نساء العراق أسيرات الفقر والطلاق القسري
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

نساء العراق أسيرات الفقر والطلاق القسري

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - نساء العراق أسيرات الفقر والطلاق القسري

بغداد - وكالات

تحملت المرأة العراقية  أوزار حروب وحصار اقتصادي للبلاد على مدى ثلاثة عقود, تلتها معاناة كبيرة بعد احتلالها, مما حملها أوزارا جديدة زاد العنف المستشري من وطأتها. وانعكست كل تلك الظروف على حياة المرأة العراقية مما أدى إلى حشرها في خانة الفقر قبل أن يزج بها مرغمة في خانة التفرقة المذهبية والاجتماعية والسياسية, هذا بخلاف التفرقة بينها وبين الرجل. وكمقدمة للتعرف على أوضاع المرأة، يقول المدير في وزارة التخطيط العراقية غانم عبد الخضر إن الإحصائيات الرسمية بوزارة التخطيط تشير إلى أن نسبة النساء في هذا البلد 49% وأن قرابة نصفهن (48.3%) غير متزوجات، وأن نسبة البطالة منتشرة بينهن أكثر من انتشارها بين الرجال." الناشطة هيفاء خالد: نسبة النساء العاطلات عن العمل والفقيرات تزيد عن نظيرتها لدى الرجال، وكذلك في التمثيل الحكومي" التقهقر وفي سياق تفسيره لهذا التفاوت في نسب البطالة، يقول الخضر إن "العراق بلد متحضر والمرأة ساهمت في العمل منذ وقت مبكر من القرن الماضي، ولكن التقهقر الاجتماعي وأسبابه المختلفة وضعت المرأة في المرتبة الثانية بعد الرجل في الحصول على فرص العمل، ولذلك فإن الفقر يستشري بين النساء أكثر مما يستشري بين الرجال". وتزيد الناشطة النسوية هيفاء خالد على ما تقدم بالقول إن نسبة النساء العاطلات عن العمل والفقيرات تزيد عن نظيرتها لدى الرجال وكذلك في التمثيل الحكومي. لكنها تشير إلى تحسن في نسب تمثيل النساء في المناصب الحكومية في الفترات التي أعقبت الاحتلال، حيث تمت تسمية أربع وزيرات  من بين 36 وزيرا، كما عينت 342 امرأة في مناصب مختلفة بينها مدير عام ومفتش في كوتة ومحاصصة غير منصفة". بيد أن ذلك يتناقض مع الأرقام الخاصة بتعليم الفتيات، إلى تقول عضوة رابطة المرأة العراقية سناء جواد للجزيرة نت إن العراق كان سباقا في تعليم المرأة، حيث تأسست أول مدرسة للبنات في بغداد عام 1899 وأسهم قانون مجانية التعليم بجميع المراحل في مضاعفة أعداد الإناث المنخرطات فيه ثلاث مرات بين عامي 1960 و1980. إلا أن "هذا التزايد العددي أخذ بالتناقص منذ تسعينيات القرن الماضي". وتستطرد سناء قائلة إن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن الفتيات اللواتي امتنعن عن مواصلة الدراســة في المرحلة الابتدائية ازداد من 39266 للعام الدراسي 2001/2002 ووصل إلى 76795 عام 2003/2004. أما في الجامعة فبلغ عددهن في الفترة ذاتها 9958 طالبة في الدراسات الصباحية و2795 في الدراسات المسائية، والعدد يزداد مع مرور الوقت، ولكن لا توجد إحصائيات رسمية جديدة يمكن الركون إليها." تكشف المحامية سحر الغانم في هذا الصدد أن الإحصائيات المتوفرة في المحاكم الشرعية تفيد بأن نسبة الطلاق زادت عن 50% خلال عام 2011، بينما شهدت الفترة بين عامي 2003 و2009 ظاهرة الطلاق القسري حسب الهوية ولأسباب طائفية بعد عقود من العيش المشترك" غير أن ذلك كله يبقى هينا أمام الدمار الاجتماعي الذي خلفه التناحر الطائفي على المرأة العراقية. وتكشف المحامية سحر الغانم في هذا الصدد أن الإحصائيات المتوفرة في المحاكم الشرعية تفيد بأن نسبة الطلاق زادت عن 50%  خلال عام 2011، بينما شهدت الفترة بين عامي 2003 و2009 ظاهرة الطلاق القسري حسب الهوية ولأسباب طائفية بعد عقود من العيش المشترك. اللعبة الطائفية وبحسب الغانم فقد برزت خلال هذه السنوات إجراءات قسرية جديدة على المجتمع العراقي أدت إلى أن يستحوذ الطرف الأقوى (بين الزوجين) في اللعبة الطائفية على الأطفال خارج إطار القانون، أثناء انتشار حالات التهجير القسري التي تفرض على العائلة مغادرة محل سكناها لأسباب طائفية أو دينية أو قومية، و"كالعادة فقد صارت المرأة هي الطرف الأضعف في اللعبة". وتشير الصحفية إشراق عبد الفتاح إلى ظاهرة أخرى فرضتها الظروف على المرأة وتتلخص في لبس الحجاب "حتى وإن كانت غير مقتنعة به" بعد قيام بعض المليشيات بمعاقبة المرأة إذا وجدتها غير محجبة. وتضيف أن ما أسمتها هراوات "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" صارت تشاهد في الشوارع، وهي تضرب وتجرح وتطارد "حرية النساء بعد ردح من تاريخ البلاد التي كانت المرأة ترفل فيه بحرية التصرف واللبس والحفاظ على الآداب والأخلاق بدون هراوات أو قسر".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء العراق أسيرات الفقر والطلاق القسري نساء العراق أسيرات الفقر والطلاق القسري



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 23:18 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«مو ضروري» لـ ماجد المهندس تحصد 35.2 مليون مشاهدة

GMT 06:41 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

السير المعوج

GMT 02:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

يسرا تكشف سبب اعتذارها عن مسلسل "الزيبق"

GMT 12:07 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

وفاة نائب رئيس حكومة أوزبكستان بفيروس كورونا

GMT 00:31 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكد أن الكلاب لا تفهم البشر جيدًا

GMT 13:32 2014 الإثنين ,03 شباط / فبراير

إغلاق بورصة الأردن على تراجع بنسبة 0.18%
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia