل على مستوى اللاوعي، وهذا المفهوم سيكون مشابه لروبوت حرب النجوم (R2-D2) أو روبوت (بي بي 8)، الذي ظهر في أحدث هذا المجموعة من الأفلام، وهو لا يتكلم ولكنه يستطيع التواصل مع البشر، إذ أن الاتصالات يمكن أن تكون على مستوى اللاوعي بدلا الحديث".
وحسب الصحيفة، فإنه من المتوقع أن يتوافر الروبوت الجديد في السوق عام 2019، فإن الروبوت الجديد، مثل خلفه "بيببير"، سيكون في حاجة إلى قراءة الإشارات الاجتماعية الشفهية عن طريق مسح الوجوه البشرية والاستماع الى تسلسل الأصوات لديهم.
فـ"بيببير"، يتعامل مع البيانات من خلال معاملات خوارزمية لحساب الحالة النفسية للشخص ويتعلم إرضاءه، ولكن هاياشي قال إنه لم يكن يحتاج أن يكون ذكيا بما فيه الكفاية لفهم المشاعر الإنسانية بعمق أو أن تكون مصممة لتبدو وكأنها أشبه بالإنسان.
ويعتبر "بيببير"، الذي صنعته أكبر شركة هواتف محمولة في اليابان (سوفت بانك)، وصمم ليكون عضوا في الأسرة، أول روبروت "بأسعار معقولة"، بتكلفة 198 ألف ين ياباني أي ما يعادل 1.130 استرليني أو 1.900 دولار.
من خلال قضاء الوقت مع الإنسان ومعرفة ما يحلو له، يمكن للروبوت أن تجعل شخصا ما يشعر كما لو أنه مقبول ومفهوم، حتى لو كان الجهاز لا يشبه الإنسان. ويستكشف العديد من العلماء حاليا ما إذا كانت الروبوتات يمكن أن تساعد في رعاية السكان المعزولين.
ومن المتوقع أن ترتفع أهمية هذه الآلات ذات الإمكانيات الذكية مع ارتفاع نسبة الشيخوخة اليابان في السنوات المقبلة. وتستخدم الروبوتات بالفعل للاطمئنان على كبار السن ومراقبة صحتهم وسلامتهم، ولكنها قد تلعب أيضا دورا في الحد من مشاعر الوحدة والعزلة.
وفي الآونة الأخيرة، صمم العلماء آلات اجتماعية للتواصل مع الكبار على نحو متزايد بحيث تتفاعل بطريقة أكثر إنسانية. و يجادلون حاليا بأن هذه الآلات تجعل من السهل بالنسبة للبشر العمل مع الآلات، وأن مرافقتهم يمكن أن تحسن نوعية الإنسان في الحياة.
واعترف خبير الروبوتات في جامعة هاكوداته للمستقبليات هيتوشي ماتسوبارا، بأن الصحبة الإنسانية أفضل من الروبوت، ولكن الرفيق الروبوتي يمكن أن يكون مفيدا وسهلا. وقال لـموقع"بوب ساكي" :"نحن نفهم أن الروبوتات هي آلات، ولكن يمكننا تحقيق الانسجام بين الاثنين (الروبوت والإنسان).
ويشاركه في رأيه آخرون مثل أستاذ تكيف الأنظمة الآلية في جامعة أوساكا مينورو آسادا، الذي صمم روبوت ذا وجه طفل يدعى "اففيتتو". وقال إنه مهتم بكيفية استخدام الناس الأشكال الشفهية (غير الناطقة) من الاتصالات لتشكيل العلاقة مع بعضها البعض، ويعتقد أن فهم ذلك أكثر من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من العلاقات "الطبيعية" بين الإنسان والروبوت.
وطور الأستاذ آسادا تقنية جديد لمسح المخ، تتيح له تتبع الروابط العاطفية التي تتشكل بين الأم والطفل في الوقت الحقيقي، وتنطوي على وضع كلا المشاركين في الجهاز، وتبين لكل منهما تعابير الوجه الآخر على شاشة الكمبيوتر، على أمل معرفة ما إذا كانت الموجات الدماغية للزوجين متزامنة أم لا.
وقال: إن "هذه الأنواع من النتائج يمكن أن تكون مفيدة جدا بالنسبة لنا في تصميم الروبوت كي يمكنه من التعاطف الاصطناعي"، موضحا أن هذه المعلومات يمكن أن تساعد الروبوت على كيفية التفاعل مع الإنسان، وإذا حدث هذا، فإن الروبوتات ستجعلهم متميزين على نحو فعال في التعاطف.
وصمم إيشوريا روبوت"جيمينود" بالحجم الطبيعي الإناث الروبوت، والتي تكلف 110 ألف دولار أو 68. 671 استرلينيا. وقالت إنها ترتدي ملابس إنسانية ولها شعر ورموش وتتحرك بشكل طبيعي.
أرسل تعليقك