مواجهات داخل الملعب وخارجه في كرة القدم النسائية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

مواجهات داخل الملعب وخارجه في كرة القدم النسائية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مواجهات داخل الملعب وخارجه في كرة القدم النسائية

عمان - العرب اليوم

"تسعُ دول، ثماني فرق ولغة واحدة" أي لغةُ كرة القدم: هو شعار الدورة الثالثة من دوري كرة القدم النسائية "Discover FOOTBALL". وتشارك في هذا المهرجان الكروي الثقافي خمس فرق عربية، جاءت إلى برلين، ليس للعب كرة القدم فحسب. "كرة القدم في مجتمعاتنا العربية بشكل عام، هي لعبة رجال. ولكن عندما نكون نحن كفتيات مصممات على أن نلعب هذه اللعبة. فذلك من شأنه أن يقوّي شخصيتنا، وبالتالي نستطيع مواجهة الناس والمجتمع". هكذا تصف عبير مالك رنتيسي، عميدة النادي الأرثوذكسي الأردني، واقع وتحديات كرة القدم النسائية في العالم العربي. عبير البالغة من العمر 26 سنة تمارس كرة القدم منذ أكثر من 13 سنة. وهي تقود فريقها النادي الأرثوذكسي الأردني في منافسات دوري كرة القدم النسائية "FOOTBALL Discover" أو اكتشِفْ كرةَ القدم 2013، الذي ينظم في العاصمة برلين من الـ23 إلى الـ28 من تموز/ يوليو. وهدفه دعم النساء في كفاحهن للمطالبة بحقوقهن والقضاء على التمييز. كما يتيح لهن فرصة التلاقي في ما بينهن وتبادل الخبرات والمهارات الرياضية. كرة القدم أكثر من مجرد لعبة عبير التي تلعب أيضا في صفوف المنتخب الأردني تؤكد على أن مشاركتها في هذه التظاهرة الرياضية من شأنها أن توسع آفاقها الكروية عبر الاحتكاك بأندية من عدة دول. كما أنها تعتبرها "فرصة لتبادل الأفكار والتعرف على ثقافات مختلفة وكسب أصدقاء جدد". وتضيف عبير بأن كرة القدم قد ساهمت بشكل كبير في بناء شخصيتها داخل وخارج الملعب: " كرة القدم ساعدتني على إثبات ذاتي كامرأة قادرة على خوض تجارب غير مألوفة داخل المجتمع الأردني". ويضم النادي الأرثوذكسي لاعبات مسلمات ومسيحيات، يجمعهن عشق كرة القدم. ولهذا فإن عبير ترى بأن "كرة القدم من شأنها أن تساهم بشكل كبير في تعزيز التعايش والإخاء بين مختلف الديانات والأعراق". وهو ما تعجز السياسية عن تحقيقه في الكثير من الأحيان. ويستضيف هذا المهرجان الكروي الثقافي ثماني فرق نسائية من بينها خمس فرق عربية، من تونس ومصر والأردن وفلسطين ولبنان. في ما اعتذر الفريق الليبي في اللحظة الأخيرة عن المشاركة، بسببِ العادات والتقاليد في شهر رمضان، حسْب تصريحِ  الاتحاد الليبي. وعن سبب الاهتمام الخاص في هذه الدورة بالأندية العربية  تقول يوهانا كوستر مديرة مشروع "Discover FOOTBALL" بأن ذلك راجع إلى التحولات التي يشهدها العالم العربي. "لاحظنا بأن العالم العربي يعيش حاليا حراكا واسعا، ولهذا فقد كان بالنسبة لنا أمر مثير أن نستدعي اللاعبات العربيات إلى برلين، لكي نسمع منهن ما الذي تغير وكيف هو حال كرة القدم النسائية وحقوق المرأة في الوقت الراهن". وتضيف كوستر بأن كرة القدم وسيلة "لإظهار قوة المرأة وإثبات ذاتها داخل الملعب، كما أنها تمنحها القوة للدفاع على حقوقها داخل المجتمع الذي تعيش فيه". اهتمام خاص بالفرق العربية وإلى جانب لعِب كرة القدم شاركت اللاعبات في ورشات  عمل، لمناقشة العديد من المواضيع، التي تهدف إلى رفع الوعي  بتجارب التمييز والتجاوزات اليومية داخل الملعب وخارجه. بالإضافة إلى التعبير عن الحدود الشخصية التي يستشعرها المرء، والنظر في كيفية المطالبة بالحقوق الاجتماعية والسياسية. وفي هذا الصدد يقول تيو تسفانتسيغر، الرئيس السابق للاتحاد الألماني لكرة القدم بأن "كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم والتي تسمح بتساوي الفرص. ولهذا، يمكن استخدامها بالتأكيد من أجل خلق المزيد من التقارب والتفاهم بين الناس". وهي مهمة ليست دائما سهلة، على حد تعبيره. ولهذا يرى تسفانتسيغر في دعوة الأندية النسائية العربية أهمية كبيرة، فذلك من شأنه أن يمنح النساء "المزيد من الشجاعة والثقة بالنفس، للعمل عبر كرة القدم على تعزيز حقوق المرأة ودورها داخل المجتمع". ويعتبر تسفانتسيغر بأن في هذا الدوري استفادة متبادلة بين اللاعبات. "ففي الوقت الذي يمكن للاعبات العربيات الاستفادة من التجربة الطويلة لألمانيا في كرة القدم النسائية، تعتبر هذه فرصة ذهبية للاعبات الألمانيات للتعرف عن كثب عمّا يجري في الدول العربية". "النظرة بدأت تتغير" وتشتكي لاعبات كرة القدم في العديد من المجتمعات من الأحكام المسبقة والصور النمطية، ومن بينها أن كرة القدم لا تتناسب مع تكوين المرأة البيولوجي . ولكن إرادة اللاعبات في تغيير الواقع تبقى قوية. فكرة القدم بالنسبة لهؤلاء الفتيات "جزء من حياتهن"، كما تؤكد عبير، التي قادت النادي الأرثوذكسي الأردني في لقاء الافتتاح ضد فريق وادي دجلة المصري. بيد أن عبير متفائلة أيضا بمستقبل كرة القدم النسائية التي تقول أنها " أصبحت تلقى دعما واهتماما أكبر في الأردن". وهو ما تشاطره أيضا نيفين جمال عبد الرحيم، لاعبة نادي وادي دجلة  المصري، التي أوضحت أن: "المجتمعات العربية أغلبها تنظر بغرابة للاعبة كرة القدم، غير أن النظرة بدأت تتغير. ورغم فوز المصريات بهدفين لهدف واحد في لقاء الافتتاح، إلا أن ذلك لم يشكل خسارة حقيقية للاعبات الأردنيات. فالهدف الأساسي، على حد تعبير عبير، يكمن في "النهوض بكرة القدم النسائية وبحقوق المرأة في العالم العربي بأسره". خدمة DW

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواجهات داخل الملعب وخارجه في كرة القدم النسائية مواجهات داخل الملعب وخارجه في كرة القدم النسائية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia