المرأة الليبية مهمشة رغم إسهامها في إنجاح الثورة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الدكتورة عبير أمنينة في حديث إلى "العرب اليوم":

المرأة الليبية مهمشة رغم إسهامها في إنجاح الثورة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - المرأة الليبية مهمشة رغم إسهامها في إنجاح الثورة

القاهرة ـ خالد حسانين

أكدت الأستاذ في جامعة بنغازي الدكتورة عبير أمنينة أن المرأة الليبية تواجه مشكلة التهميش والتجاهل لحقوقها كافة بعد الثورة، رغم أنها أسهمت بقوة في إنجاح تلك الثورة، ووقفت بجوار الرجل كتفًا بكتفٍ، مطالبة المرأة الليبية بـ "مزيد من الجهد والنضال، فإذا كانت مكبلة أيام القذافي بالقوانين وحاجز الخوف فالوضع اختلف الآن، ولا بد من أن تسعى لنيل حقوقها"، لافتة إلى الوضع القائم في ليبيا بقولها "تواجهنا إشكالية القيادة غير المحترفة وغياب الإدارة، ولدينا مشاكل عدة في الأمن، وهناك أطراف خارجية وإقليمية وضعت بصماتها داخل المشهد الليبي"، موضحة "بالنسبة إلى ليبيا فهي تعاني من عسكرة الثورة وغياب المؤسسات، وفي مصر فمصر في الأساس دولة مؤسسات، ولديها جيش قوي، وقادرة على امتلاك زمام الأمور". وأضافت أستاذ العلوم السياسية والإدارة العامة في جامعة بنغازي خلال حديثها إلى "العرب اليوم"، على هامش مشاركتها في معرض القاهرة للكتاب، أن "المرأة حملت الشعلة الأولى خلال الثورة، حيث خرجت عائلات السجناء من النساء ليكسرن حاجز الخوف ومواجهة قوات الأمن، في أول مشاركة فعلية في الثورة، وواجهت الآلة العسكرية، حيث لم تكن هناك مؤسسات في ذلك الوقت، وانهار كل شيء، كما أسهمت في تكوين الكثير من مؤسسات المجتمع المدني لتحل محل الدولة المنهارة آنذاك، وأسهمت في عسكرة الثورة، ودفعت بنفسها في الصفوف الأمامية، وللأسف انقلب الحال بعد الثورة حيث عادت للصفوف الخلفية، واقتصر الاهتمام والتركيز على أم الثائر فقط، في اختزال غريب لدور المرأة، وفي خطاب التحرير فاجأنا المجلس الانتقالي بمراجعة قانون الزواج والطلاق وموضوع التعدد، وكأن المشكلة تكمن في هذا الأمر فقط، وتناسوا الأهم، وهو الحرية والعدالة". أضافت امنينة "ثم تكرر ذلك واضحًا في المناصب التنفيذية، ووجود المرأة في الوزارات الاجتماعية فقط، كالمرأة والصحة، ولم تحظَ بأي وزارة مهمة، اعتقادًا بأنها غير جديرة بتلك المواقع، بعد فشل تجربة وزيرة الصحة السابقة، متناسين أن الرجال أيضًا أخفقوا في الحقائب الوزارية التي تولوها، فركزوا على إخفاق المرأة ونسوا الرجل، وفي مرحلة وضع قانون الانتخابات كان هناك إصرار على أن تكون المرأة موجودة على القوائم كحسن نية، لكنها لم تستفد من ذلك، فالأحزاب كانت ترغب في تعبئة قوائمها، ولا تركز على اختيار الكفاءات، مجرد وضع عناصر نسائية والسلام، ومن فُزْنَ في المؤتمر الوطني ليست لهن علاقة بالسياسة أو الثقافة السياسية، أو التعامل مع قضايا الوطن، ولم نشهد لهن وجودًا فعليًا في السياسة، فكُنَّ مجرد أرقام أو مقاعد". وأردفت "وكل ذلك انعكس على تداول وطرح قضايا المرأة، فلم نشهد تقدمًا ملموسًا أو مناقشة فعالة داخل المؤتمر الوطني لقضايا النساء وحقوق المرأة، فكان حضورًا مشتتًا، وازداد الموقف ضبابية في ما يتعلق بحقوق المرأة الليبية". وعن تجربتها السابقة في دخول المؤتمر الوطني تقول "لقد رشحت نفسي في الانتخابات الماضية، ولم أكن أرغب في المنصب، وإنما لخدمة قضايا الوطن والمرأة، ولدينا من الوطنية والحرص على الصالح العام ما يجعلنا نقاتل لنيل حقوقنا، لنُسهِم في تغيير الوضع القائم". وتطالب الدكتورة عبير المرأة الليبية بـ "مزيد من الجهد والنضال، فإذا كانت مكبلة أيام القذافي بالقوانين وحاجز الخوف فالوضع اختلف الآن، ولا بد من أن تسعى لنيل حقوقها؛ لأننا الآن نلاحظ نشاطها على استحياء، وهو ما يحزنني كثيرًا، وهنا تقع علينا مسؤولية التوعية ونشر ثقافة الديمقراطية وحقوق المرأة، ونحاول في الجامعات الاهتمام بذلك قدر الإمكان، ولكن لا بد أن نتناسى حالة اللا مبالاة التي نعيشها، وهو ما يدفعني إلى التشاؤم للأسف بشأن المرحلة المقبلة". وخشيت الدكتورة امنينه أن يتم تجاهل المرأة عند وضع الدستور، ويتم إقصاؤها عمدًا، أو تتوه بين التيارات المختلفة. وبشأن التحديات التي تواجه ليبيا الآن قالت الدكتورة عبير "تواجهنا إشكالية القيادة غير المحترفة وغياب الإدارة، ولدينا مشاكل عدة في الأمن، وهناك أطراف خارجية وإقليمية وضعت بصماتها داخل المشهد الليبي، ولها أجندات خاصة، ولا يهمها حدوث الاستقرار، وهذا الشبح الذي يعبث بأمننا يتهمون فيه النظام السابق أو الجماعات المتشددة، والسبب غياب القيادة الحكيمة الفعلية يؤدي إلى كل هذه التوترات والتحديات". وتضيف "إن ليبيا تحتاج إرادة سياسية راغبة في أن تنهض البلاد، وقرارات حاسمة لبناء الجيش، وأن تتحاور السلطة مع المجتمع نحو الاستقرار وبناء جيش قوي رادع، إن الكتائب الموجودة الآن سيطرت على الوضع، وأصبحت أقوى من الجيش الوطني، وهي من يسير الأمور، ويضع الخطط حسب أجندتها. إن ليبيا في خطر، والاقتصاد يتراجع، ولا بد من القضاء على الفساد، وأن تحدث الثقة ما بين الحكومة والمواطن. وتكرر أستاذ العلوم السياسية "إن ليبيا تعاني بعد الثورة من غياب القيادة الفعلية، والتي لم تعمل على إنتاج القيادات وتداول النخب، حيث أحدث النظام السابق فراغًا هائلاً، ومن حاول أن يملأ هذا الفراغ عقب الثورة لم يمتلك القدرة أو الخبرة، فلم يتمكنوا من إدارة تلك المرحلة". وعن الوضع في دول الربيع العربي تقول "بالنسبة إلى ليبيا فهي تعاني من عسكرة الثورة وغياب المؤسسات، وفي مصر فمصر في الأساس دولة مؤسسات، ولديها جيش قوي، وقادرة على امتلاك زمام الأمور، بخلاف ليبيا التي تعاني من الأجندات الخارجية ووضعها الاقتصادي، وثرواتها تجعلها مطمعًا لقوى خارجية، كما نفتقد الثقافة السياسية وثقافة المشاركة وبناء المؤسسات، كما أن الفساد استشرى في القضاء أيضًا، فلم يحقق آمال الليبيين، وإنجاز مشروع العدالة الانتقالية، وفتَح المجال أمام الثأر الشخصي".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة الليبية مهمشة رغم إسهامها في إنجاح الثورة المرأة الليبية مهمشة رغم إسهامها في إنجاح الثورة



GMT 20:09 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "فوربس" لأقوى السيدات في عام 2021

GMT 17:42 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

أنجيلا ميركل تُودع رسمياً الحياة السياسية بشكل نهائي

GMT 10:11 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إنتخاب التونسية أريج القربي مستشارة بلدية في مدينة مونتريال

GMT 09:00 2021 الأحد ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عبير موسي تدعو إلى حلّ البرلمان وتحديد تاريخ للانتخابات

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia