واشنطن - رولا عيسى
أقلعت طائرة توربينية من مطار صغير في ولاية فرجينيا، لم يكن لديها شيء ملحوظ من الخارج، ولكن داخل قمرة القيادة، في المقعد الأيمن، كان يتولى القيادة روبوت مزود بأنابيب معدنية وقضبان ليشكلا له ذراعين وساقين.
وهذه التجارب تأتي ضمن تعاون الحكومة وقطاع الصناعة، الذي يحاول استبدال الطيار البشري الثاني من طاقم الطائرة المؤلف من شخصين بروبوت يعمل كمساعد طيار حيث لا يصيبه التعب والإرهاق.
وتقوم وكالة أبحاث المشاريع المطورة (DARPA) التي تديرها شركة خاصة تسمى "أورورا لعلوم الطيران" بتمويل البرنامج المعروف باسم منظومة طاقم العمل الألى لقمرة القيادة (ALIAS)، وصرح مسؤولو وزارة الدفاع أن البرنامج الجديد يحد من عدد الطيارين الكبير المطلوب لقيادة الطائرات أو المروحيات؛ نظرًا إلى معاناة كل من الجيش وشركات الطيران من النقص في الطيارين المدربين، وفى السياق نفسه يعتبر يجعل هذا النظام القيادة أكثر أمانًا.
وتقوم فكرة المشروع على وجود روبوت يساعد الطيار البشري من خلال تولي القيام بالمهام الصعبة، مما يقلل من أعباء الطيار البشري - خاصة في حالات الطوارئ والمواقف الصعبة التي تحتاج إلى تفكير الاستراتيجي.
وأكد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أورورا جون لانغفورد، أن ذلك يزيد من التحكم الذاتي كما أنها مثال رائع لتعاون البشر والروبوتات في العمل معا بحيث يقوم كل منهم بالشيء الذي يجيده على نحو أفضل". "ولم تكن مشاركة أجهزة الحاسوب المعقدة جديدة في هذا الصدد.
جدير بالذكر أن مهام الطيارين تتركز في معظم الرحلات في دقائق معدودة أثناء الإقلاع والهبوط، وحتى هذه المهام الصعبة يمكن للطيار الألى القيام بها، ولكن ربوت المنظومة يقف على بعد خطوات من ذلك، فعلى سبيل المثال، تمكنه كاميرات التوجيه من رؤية حدود المهبط وكذلك الإشارات الحمراء، ويمكنه تحديد ما إذا كانت مفاتيح القيادة في وضع التشغيل أو الإيقاف، ويمكنه توجيها إلى الوضع المطلوب.
وأضاف لانغفورد أن الربوت يستطيع القيام بجميع المهام التي يقوم بها الطيار البشري، عدا النظر من النافذة، كما صرح المسؤولون عن المشروع بأن الربوت يعتبر أفضل من الإنسان البشري، في عدة نواحي، وذلك بتميزه بالإدراك السريع للأشياء كما أنه مزود بكم معرفي عالي كما يمكنه تنفيذ جميع حلول الطوارئ المطلوبة، وفقًا للمواقف المختلفة.
وأضاف إن هذا الأمر يشبه السفر مع مجموعة طيارين عباقرة، فربوت المنظومة مصمم ليكون جاهز للاستخدام في أي طائرة أو مروحية، حتى هذه التي تعود إلى 1950. ولكن الروبوت يواجه الكثير من العقبات قبل أن يصبح على استعداد للبدء استبدال الطيارين البشري. وأقلها هو أنه يتطلب عملية ضخمة لإعادة كتابة أنظمة السلامة التابعة لإدارة الطيران الفيدرالية. كما أن اقل التغيرات في لوائح أنظمة إدارة الطيران الفيدرالية قد تستغرق سنوات لإنجازها.
وأشار مدير الهندسة والسلامة في جمعية طياري الخطوط الجوية كيث هاجي إلى إن حالات التي حدث فيها إخفاق للأنظمة أثناء الرحلات انقدت فيها الأرواح بالجهود البطولية للطيارين، فعلى سبيل المثال في عام 2010، انفجر محرك طائرة "كانتاس" التي كانت تحمل 450 شخصا مما تسبب في حدوث كرة من الشظايا تضررت على إثرها معدات أنظمة الطائرات الحيوية. وقد استجاب نظام إدارة الطيران بسلسلة متعاقبة من رسائل الطوارئ، التي لم يكن لدى النظام الوقت الكافي للرد عليها.
ولكن لحسن الحظ كان على متنها خمسة طيارين ذوي الخبرة وكانت لديهم القدرة على الهبوط بالطائرة ولكن بعد أن ساءت الأحوال، وأضاف هاجى إن هناك حالات غير طبيعية يجب إن يتحلى فيها الطيار بالحكمة والخبرة التي تؤهله إلى اتخاذ القرارات الصعبة، وهذه القدرة لا يمتلكها الربوت.
أرسل تعليقك