تقنية جديدة تساعد في التعرف على الميول الجنسية للأشخاص
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

مع مخاوف من انتهاك الخصوصية أو الإساءة العنصرية

تقنية جديدة تساعد في التعرف على الميول الجنسية للأشخاص

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - تقنية جديدة تساعد في التعرف على الميول الجنسية للأشخاص

تقنية تساعد في التعرف على الميول الجنسية للأشخاص
واشنطن - العرب اليوم

تحتوي الوجوه على الكثير من المعلومات عن التوجه الجنسي للأشخاص لا يمكن للدماغ البشري تحليلها، ولم يعد الأمر يقتصر فقط على تقنية التعرف إلى الوجه التي تُزرع في كاميرات المراقبة في الشوارع والأماكن العامة وتنتهك حق الناس في الخصوصية، فخلال الأعوام المقبلة سننتقل إلى مستويات أعلى من الانتهاك الفاضح لحريتنا وخصوصيتنا من خلال تقنيات قراءة الوجوه، التي ستشمل إحداها ذكاء اصطناعيًا قادرًا على تحديد ميولنا الجنسية من وجوهنا، وتحديدًا التعرف على المثليين جنسيًا من ذكور وإناث، إذ قام الباحثان في جامعة "ستانفورد"، ميشال كوسينسكي وييلون وانغ منذ أشهر بإثبات أن الرؤية الحاسوبية يمكنها تحديد التوجه الجنسي من خلال تحليل وجوه الناس، ما أثار أسئلة كثيرة عن الأصول البيولوجية للتوجه الجنسي، وأخلاقيات تكنولوجيا الكشف عن الوجه وتحليله، وإمكانية هذا النوع من البرمجيات انتهاك خصوصية الناس أو إساءة استخدامها لأغراض تمييزية ضد المثليين والمثليات.

ويقول الباحثان في دراستهما إن الوجوه تحتوي على الكثير من المعلومات عن التوجه الجنسي للأشخاص لا يمكن للدماغ البشري تحليلها أو إدراكها، إلا أن الآلة، وتحديدًا خوارزميات الذكاء الاصطناعي القائمة على شبكات التعلم العميق، يمكنها استخراج ميزات محددة موجودة في الوجوه وتحليلها لمعرفة الميول الجنسية للأشخاص، أجرى الباحثان اختبارات على أكثر من 35 ألف صورة للوجوه حصلوا عليها من موقع للمواعدة على الانترنت، بعد استخراج الميزات تم إدخالها إلى برنامج يهدف إلى تصنيف التوجه الجنسي، بالنظر إلى صورة واحدة للوجه، يمكن للخوارزميات أن تميّز بشكل صحيح بين الرجال المثليين والرجال غير المثليين في 81% من الحالات، وبنسبة 74% عند النساء، في حين أن الدماغ البشري نجح فقط في التمييز بين المثليين وغير المثليين بنسبة 61% لدى الرجال و54% لدى النساء، لكن عند تزويد الخوارزميات بخمس صور لوجه كل شخص ترتفع الدقة إلى 91% عند الرجال و81% عند النساء، ويمكن للخوارزميات أن تميّز بشكل صحيح بين الرجال المثليين وغير المثليين في81% من الحالات.

تشمل ميزات الوجه التي تستخدمها الخوارزميات موضوع الدراسة ميزات ثابتة مثل شكل الأنف وميزات عابرة مثل نمط التبرج، قد حددت البيانات اتجاهات معينة مثل أن الرجال مثليي الجنس لديهم فكوك أضيق، وأنوف أطول وجبين أكبر من الرجال غير المثليين، وأن النساء المثليات لديهن فكين أكبر وجبين أصغر بالمقارنة مع النساء غير المثليات، وبالتماشي مع نظرية هرمون ما قبل الولادة للتوجه الجنسي، فإن المثليين، نساء ورجالًا، يميلون إلى أن يكون لديهم شكل وجه وتعابير وأساليب استمالة مغايرة غير نموذجية من ناحية جنسهم، وفق الدراسة، ما يستنتجه الباحثان هو أن "هذه النتائج تعزز فهمنا لأصول الميل الجنسي" وتحديدًا نظرية أن التوجه الجنسي تحدده هرمونات معينة قبل الولادة، وهذا يعني أن الناس يولدون مثليين ولا يختارون ان يكونوا مثليين، كما أن انخفاض نسبة دقة الخوارزميات عند النساء تدعم فكرة أن الميل الجنسي للمرأة أكثر مرونة، ويضيف الباحثان أنه "نظرًا لأن الشركات والحكومات تستخدم بشكل متزايد خوارزميات رؤية الكمبيوتر للكشف عن سمات الناس الحميمة، فإن النتائج التي توصلنا إليها تشكل تهديدًا لخصوصية وسلامة المثليين من الرجال والنساء".

وفي حديث لمجلة "The Economist" يقول الباحث ميشال كوسينسكي إنه أجرى البحث كإثبات، وتحذير لصناع القرار من قوة الرؤية الحاسوبية التي ستؤدي الى المزيد من انتهاك الخصوصيات الذي لا مفر منه، معتبرًا أن المخاطر يجب أن تكون مفهومة، ففي دول كثيرة لا تتقبل المثليين وتعتبرهم غير قانونيين قد تشكل هذه الخوارزمية تهديدًا خطرًا لسلامة المجتمع المثلي المتواجد هناك، ويؤكد كوسينسكي أنه لم يخترع تقنية جديدة انما جمع برمجيات موجودة مع بيانات متاحة بسهولة لأي شخص لديه اتصال بـ"الإنترنت".

كذلك تلفت الدراسة إلى أنّ ما بدأ كتحديد للميول الجنسية يمكن بسهولة أن يتطور لتحديد سمات أخرى، فهذه الخوارزميات يمكن أن تستخدم لاحقًا لاستكشاف الروابط بين ملامح الوجه والآراء السياسية، والظروف النفسية أو الشخصية، وتعلّق صحيفة "The Guardian" على الأمر بأن هذا النوع من البحوث يثير المزيد من المخاوف بشأن إمكانية حدوث سيناريوهات مثل فيلم الخيال العلمي Minority Report، حيث يمكن أن يتم القبض على الناس على أساس التنبؤ بأنهم سوف يرتكبون جريمة، فيما يقول بريان براكين، الرئيس التنفيذي لشركة Kairos للتعرف على الوجوه أنه يمكن للذكاء الاصطناعي عند تزويده بالبيانات الكافية أن يعرف أي شيء عن أي شخص، لكن السؤال هو كمجتمع، هل نريد أن نعرف؟.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقنية جديدة تساعد في التعرف على الميول الجنسية للأشخاص تقنية جديدة تساعد في التعرف على الميول الجنسية للأشخاص



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 08:26 2021 الثلاثاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الغنوشي يدعو الرئيس التونسي للالتزام بالدستور الذي أقسم عليه

GMT 18:53 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز موديلات الـ"جمبسوت" موضة خريف 2020 تعرّفي عليها

GMT 15:12 2014 الإثنين ,24 شباط / فبراير

أميركي في الـ 101 من العمر يترشح إلى الكونغرس

GMT 14:05 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب يدّعي فوزه مُجددًا وأوباما يحذره بدعم "الرئيس المنتخب"

GMT 10:12 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الأشقر الخوخي يزيّن شعرك في صيف 2019

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر و مواصفات Huawei Y9 2019

GMT 03:46 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

أجمل موديلات فساتين سهرة بالترتر موضة خريف 2021

GMT 08:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

نبيلة عبيد تكشف عن أصعب شخصية جسدتها في السينما

GMT 10:28 2021 الأحد ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

درة زروق تخطف الأنظار في افتتاح القاهرة السينمائي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia