عمليات البحث في غوغل عن الصور تكشف عن تحيّز وتمييز عنصري
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

ليست واقعية ولا تنفّذ ما يطنبه الباحث حسابيًا فقط

عمليات البحث في "غوغل" عن الصور تكشف عن تحيّز وتمييز عنصري

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - عمليات البحث في "غوغل" عن الصور تكشف عن تحيّز وتمييز عنصري

نتائج عمليات البحث على صورة "تسريحات الشعر غير المهنية للعمل" "على اليسار" و"تسريحات الشعر المهنية للعمل" "على اليمين"
لندن - كاتيا حداد

اكتشفت باحثة ماجستير في إدارة الأعمال تدعى روزالينا، أخيرا", أمرا مزعجا عندما قمت بالبحث في جملة "تسريحات شعر غير مهنية للعمل" في الصور، فأظهرت النتائج صورا لنساء ذوات بشرة سوداء بشعر طبيعي، في حين أنه إذا ما غيرت كلمة "مهنية" ظهرت صورا لنساء ذوات بشرة بيضاء وشعر مهندم. وغالبا ما كانت قصات شعرهم لا تختلف إلى حد كبير عن نظرائهن ذوات البشرة الداكنة، فالاختلاف فقط في نوع الشعر والجلد.

وحسب صحيفة "جارديان"، فإن روزاليتا كتبت منذ ذلك الحين آلاف التغريدات، أكثر من 6200 تغريدة خلال أول 24 ساعة، إذ أن اكتشافها أثار النقاش حول التحيز العنصري الضمني ضد السود في مكان العمل.ويبدو أنه من الصعب على روزالينا تذكر أي مرة بحثت فيها على "صور جوجل" بكلمة أو بعبارة وظهرت لي صورة على الفور، فوفقا لرئيس مجلس الإدارة التنفيذي لجوجل اريك شميت، تم تقديم خدمة "صور جوجل" منذ عام 2000.

وحاليا، فإن صور "جوجل" هي جزء طائش عمليا من الطريقة التي نستخدم شبكة الإنترنت، فهي تقدم لنا على الفور معرضا كبيرا من الصور ذات الصلة على  كلمة واحدة أو عبارة، كما أنه يقدم المزيد من الاقتراحات. فإذا كنت تبحث في الصور عن كلمة "فطيرة" ، ستظهر لك الحلويات الكلاسيكية على حد سواء كليا وشرائح، وكذلك بعض المجموعات الفرعية المتاحة فلقد تصورنا دائما أن محركات البحث غامضة لكنها محايدة، تطيع فقط إرادتنا ومنطقية المعلومات، لكن الحقيقة أنها تعكس الكثير من التحيز والعنصرية بناء على ما ندخله إليها من معلومات. 

عمليات البحث في غوغل عن الصور تكشف عن تحيّز وتمييز عنصري

 فعلى المستوى الأساسي، فإن صور "جوجل" تكتشف في المقام الأول من أو ما هو مبين في الصورة من خلال الحكم على النص والتسميات التي تحيط بها،بل حتى أن بعض التحليلات البدائية للصور مثل البحث عن كلمة "المناظر الطبيعية" ينطبق عليها نفس الفكرة

وفي حالة النقاش حول "تسريحات الشعر"، فإن صور "جوجل" يبدو أنها اعتمدت على صور نساء ذوات بشرة سوداء ولديهن تسريحات شعر "غير مهنية" من المدونات والمقالات و موقع Pinterest. وكثير من هؤلاء الملونين يناقشون صراحة ويحتجون ضد المواقف العنصرية على الشعر. صورة واحدة قادتني إلي بوست ينتقد حظر جامعة هامبتون لتسريحات الشعر على شكل ضفائر، كما ارتبطت صورة أخرى ببوست يحتفل بالشعر الطبيعي، والضغط "مثير للسخرية" لفرد الشعر في المكتب. كما قادت صورة أخرى إلى رفض فكرة  تجعيد الشعر الطبيعي في بعض الأخبار.

وفي نهاية المطاف بدا مشهد هذه الصور متحيزا" وليس مجرد انعكاس لعمليات حسابية خوارزمية، وهو ما يثير التساؤل عن كيفية تصنيف الصور على "جوجل". فعلى سبيل المثال، إذا ما بحثت عن كلمة "رجل"، ستحصل على غالبية الصور من الرجال البيض من مختلف الأعمار، أما إذا بحثت عن كلمة "امرأة" فستكون الأغلبية الساحقة من الصور في فئة النساء الشباب ذوات البشرة البيضاء.وبالنظر إلى أن الغالبية العظمى من سكان العالم من غير البيض، فنحن نرى في هذه الصور التحيزات الغربية التي تركز على العرق والجنس والمعتقدات والمعايير الثقافية للجمال،  وتهمين على الطريقة ذاتها التي تعمل بها شبكة الإنترنت، وتنقل بها لنا القصص الإنسانية.

فالقواعد الحسابية (الخوارزمية) لا يعني أن تكون إمبريالية، بطبيعة الحال، فهو يفعل ما يراد له أن يؤديه من عكس للمحتوى المتوفرة لديه، وبهذا يتضح  الحلم أن تكون شبكة الإنترنت "مكانا" للمساواة المعلوماتية" مجرد خيال غير حقيقي. واقترحت باحثة الماجستير، "حلا" لهذه المشكلة عن طريق وضع علامات وإعطاء الأولوية للصور بشكل مختلف، فلابد لـ"جوجل" تحديد تعريفا واضحا لكلمة "بحث" كمفهوم رقمي، وإذا ما كانت مجرد عكس وتعزيز لما يشعر مستخدمه، ويعتقده ويريده ؟ أم أنها لتبين لنا صورة كاملة عن العالم وكل الأشياء الواردة فيه كما هي في الواقع؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمليات البحث في غوغل عن الصور تكشف عن تحيّز وتمييز عنصري عمليات البحث في غوغل عن الصور تكشف عن تحيّز وتمييز عنصري



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia