آثار التكتم على التحرُّش في الحاضر والمستقبل
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

آثار التكتم على التحرُّش في الحاضر والمستقبل

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - آثار التكتم على التحرُّش في الحاضر والمستقبل

القاهرة - العرب اليوم

كثيراً ما يتعرَّض المتحرش به، خاصة الأطفال، إلى عقد نفسيَّة وصراعات داخليَّة لا يستطيع معها التفريق بين الخير والشرِّ، ويصبح المجتمع كله شريراً وسيئاً في نظره، فينتابه الخوف ممن يحيط به ويفقد الثِّقة حتى من القريبين منه، خاصة إذا كان من تحرَّش به من الأهل. وكثير من هؤلاء الأطفال يلجأ إلى التكتم على ما حدث له إما خوفاً من عقابه من قبل والديه أو خوفاً من المتحرِّش الذي هدَّده بألا يخبر أحداً، وهنا تكمن المشكلة وقد يتحوَّل الطفل إلى ممارس للرذيلة بسبب هذا الكتمان أو معتدي جنسي. الخوف من الأقارب والدة (فاطمة. ج) تروي قصة ابنتها التي تعرَّضت لتحرُّش قائلة: كانت ابنتي في العاشرة من عمرها عندما تعرَّضت لتحرُّش من قبل الخادمة التي استقدمتها من دولة الفيليبين، فلاحظت أنَّ تصرفات ابنتي تغيَّرت، وأصبحت لا تتحدث وكأنَّها مهمومة وقلقة ونظراتها شاردة فحاولت أن أفهم منها، لكنَّها في كل مرَّة تقول لي أنا بخير، وفي يوم جاءت من المدرسة مرهقة فدخلت الحمام لتستحم، وتوجهت أنا للمطبخ لأعد لها الغداء، ولدى خروجي فجأة وجدت الخادمة تنظر لابنتي من النافذة الصغيرة فأوضحت لها أنَّ ما قامت به أمر لا يجوز ورغم أنَّها وعدتني بأن لا تفعل ذلك ثانية إلا أنَّ الشكَّ كان يراودني، وأخذت أراقب ابنتي وحتى ذهابها للنوم وما ترتديه من ملابس، خاصة أنَّ الخادمة كانت تنام معها في غرفتها لضيق بيتنا، وفي مرَّة ولدى استيقاظ ابنتي وجدت بنطال بيجامتها مقلوباً، فسألتها لم قلبت البنطال فلم تجاوبني وظللت أسألها فبكت وقالت لا أعلم كنت نائمة، هنا علمت بأنَّ هناك خطباً ما، وفي يوم كنت معزومة لحفل زواج وعندما وصلت لمنتصف الطريق تذكرت حقيبتي فرجعت وعندما فتح أحد أولادي الباب سمعت صوت ابنتي تبكي، لكن بصوت مخنوق فتوجهت لغرفتها فوجدت الخادمة تحتضنها بقوة وتقوم بلمسها ففقدت أعصابي وضربتها فخرجت هاربة من المنزل. من وقتها وابنتي تخاف من كل من يقترب منها أو يحتضنها من الأهل. انهيار الحقيقة أما «ج. عبد الله» (33 عاماً)، تعمل سكرتيرة، فتروي قصة تحرشها من قبل أستاذ الرياضيات وهي في مرحلة السادسة ابتدائي فتتذكر: كان مستواي ضعيفاً في مادة الرياضيات فقرر والدي أن يحضر ليَّ مدرساً، وكنت أحضر إليه وأنا بكامل حشمتي بالعباءة والطرحة، لكن بعد فترة بدأ يتصرف ببعض الحركات العشوائيَّة كتمرير رجلة ـ على حسب قوله ـ بالغلط وغيرها من التصرفات، وفي مرة وضع يده على ركبتي، فتسمرت ولم أعرف كيف أتصرف وظلَّ هو يلامس ركبتي، فلم أخبر أحداً من أهلي من الخوف، لكنَّني أخبرت صديقاتي اللائي شجعنني على ضربه إن تجرأ ثانية فلم أستطع فتحججت بأنِّي مريضة ولا أريد أن أكمل الدرس، وفي مرَّة استجمعت قواي وما أن لمس ركبتي حتى ضربته بكتاب الرياضيات وأمرته أن يخرج من بيتنا وسأخبر أبي، لكن كانت المفاجأة عندما جاء أبي ضربي وأخبرني أنَّ الأستاذ اتصل به وأخبره أنني أهنته وقمت بطرده، واتهمته بأنَّه تحرش بي فبكيت وقلت له ما حدث، لكنَّه لم يصدقني بحجة أنني بليدة ولا أريد أن أنجح، وأنَّ هذا الأستاذ سمعته جيدة ويعرفه من سنوات وعندما كبرت أصبحت منفعلة جداً عندما أقول الحقيقة، بل وأنهار. عقدة الزواج قصة أخرى من قصص التحرش حدثت لـ(حصة .غ) ترويها والدتها قائلة: تزوجت برجل أكبر مني متزوج وله أبناء، فأنجبت منه ولداً وبنتاً، وبعد سبع سنوات انفصلنا بسبب ضربه لي وأخذ أبنيَّ. وفي يوم اتصل بي ابني من قسم الشرطة يخبرني أنَّه ضرب أخاه الكبير من أبيه ضرباً مبرحاً، وذلك عندما دخل فجأة الغرفة وجده يلامس أخته في أماكن حسَّاسة من جسدها وهي خائفة، وبعد التحري تنازل طليقي عن ابنيه، لكن ابنتي ظلت حبيسة كتمان مشاعرها، وأصبحت تكره إخوتها من أبيها وعندما كبرت رفضت الزواج. الرأي النفسي الطبيب النفسي ورئيس قسم الأمراض النفسيَّة بمستشفى الحرس الوطني، طارق شريف، أوضح أنَّ التكتُّم على التحرُّش له نتائج سلبيَّة تؤثر نفسياً على مستقبل الطفل، ومنها: ـ القلق الحاد الذي يسبب أحلاماً مزعجة، والخوف من الآخرين وعدم الاطمئنان لهم. ـ عدم الثقة في الآخرين بشكل كبير وهو أمر آخر يعيق استمراريَّة الحياة. ـ نظرته إلى نفسه بأنَّه شخص ضعيف لا قيمة له، لأنَّه لم يقم بالدفاع عن نفسه وهو فرد ضعيف اجتماعياً. ـ العنف والعصبيَّة بشكل مبالغ فيه حتى لا يسمح بتكرار ما حدث له. العلاج: ـ لا بد من شخص قريب لامتصاص أثر الصدمة. ـ زرع الثقة في نفس الطفل، وأنَّه لا ذنب له لأنَّه طفل، وأنَّه قوي وليس به ضعف. ـ أثبتت الإحصاءات أنَّ 40% ممن تعرضوا للتحرُّش أصبحوا معتدين جنسياً في الكبر، وبالتالي لا بد لهم أن يفرغوا ما بداخلهم في جلسات نفسيَّة أو أشخاص يثقون بهم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آثار التكتم على التحرُّش في الحاضر والمستقبل آثار التكتم على التحرُّش في الحاضر والمستقبل



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia