الشؤون الإسلامية في الشورى ترفض توصية زواج القاصرات
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

" الشؤون الإسلامية في الشورى" ترفض توصية زواج القاصرات

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - " الشؤون الإسلامية في الشورى" ترفض توصية زواج القاصرات

مجلس الشورى
الرياض - العرب اليوم

كشفت مصادر رفض لجنة الشؤون الإسلامية في مجلس الشورى تبني توصية تنظيم زواج القاصرات المقدمة على تقريرها بشأن التقرير السنوي لوزارة العدل، وبررت اللجنة رفضها للتوصية بحجة "أن هذا الموضوع من اختصاص هيئة كبار العلماء ومطروح أمامهم وبصدد إصدار قرار بشأنه".

وأكدت المصادر أن مقدمي التوصية الدكتورة موضي الخلف، والدكتورة لطيفة الشعلان، والدكتورة نورة المساعد، والدكتور عيسى الغيث، والدكتورة فوزية أبا الخيل متمسكون بالتوصية المقدمة وسيطرحونها أمام المجلس في إحدى جلساته القادمة لإخضاعها لتصويت الأعضاء.

وبيّنت عضو المجلس وأحد مقدمي التوصية الدكتورة موضي الخلف أن مقترح تنظيم زواج القاصرات قُدم كتوصية وليس كمشروع وفق المادة 23 من نظام المجلس، لأنه لا يوجد لدينا قانون للأحوال الشخصية كبقية الدول، وفي ظل هذا الفراغ التشريعي لا يمكن تقديم موضوع زواج القاصرات إلا كتوصية، لاسيما أن العمل في وزارة العدل مبني على لائحة مأذوني عقود الأنكحة وتعاميم بتعليمات صادرة من وزارة العدل (أي أنها أمور تنفيذية).

وأكدت الخلف أن اعتذار لجنة الشؤون الإسلامية في المجلس عن تبني التوصية بحجة أن الموضوع من اختصاص هيئة كبار العلماء ومطروح أمامهم وبصدد إصدار قرار هو اعتذار يصادر دور مجلس الشورى كجهاز استشاري وكجهة مسؤولة عن رفع اقتراحاتها للملك والنابعة من حاجات المجتمع الآنية، موضحة أن وجود بعد شرعي للتوصية لا يمنع من تناوله في المجلس إطلاقاً، فهو ليس من الأمور العقدية أو التعبدية، بل هو من شؤون الحياة الخاضعة للمتغيرات ومسألة دنيوية وسياسة شرعية للمصلحة العامة وليست مسألة دينية محضة حتى تحال لجهة الفتوى (فمثلها مثل منع الزواج دون كشف طبي مثلاً)، ولا ننسى قوله صلى الله عليه وسلم "أنتم أعلم بأمر دنياكم"، لافتة إلى أن الكثير من أنظمة الدول الإسلامية وبناء على المصلحة الراجحة تقيّد سن الزواج بسن معين، مثل قوانين بعض الدول الخليجية والبلدان العربية التي تنص على عدم جواز توثيق عقد الزواج لمن لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره.

وكان مقدمو التوصية ذكروا في توصيتهم أنه على وزارة العدل عدم عقد النكاح للفتيات دون سن 15 إطلاقا، وأن يكون عقد النكاح للفتيات دون سن 18 بضوابط أربعة، وهي موافقة الفتاة والأم، وتقرير طبي من لجنة مختصة لتأكيد أهلية الفتاة الجسدية والنفسية والاجتماعية للزواج، وألا يكون عمر الزوج أكثر من ضعف عمر الفتاة، وأن يكون عقد النكاح عن طريق القاضي المختص بمثل هذه الأنكحة المشروطة.

وقدم مقدمو التوصية للجنة عددا من المسوغات، من بينها مسوغات شرعية وصحية ونفسية، وأفادوا بأنه من الناحية الشرعية فإن التوصية تنطلق عملاً بالقاعدة الشرعية "لا ضرر ولا ضرار"، وأن حفظ النفس الإنسانية من الضرر مقدم على ما سواه، ولما ثبت من الأضرار النفسية والاجتماعية والجسدية المترتبة على زواج القاصرات، ولقوله عليه الصلاة والسلام "أنتم أعلم بأمر دنياكم"
أما من ناحية الصحة الجسدية للأم ومواليدها فقد أثبتت الدراسات أن الزواج المبكر له مضاعفات جسدية سلبية على صحة الفتيات، مثل ازدياد معدلات الإجهاض والولادات المبكرة، إضافة لازدياد العمليات القيصرية بسبب تعسر الولادة في العمر المبكر مع ارتفاع نسبة وفيات المواليد نتيجة للمضاعفات المختلفة مع الحمل والولادة للفتيات في عمر مبكر، ومن ناحية الصحة النفسية للأم ومواليدها فقد أثبتت الدراسات النفسية أن زواج القُصر يرتبط بارتفاع المعاناة لاحقا من الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب والوساوس والمخاوف الاجتماعية واضطرابات النوم ومشكلات التوافق الجنسي، وتمتد المضاعفات النفسية المختلفة إلى أطفال الأم القاصر نتيجة قصور النضج العقلي والاستعداد النفسي اللازم للقيام بوظيفة الأمومة.

ورصد مقدمو التوصية أن التسرب من التعليم في مرحلة دراسية مبكرة يعد أحد أشد نتائج الزواج أو الحمل المبكر وأكد مقدمو التوصية في مبرراتهم أن تزويج الفتيات القصر مخالف للاتفاقات التي وقعت عليها المملكة، مثل التصديق على اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عام ١٩٨٨، التي تنص المادة الأولى منها على أن الطفل هو الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة، وتصديق المملكة على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة الصادرة عام ١٩٧٩، التي تنص الفقرة الثانية من المادة السادسة عشرة منها على ألا تكون لخطوبة الطفل أو زواجه أثر قانوني، وتتخذ جميع الإجراءات الضرورية، بما في ذلك التشريعي منها، لتحديد سن أدنى للزواج.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 الشؤون الإسلامية في الشورى ترفض توصية زواج القاصرات  الشؤون الإسلامية في الشورى ترفض توصية زواج القاصرات



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:34 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

عمال شركة نولام في المغيرة التونسية يعلنون الإضراب عن العمل

GMT 11:33 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

استئناف نشاط مطار قفصة-قصر الدولي

GMT 04:11 2014 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

ماكياج ساحر للحصول على مظهر جذاب وأكثر شبابًا

GMT 20:51 2015 الأربعاء ,25 شباط / فبراير

ليبيا تلغي قرار حظر دخول السودانيين إلى أراضيها

GMT 00:46 2013 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أوبرا "لا ترافياتا" لفردي بقيادة أمين قويدر في الجزائر

GMT 10:49 2021 الثلاثاء ,21 أيلول / سبتمبر

أكبر توأم في العالم تدخلان "غينيس" بـ107 أعوام و300 يوم
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia