لندن ـ كاتيا حداد
حل الهاتف الذكي محل الكثير من الأدوات الأخرى مثل الكاميرا والمفكرة وأجهزة التسجيل، وتحدّث مسؤول تحرير أخبار السيارات بموقع “ذي وايركاتر”، ريك بول، عن ضرورة لوجود جهاز “نظام التموضع العالمي” "المعروف اختصاراً باسم “جي بي إس”، في السيارة، مشيرًا إلى أنّه "بوجه عام، تعد التطبيقات الكبرى المعنية بالخرائط ممتازة، وتضم معلومات رائعة عن المرور، وإذا كنت في طريقي لجولة قصيرة حول المدينة، فإنني أتشبث دوماً بهاتفي الذكي، إلا أنه بالنسبة للرحلات الطويلة، تحمل السيارات المزودة بأجهزة “جي بي إس” بعض الميزات"
وأضاف بول أنّ "أحد الميزات الكبرى تتمّثل في أن أجهزة “جي بي إس” لا تعتمد على “وصلة بيانات” لرسم ملامح طريق، وإنما توجد بيانات الخرائط مخزنة بداخلها، على سبيل المثال، استخدمت هاتفي في التجول عبر منطقة ريفية في فيرمونت، ونظراً لأن التطبيق كان به بيانات الطريق الرئيس، فقد قادني إلى هناك بسهولة، إلا أنني عندما حاولت التحرك خارج الطريق، لم تكن لدي “وصلة بيانات”، وبالتالي وجدت نفسي في ورطة، هناك بعض البيانات التي تمكنك من تنزيل بيانات الطريق ومعلومات الخرائط، وبالتالي فاك لن تواجه أي مشكلة، لكن يتعين عليك التخطيط مسبقاً لذلك والتعرف على ما إذا كنت بحاجة لوجود جهاز “جي بي إس” دوماً معك".
وأشار بول إلى أنّه "في إطار الإرشادات التي قدمناها عبر موقعنا فيما يخص أجهزة “جي بي إس”، وقع اختيارنا على “جيرمين درايف 51 إل إم تي - إس” باعتباره الجهاز الأفضل بالنسبة لغالبية الأفراد، وتبلغ تكلفته قرابة 170 دولاراً، بطبيعة الحال، تبقى هناك أجهزة أخرى أقل تكلفة بنحو 100 دولار، وأعتقد أن هذا الجهاز يمثل فرصة ثمينة بالفعل، في الوقت ذاته، فإن امتلاك وحدة “جي بي إس” يجعل هاتفك متفرغاً لاستخدامات أخرى، مثل تشغيل ملفات موسيقية أو إجراء وتلقي اتصالا، علاوة على ذلك، فإن أحدث وحدات الـ”جي بي إس” الآن قادرة على الاضطلاع بمهام متنوعة يعجز عنها التطبيق الملاحي عبر الهاتف، على سبيل المثال، فإن بإمكان “جيرمين” الاتصال بكاميرا إضافية، كما يضم تقليديا كاميرا توضع على لوحة القيادة، يتمثل الغرض الرئيسي من وراء وجودها في الاحتفاظ بسجلات حال وقوع حادث، لكن بعض النماذج الجديدة من أجهزة “جي بي إس” بمقدورها أيضاً توفير بعض خدمات السلامة المتطورة، مثل التحذير من احتمالات وقوع صدام، والتنبيه عند الخروج عن الممرات المخصصة للسيارة، بل والقدرة على إرسال رسالة نصية تلقائياً حال وقوع حادث تصادم، في الواقع، لقد أصبحت هذه سمات من المتوقع توافرها في السيارات الجديدة، إلا أنه حتى الآن يبدو من العسير الوصول إلى مثل هذه التحديثات كإضافات للسيارات الأقدم، تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الوحدات المعتمدة على كاميرات لا تعمل بذات مستوى نظام غال مدمج يضم مجسات متعددة، ومع هذا، فإنها تبقى عناصر مفيدة بإمكانها المعاونة في التغلب على أخطار تشتت الانتباه أثناء القيادة".
وأفاد بول أنّه "من المؤكد أن تطبيقات الهاتف تتمتع بمستوى أفضل من المعلومات بشأن المرور عن أجهزة “جي بي إس”، وهذا أحد الأسباب التي دعتني إلى الاعتماد على هاتفي أثناء جولة قصيرة قمت بها حول المدينة، في الواقع، يوفر “غوغل مابس” مستوى رائعا من المعلومات حول المرور، وتحرص زوجتي على تفحص “غوغل مابس” أثناء اضطلاعي بالقيادة، وتتولى هي توجيهي بأن أتجه يمينا أو يساراً مع تحول اللون أمامها إلى الأحمر، وتوفر أجهزة “جي بي إس” تحذيرات بخصوص المرور، بجانب أن الكثير منها يرتبط حالياً بهاتف عبر خاصية الـ”بلوتوث” للتعرّف على “معلومات حية” عن المرور، لكنها مع ذلك لا ترقى لمستوى “غوغل” أو “ويز” على هذا الصعيد، كلما ارتفع مستوى جودة وحدات “جي بي إس”، جاءت الإرشادات التي تظهر على الشاشة أفضل، خاصة التداخلات الدقيقة، بجانب تميزها بتوجيهات صوتية أكثر دقة، وفي الوقت الذي توجهك معظم أنظمة الملاحة بقولها: “استدر إلى شارع كذا وكذا”، فإن “جيرمين” على سبيل المثال يقول: “استدر عند إشارة المرور” أو حتى “عند المبنى الأحمر”، وتساعد هذه التوجيهات الصوتية الواضحة في الوصول بسهولة إلى الوجهة المنشودة، خاصة عندما لا يكون من السهل رؤية الإشارات القائمة بالشوارع".
وختم بول أنّه "في الوقت الذي عقدنا مقارنة بين خصائص وتفاصيل أكثر من 100 نموذج، أجرينا اختبارات فعلية لقرابة 20 منها، وتجري معظم الاختبارات الحقيقية على امتداد أسابيع داخل سيارة ما، في الوقت الذي نستخدم الوحدات يومياً أثناء القيادة، في بعض الأحيان، كنت أضع أمامي ثلاث وحدات في ذات الوقت، تنتمي كل منها لاسم تجاري بارز لمقارنة أدائها ببعضها البعض في ظل الظروف ذاتها، والآن، أحرص على تسجيل مثل هذه الاختبارات بكاميرا “غروبرو GoPro”، بحيث يمكنني متابعة الطريق بصورة أفضل".
أرسل تعليقك