دور المسنين في ألمانيا تؤكد أن الطلب أكثر من العرض
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

دور المسنين في ألمانيا تؤكد أن الطلب أكثر من العرض

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - دور المسنين في ألمانيا تؤكد أن الطلب أكثر من العرض

برلين - د.ب.أ

يزداد الطلب على خدمات رعاية المسنين في ألمانيا مقابل قلة الموارد البشرية العاملة في هذا المجال، وأمام هذا الوضع يجد خبراء ألمان أن جزءا من الحل يكمن في مساعدة الأهل والأقارب، لكن في ظل انشغال هؤلاء تبقى المشكلة مطروحة. تأتي ريناتة لينغناو -يوميا- لدار المسنين للاعتناء بوالدتها، تجلب لها الأكل وتخصص وقتا لمساعدتها على قضاء حاجياتها اليومية، وتذهب معها لزيارة الطبيب -أيضا- وفي بعض الأحيان تجلس معها على طاولة المطبخ للتحدث سويا. والدة ريناتة هي حالة من بين حالات كثيرة في ألمانيا لمسنين يحتاجون الرعاية ويقضون أوقاتا في دور المسنين أو يقطنون بها. الحاجة إلى هذا النوع من الرعاية تتزايد في ألمانيا مع ارتفاع عدد المسنين خصوصا أن التزام أفراد العائلة بتخصيص هذه الرعاية يكون صعبا ومحدودا بسبب مشاغل الحياة اليومية، وقلة العاملين في هذا المجال. تستفيد والدة ريناتة من الدرجة رقم 1 في ترتيب الرعاية المتكون من ثلاث درجات، وذلك يعني أنها تحتاج يوميا لحصة من الرعاية والمساعدة لمدة تسعين دقيقة، ورغم أن وضعها الصحي يجعلها في بعض الأحيان غير قادرة على تلبية أبسط حاجياتها، إلا أن هذه الأرملة المسنة سعيدة لكون ابنتها بجانبها في هذه المرحلة من العمر للاعتناء بها. وإلى جانب والدة ريناته يعيش عجزة آخرون في دار المسنين، بعضهم يعتني بنفسه دون أية مساعدة بينما يستفيد نحو مليون مسن في ألمانيا من رعاية الأهل والأقارب. تكاليف دور المسنين مشكلة إضافية وفي ظل استياء بعض المسنين وأقاربهم من جودة خدمات الرعاية المتنقلة والوقت المخصص لها، يشكو العاملون في هذا المجال من جانبهم أيضا من قلة الوقت المخصص لتلبية حاجيات المسنين، حيث يضطر كل واحد منهم في بعض الأحيان إلى الاعتناء بـ 30 مسنا في اليوم الواحد. الوقت وجودة الخدمات مشاكل ضمن أخرى لعل أهمها التكاليف المخصصة لرعاية هؤلاء المسنين وإقامتهم في دور المسنين في ألمانيا. فإذا كانت ريناتة مثلا تستطيع -حتى الآن- الاعتناء بوالدتها بنفسها إلا أنه من غير الواضح كيف ستتصرف في الأمر بعد سنوات، عندما تزداد حاجيات والدتها ويصبح انتقالها للعيش في دار للمسنين أمرا ملحا. "أستطيع العيش في دار للعجزة والموت فيها -أيضا- فقد سبقني إلى ذلك الكثيرون"، تقول أم ريناتة: لكن تكاليف ذلك لن تستطيع تحملها لوحدها فهي تتلقى معاشا بسيطا على غرار الكثيرات من بنات جيلها. أم ريناتة ليست حالة استثنائية فالآلاف من المسنين الألمان يجدون أنفسهم عاجزين عن دفع تكاليف الإقامة في دور العجزة شهريا والاستفادة من الرعاية الكاملة بعدما أصبحوا غير قادرين على الاعتماد على أنفسهم في حياتهم اليومية، وهو ما يدفعهم إلى الاعتماد على الدولة أو على أبنائهم في دفع هذه المصاريف. لورا يعقوب، متطوعة من أجل المسنين تبدو الخيارات قليلة أمام قلة الموارد البشرية وصعوبة التزام الأهل بالاهتمام بالمسنين من أقاربهم، لكن العمل التطوعي يبقى حلا "مثاليا" في بعض الأحيان إلا أنه غير منتشر بما يكفي لسد الطلب المتزايد على خدمات رعاية المسنين. لورا يعقوب نموذج لهؤلاء المتطوعين الذين قرروا بشكل إرادي تخصيص جزء من وقتهم للاهتمام بالمسنين. " العاملون في دور المسنين يهتمون بغسل ملابسهم وتوفير غذائهم وشرابهم وبالكاد يكفيهم الوقت لفعل ذلك، ولهذا أنا هنا". تقول الشابة المتطوعة. لورا، الطالبة التي تبلغ من العمر 28 عاما تدرك جيدا الصعوبات التي يواجهها مجال رعاية المسنين في ألمانيا ولهذا تقدمت بطلب الالتحاق بإحدى دور المسنين بمدينة مونستر، وهي الآن تعتني بإحدى السيدات المسنات هناك. في مجتمع شائخ كالمجتمع الألماني، تعتبر وظائف رعاية المسنين مهمة، فبحسب تقديرات الخبراء ستصل الوظائف المطلوبة في هذا المجال إلى أكثر من مائة ألف وظيفة بحلول عام 2030، ومع ذلك فإن إقبال الشباب على الالتحاق بهذا النوع من المهن يبقى ضعيفا بسبب ظروف العمل الصعبة وانخفاض الأجور المخصصة لها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور المسنين في ألمانيا تؤكد أن الطلب أكثر من العرض دور المسنين في ألمانيا تؤكد أن الطلب أكثر من العرض



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia