روضة المظلوم سورية نازحة تغلّبت على مرارة الغربة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

انضمت إلى متطوّعي جمعية بار إلياس لحماية اللاجئين

روضة المظلوم سورية نازحة تغلّبت على مرارة الغربة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - روضة المظلوم سورية نازحة تغلّبت على مرارة الغربة

الأم السورية لـ 5 فتيات السيدة روضة المظلوم
دمشق ـ نورا خوام

تمكّنت الأم السورية لـ 5 فتيات، السيدة روضة المظلوم، 40 عامًا، من تحقيق حلم طفولتها بأن تكون رائدة في المجال الذي تحبه، حيث عانت على مدار حياتها من الاستثناءات المجتمعية، بعد أن طلّقها زوجها وتركها وحدها لتربي بناتها الخمس، وبعد سنوات من اندلاع الحرب الأهلية في سورية، هربت إلى لبنان واستقرت في أرض جديدة، لتجد فرصة وتصبح قائدة في المجال الذي لطالما تصوّرت نفسها تعمل فيه منذ كانت طفلة، ففي سهل البقاع، تتذكر روضة، الفتاة السورية الحامل التي كانت تستند على نافذة الملجأ، والتي كانت تبلغ من العمر 15 عامًا، وشيء ما يدور في خاطرها، ولكن في هذه الأثناء أخذت المظلوم بالفتاة وهدأت من روعها، وحذّرتها من خطورة الاستناد على النافذة، ولكن الفتاة، اليائسة والحامل المطلقة، ردّت عليها قائلة إنه "لن يكون السقوط من النافذة والموت أسوء مما نحن عليه، يكفي أنه سيحقق راحة البال".

وتدرك روضة المظلوم جيدًا ما تمر به الفتاة، لأنها مرّت في ظروف مشابهة لها، ولتحقق روضة حلمها، انضمت إلى مجموعة من المتطوعين في جمعية بار إلياس لحماية اللاجئين الإناث، والتي تديرها لجنة الإنقاذ الدولية في نيويورك، فالجمعية متخصّصة في مساعدة اللاجئين السوريين، وقد بدأت عملها في لبنان عام 2012 بفريق عمل بلغ عدده 420 شخصًا، و250 متطوّعًا، فوفقا للأمم المتحدة، شردت الحرب الأهلية في سورية الملايين من السوريين خارجها، حيث بلغ عدد اللاجئين السوريين 5 ملايين لاجئ، منهم مليون لاجئ في لبنان.

روضة المظلوم سورية نازحة تغلّبت على مرارة الغربة

وساعدت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي احدى ثمانية منظمات تدعمهم نيويورك تايمز لتمويل المحتاجين، ما يقرب من 58 ألف لاجئ سوري في لبنان العام الماضي، حيث وفرت المنظمة بعض خدمات الطوارئ مثل تدريب النساء وتعليم الأطفال، وبذلت جهودًا لمنع إجبار الأطفال على العمل أو التسول في الشوارع، كما وفرت لهم الدعم النفسي والقانوني والمساعدات المالية، وتضمنت برامج المنظمة أقسام لدعم وحماية المرأة، والتي تلقت روضة فيها العديد من المساعدات التي جعلتها تتغلب على العديد من الصعوبات، فقد عانى اللاجئون السوريون في لبنان العديد من الصعوبات مثل الغربة والتفريق العنصري، فيما تعرضت بعض النساء لانتهاك أعراضهن، واضطر اللاجئون للتخييم في مناطق بعيدة بدون دعم مالي، ورغم أن النساء اللبنانيات المتطوعات، التي حاولن مساعدة اللاجئات وإشراكهن في برامج المنظمة، قوبلت مساعداتهم بالرفض، إلا أن روضة المظلوم تخلّصت من العقبات وبنت صداقات مع اللاجئين السوريين وساعدتهم على التخلص من عقباتهم النفسية، وأصبحت محل ثقة لهم.

وكشف مدير أحد البرامج في لجنة الإنقاذ الدولية، زمان على حسن، أن "روضة تعتبر رابطًا بين اللجنة واللاجئين، ولولا مساعدة المتطوعين لكان الأمر صعبًا علينا"، وذكرت روضة أن الذكريات السيئة ما زالت تراودها أثناء الليل، مشيرة إلى أنها "لا أتحمّل تذكّر انفجار منزل جيراننا والأتربة تغطي وجوه 3 من بناتي، كذلك لا أتحمّل تذكّر الأهالي وهم يحاولون الهروب من شبح الموت، أو الجثث الملقاة في الشوارع، بمجرد أن عبرت حدود لبنان شعرت أني قد فقدت هويتي السورية، ولكن تلك الذكريات ستطاردني في أي مكان أذهب إليه". 

روضة المظلوم سورية نازحة تغلّبت على مرارة الغربة

واستوطنت روضة في خيمة صغيرة  في سهل البقاع فور دخولها لبنان، واعتمدت على نفسها في تربية بناتها، حيث واجهت بعض الصعوبات في تلقى المساعدات المالية لأنها فشلت في تقديم قسيمة الطلاق من زوجها، واستطاعت حماية بناتها الكبار من الزواج حتى وصلن إلى سن الـ 21، فيما علّمت بناتها الصغار بعض الفنون مثل الرسم والتصوير، وعبرت روضة عن رضاها بحالها مشيرة إلى أنه "على الرغم من أنني أعيش في خيمة، إلا أنني أعتقد أن تلك الدولة قد منحتني الاستقرار."
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روضة المظلوم سورية نازحة تغلّبت على مرارة الغربة روضة المظلوم سورية نازحة تغلّبت على مرارة الغربة



GMT 20:09 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "فوربس" لأقوى السيدات في عام 2021

GMT 17:42 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

أنجيلا ميركل تُودع رسمياً الحياة السياسية بشكل نهائي

GMT 10:11 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إنتخاب التونسية أريج القربي مستشارة بلدية في مدينة مونتريال

GMT 09:00 2021 الأحد ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عبير موسي تدعو إلى حلّ البرلمان وتحديد تاريخ للانتخابات

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل

GMT 10:23 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة لإضافة لمسة بوهيمية جذابة إلى منزلك

GMT 13:38 2013 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أسوأ إطلالات المشاهير لعام 2013
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia