النساء لسن أقل إقدامًا على المخاطر من الرجال
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

النساء لسن أقل إقدامًا على المخاطر من الرجال

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - النساء لسن أقل إقدامًا على المخاطر من الرجال

المنامة ـ بنا

بوندسبانك الذي يبدو عليه أنه محافظ وذو جو خانق، ليس هو المصدر البدهي للأفكار الثاقبة بخصوص دور المرأة في التمويل والاستثمار. لكن المصرف المركزي الألماني ليس لديه فقط امرأة في منصب نائب الرئيس ـــ سابين لاوتنشليجر التي تعد من بين أكبر المسؤولين النقديين في العالم من غير جنس الرجال ـــ بل تتصدر أيضا الأبحاث التي تدرس أثر الاختلافات بين الجنسين. واشتمل آخر بحث لبوندسبانك حول هذا الموضوع، نشر في الشهر الماضي، على قنبلة باستنتاجه أن الجنس (الذكورة والأنوثة) مؤشر رديء للاستدلال على الاستعداد للاستثمار في الموجودات الخطرة. وتناولت الدراسة أسرا في النمسا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا. ومع أن التوصل إلى استنتاجات بخصوص السلوك المحتمل لكبار المحترفين في صناعة المال يعتبر قفزة كبيرة، إلا أن البحث الذي نشره بوندسبانك يتحدى الفكرة الشائعة، التي مفادها أن النظام المالي العالمي سيكون أقرب إلى الأمان لو تولت إدارته النساء ـــ الأقل تمثيلا في هذه المؤسسات ـــ بدلاً من الرجال المشحونين بالنشاط بسبب التستوسترون (الهرمون الذكري)، وأن مصرف ليمان براذرز (بنك الأخوين ليمان) لم يكن لينهار لو كان اسمه ليمان سِسترز (بنك الأختين ليمان). وكما يعترف مؤلفو البحث، فإن الدراسات الأكاديمية السابقة وجدت اختلافات لا يستهان بها بين الجنسين، وأشارت إلى أن النساء أقل ميلاً للدخول في مخاطر مالية من الرجال. لكنهم يلاحظون كذلك أن "عدداً متزايداً من الدراسات تضع الأبحاث السابقة في منظور معين، أو ترفضها جملة وتفصيلاً". لكن دراسة منفصلة لبوندسبانك نشرت في السنة الماضية، ذهبت أبعد حتى من ذلك، حين توصلت بصورة مثيرة للجدل إلى أن تغييرات مجلس الإدارة التي ينتج منها ارتفاع نسبة التنفيذيات المصرفيات "تؤدي إلى مزيد من السلوكيات الخطرة في الأعمال". والمواقف تجاه اتخاذ المخاطر تعتمد على عدد من العوامل، بما في ذلك السياق الاجتماعي والخلفية الاجتماعية ـــ فالنساء اللواتي حصلن على ترقية جديدة للدخول في عضوية مجلس الإدارة ربما يشعرن بالضغط للتفوق على الزملاء الرجال، مثلا. والبلد الذي وجد فيه باحثو المصرف أدلة أكبر ـــ وإن لم تكن أدلة قاطعة ـــ على أن الجنس يلعب دوراً في الموقف تجاه المخاطر هو إيطاليا، حيث التباين بين الجنسين يعتبر أعلى مما في كثير من البلدان الأوروبية الأخرى. لكن لعل الأمر الأهم من الجنس هو عمر المستثمرين، أو مديري الاستثمار. ففي دراسة للجمهور الألماني، استشهد بها بحث المصرف، تبين أن النزوع إلى المخاطر لدى الرجال يهبط بصورة ثابتة مع التقدم في السن. وبين النساء كانت أقوى حالات الهبوط في النزوع إلى المخاطر بين أواخر العقد الثاني من العمر والثلاثينيات. وهذه النتائج تبدو معقولة؛ إذ يعلم الجميع مدى حماسة الشباب واندفاعهم. فهل لديك الاستعداد لأن تأتمن شخصاً دون الـ30 على مدخرات حياتك؟ وفي استبيان أجراه في السنة الماضية "إنفيست كومباني إنستتيوت"، الذي يمثل صناعة الصناديق المشتركة في الولايات المتحدة، تبين أن درجة تحمل المخاطر بين الأسر التي يكون على رأسها مستثمرون دون الـ35 عادت إلى مستويات شوهدت للمرة الأخيرة قبل انهيار ليمان براذرز في أواخر عام 2008. وهذا يبدو متناسبا مع النمط المقبول. لكن من غير الواضح ما الذي يمكن بالضبط أن نخرج به من هذه الدراسات، فهل أخفق المستثمرون الأمريكيون في تقدير مضامين الأزمة بالنسبة لمستقبل التمويل الغربي؟ أم أنهم كانوا ببساطة أسرع ممن هم أكبر منهم سناً في استنتاج (على نحو لم يكن في غير محله) أن المستويات الحالية لعوامل اللبس العالمي هي "المعيار الطبيعي الجديد؟". وحين يتعلق الأمر بمديري الاستثمار المحترفين، ربما لا يكون الجنس أو العمر بحد ذاتهما هما أهم العوامل التي تؤثر في السلوك، وإنما العصر الذي تعلموا فيه أصول مهنتهم. والذين دخلوا قطاع المال في أواخر التسعينيات، أو في القسم الأول من العقد الماضي ربما يكون الواحد منهم أكثر ميلاً للاعتقاد بأن أحدث اندفاع صعودي للأسهم هو نقطة البداية للمرحلة الطويلة المقبلة من انتعاش الأسواق. ويشكو المخضرمون في الحي المالي في لندن من أن الذين انضموا إلى القطاع خلال السنوات الخمس الماضية لم يشهدوا إلا ظروف التداول التي كان فيها التغير في النشاط الاستثماري يتم استجابة للأنماط الاقتصادية العالمية، والتي سحرت الأسواق وأذهلتها بفعل المخاطر في الاقتصاد الكلي وليس بسبب الأساسيات الاقتصادية. لكن ما هو موضع أخذ ورد هو أنه مهما بلغت أهمية الدراسات وفائدتها التي تتناول الاختلاف بين الجنسين، إلا أن دراسة أثر الخلفية الأكاديمية على اتخاذ المخاطر والأداء الاستثماري لا تقل متعة وأهمية. ويلام علماء الرياضيات والفيزيائيون على تشجيعهم المنتجات المالية التي تبين أنها منتجات سامة ـــ لكنهم على الأقل يفهمون الأنظمة غير المستقرة ونظرية الاحتمالات ومفاهيم اللبس غير القابل للحساب. كما أن علماء الأنثربولوجيا الاجتماعية وعلماء السلوك على علم بالسلوك غير المنطقي أو سلوك القطيع. ويفهم علماء الدين جوانب الضعف والتباين في الطبيعة البشرية. وإحدى ضحايا الأزمة هي مكانة الاقتصاديين، الذين اعتمدوا بصورة تفوق الحد على افتراضات السلوك العقلاني، وتجاهلوا مخاطر عدم الاستقرار المالي، أو ظنوا أن الدورات الاقتصادية المتمثلة في الطفرة والانهيار فقدت عنفوانها ووحشيتها. ولعل المؤرخين، سواء من الرجال أو النساء، أقل احتمالاً في افتراض أن جداول برنامج إكسل للبيانات المالية على مدى الأعوام الـ30 الماضية تعطي دليلاً جيداً على المسار المستقبلي، وأنهم أقدر الناس على وضع أزمات الأسواق المالية خلال السنوات الست الماضية في سياقها الصحيح.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النساء لسن أقل إقدامًا على المخاطر من الرجال النساء لسن أقل إقدامًا على المخاطر من الرجال



GMT 23:56 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

نصائح وخطوات تطويل الأظافر القصيرة جدا

GMT 23:54 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

أفضل غسول للوجه حسب نوع البشرة

GMT 23:51 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

أفضل تونر طبيعي قابض للمسام للبشرة الدهنية

GMT 23:49 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

أطعمة مفيدة وصحية لبشرتك في الشتاء

GMT 23:47 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

خلطات ديتوكس طبيعية تعيد للبشرة تألقها

GMT 23:45 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الطريقة الصحيحة لتطبيق كريم العينين

GMT 23:40 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

"الماسكرا" أحد أهم المستحضرات التي تؤثر في مكياج عينيك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia