كشفت صحيفة "الديلي ميل" عن مساحة الإعلان التي توفرها "غوغل" للشركات التي تبيع أدوية وهمية، والتي يتمكنوا من خلالها استهداف المستخدمين الذين يعانون من أمراض تهدد حياتهم، إذ تدفع الشركات لـ"غوغل" حتى تظهر إعلاناتها أولًا في عمليات بحث مثل "كيفية التغلب على السرطان"، ويقول الخبراء إن العديد من العلاجات الطبية التي يبيعها هؤلاء المعلنين ستضع المرضى في خطر شديد.
وتشمل الفئات الأخرى المستهدفة المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية ومشاكل الصحة العقلية، والشركات التي تبيع حبوب الحمية تدفع أيضًا محرك البحث بحيث تكون إعلاناتهم بارزة عندما تكتب بعض الفتيات عبارة: "فقدان الوزن"، وأضاف الخبراء أن المقرضون يدفعون قسطًا لاستهداف البريطانيين المحتاجين الذين يبحثون عن " قروض بدون ائتمان".
وجدير بالذكر أن "غوغل" تحقق أرباحًا ضخمة من خلال بيع مساحة الإعلان هذه استنادًا إلى عبارات البحث المحددة التي يستخدمها الأشخاص اليائسون، واتهمت الحملات الانتخابية الليلة الماضية "غوغل" بـ"تعريض أضعف أعضاء مجتمعنا، الذين يتشبثون بالحياة ويائسون من أجل الأمل"، ويأتي ذلك وسط غضب متزايد في روابط "غوغل" إلى المحتوى الخاطئ عبر الإنترنت.
وقد تم العثور على عملاق التكنولوجيا في السابق للاستفادة من خطاب الكراهية على موقع الفيديو على موقع "يوتيوب"، ويتعهد البيان المحافظ بوقف مواقع التواصل الاجتماعي لحماية الضعفاء وإعطاء الناس الثقة لاستخدام الإنترنت دون خوف من الإساءة أو الإجرام أو التعرض لمثل ذلك المحتوى المروع.
ويتم بيع مساحة الإعلان على محرك البحث عن طريق المزاد، حيث تظهر الشركات عروض أسعار أعلى نتائج البحث - ثم تدفع "غوغل" في كل مرة يتم فيها النقر على رابطها، واشترك مراسل "الديلي ميل" كمعلن محتمل مع غوغل، ووجد أن الموقع كان يبحث عن معلنين يستهدفون البريطانيين الذين يعانون من "الأوضاع الصحية والمخاوف"، بما في ذلك السرطان والاكتئاب واضطرابات الأكل والإيدز وفيروس نقص المناعة البشرية وفقدان البصر والخرف والسكري وانقطاع الطمث وعجز التعلم.
تقدم الشركات عرض أسعار بقيمة 1.30 جنيهًا إسترلينيًا لكل نقرة لمنتجاتها أو خدماتها لتظهر أولًا تحت عبارة البحث: "كيفية التغلب على السرطان"، وهذا يعني أن الإعلانات البارزة في إطار تلك النتائج تضمنت إحدى الشركات الهندية التي وعدت "بمحاربة السرطان بالأعشاب"، باستخدام المكملات الغذائية المصنوعة من الزنجبيل والتوت البري والصبار.
ولكن الخبراء يعتقدون أن العلاج يمكن أن يضر بالفعل المرضى، كما تدفع شركات الأدوية البديلة الأخرى نحو 2 جنيه إسترليني لكل نقرة لإعلاناتها لتظهر على عمليات البحث عن "العلاج الطبيعي للسرطان"، الإعلانات التي ظهرت لهذه العلاجات الموعودة دون العلاج الكيميائي في العيادات في المكسيك وألمانيا، كما تستفيد غوغل من عمليات البحث التي يقوم بها أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية، وتقوم تلك الشركات بعطاءات لدفع 83 جنيهًا لعملاق التكنولوجيا لكل نقرة تظهر إعلاناتهم عندما يبحث البريطانيون عن "علاج القلق".
وهذا يعني أن أعلى نتائج هذا البحث على غوغل هي إعلانات تحاول بيع العلاجات العشبية، وتابع الخبراء أن حبوب منع الحمل يمكن أن تكون خطيرة للغاية، حيث لا يوجد دليل على أنهم يعملون ومن ثم يمكنهم منع أو تأجيل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية في الحصول على المساعدة الطبية المناسبة.
ومن بين الإعلانات المدفوعة، إعلانات عن "فقدان الوزن للمراهقين، وحبوب منع الحمل وحبوب فقدان الوزن السريع"، ومن بين هؤلاء الذين تستهدفهم الإعلانات أولئك الذين يشعرون بالقلق بشأن فقدان الذاكرة والرجال الأكبر سنًا والمصابين بضعف الانتصاب.
ومن جانبه، أكد المرشح المحافظ لتوتنيس الدكتورة سارة ولاستون، المديرة العامة السابقة والرئيس السابق للجنة الصحة: "يجب أن تتحلي غوغل بالمسؤولية عن محتوى الإعلانات، لا سيما تلك التي تستهدف الضعفاء من الناس"، وذكر أحد الأطباء الصيادلة الدكتور سلطان دجاني، المتحدث باسم الجمعية الصيدلانية الملكية: "كان من المفترض أن تكون تكنولوجيا المعلومات أداة لتمكين المعلومات، ولكن هنا يتم استخدامها لإقناع أضعف أعضاء مجتمعنا، أولئك الذين يتشبثون بالحياة والأمل"، مضيفًا أن "غوغل" يجب أن يكون لديها واجب أخلاقي لاتخاذ نهج أكثر مهنية وأخلاقية ومسؤول، ويجب أن توقف من يقوموا بالاستفادة من بؤس الآخرين.
وأوضحت الوزيرة السابقة، بارونيس ألتمان، وهي مناضلة مالية: "يبدو حقًا مخيبًا للآمال أن شركة مثل غوغل تريد أن تستفيد من الترويج لتلك القروض الباهظة التكلفة للأشخاص المحتملين المعرضين للخطر"، وواجهت غوغل انتقادات بسبب ارتباطها بتلك المحتويات الخطير عبر الإنترنت، بعد الفظائع التي حدثت في وستمنستر في مارس، كشفت صحيفة ميل أن الأدلة الجهادية لشن هجوم سيارة إرهابية يمكن العثور عليها في ثوان باستخدام محرك البحث.
وبعد الاتصال بـ"الديلي ميل"، أزالت غوغل إعلانات الطب البديل التي وجدناها والتي تستهدف الأشخاص المصابين بالسرطان وفيروس العوز المناعي البشري، والنساء اللواتي يمرن سن اليأس والمراهقين الذين يبحثون عن حبوب إنقاص الوزن، ولكن الإعلانات الأخرى التي تم الإبلاغ عنها بواسطة الصحيفة - بما في ذلك تلك التي تستهدف الأشخاص الذين يعانون من القلق وفقدان الذاكرة - بقيت على "غوغل"، حيث لم يتم اعتبارها تخالف سياسات الشركة.
من ناحية أخرى، أعلنت "غوغل" أن لديها قواعد صارمة لمعلني الرعاية الصحية الذين يحظرون ادعاءات كاذبة، كما تتم إزالة أي إعلانات يم اكتشافها مخالفة هذه السياسات، مضيفة أنها تستخدم شركة طرف ثالث لمراقبة نتائج الإعلان وحظرت الإعلانات من شركات القروض التي تتطلب السداد في غضون 60 يومًا.
وواصل متحدث عن الشركة: "لدينا مجموعة من السياسات الصارمة التي تحكم الإعلانات التي نسمح بها على غوغل"، متابعًا أننا "لا نسمح بالإعلانات التي تروج لادعائات صحية كاذبة أو مضللة وسنتخذ إجراءً سريعًا عندما نكتشف الإعلانات التي تخالف سياساتنا."
أرسل تعليقك