مقاتلات مسيحيات على خطوط المواجهة ضد الجهاديين في سورية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

مقاتلات مسيحيات على خطوط المواجهة ضد الجهاديين في سورية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مقاتلات مسيحيات على خطوط المواجهة ضد الجهاديين في سورية

مقاتلات من كتيبة "قوات حماية نساء بيث نهرين" خلال تدريب
الحسكة - أ.ف.ب

تركت بابيلونيا طفليها الصغيرين ليمار وغابريلا ومهنتها كمصففة شعر لتلتحق مع نساء اخريات بكتيبة مسيحية سريانية ينتشر عناصرها على عدد من خطوط القتال ضد تنظيم داعش في محافظة الحسكة في شمال غرب سوريا.

وتقول هذه السيدة (36 عاما) القوية البنية بلباسها العسكري المرقط لوكالة فرانس برس "اشتاق لطفليّ ليمار (تسع سنوات) وغابرييلا (ست سنوات) وافكر دائما أنهما يعانيان من الجوع والعطش والبرد، لكنني أشرح لهما انني مقاتلة لأحمي مستقبلهما".

بابيلونيا هي واحدة من السيدات والفتيات السريانيات اللواتي التحقن بكتيبة نسائية تضم عشرات المقاتلات السريانيات، وتخرجت الدفعة الاولى منهن في آب/اغسطس 2015 في مدينة القحطانية في محافظة الحسكة، حيث تقيم بابيلونيا منذ تسع سنوات.

وتحمل هذه الكتيبة اسم "قوات حماية نساء بيث نهرين"، وهي تسمية تاريخية باللغة السريانية تعني بلاد الرافدين، في اشارة الى المناطق التي تتحدر منها الاقلية السريانية حول نهري دجلة والفرات.

وتضيف بابيلونيا بنظرة ثاقبة وهي تحمل سلاحها "انا مسيحية مؤمنة وتفكيري بطفليّ يزيدني قوة وتصميما على مواجهة داعش".

قبل انضمامها الى صفوف المقاتلات السريانيات، عملت بابيلونيا كمصففة شعر، لكنها قررت ان تصبح مقاتلة بتشجيع من زوجها المقاتل هو ايضا، وبهدف "تبديد فكرة أن المرأة السريانية تجيد الأعمال المنزلية والتبرج فقط"، على حد تعبيرها.

تركت لوسيا (18 عاما) العازبة والخجولة الاطباع دراستها لتنضم على غرار شقيقتها الى صفوف المقاتلات السريانيات برغم اعتراض والدتها.

وتقول وهي تلف رأسها بوشاح عسكري، وحول عنقها قلادة تحمل صليبا خشبيا وايقونة، "سلاحي هو الكلاشنيكوف ولدي معرفة بسيطة في التقنيص".

وتضيف "شاركت في معركة بلدة الهول للمرة الأولى لكن نقطتي لم تتعرض للهجوم من قبل عناصر تنظيم الدولة الاسلامية".

ويعد السريان احدى جماعات الكنيسة المشرقية والتي تتكلم وتصلي باللغة الارامية. وغالبية السريان هم من الارثوذكس او اليعقوبيين فيما اقلية منهم من الكاثوليك الذين تبعوا روما في القرن الثامن عشر. ويتواجد السريان حاليا في لبنان والعراق وسوريا وحتى في الهند.

وكانت اولى مشاركة المقاتلات السريانيات على جبهات القتال الى جانب "وحدات حماية المرأة الكردية" في الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة الحسكة في اطار الحملة العسكرية التي قادتها "قوات سوريا الديموقراطية" وتمكنت خلالها من السيطرة على عشرات البلدات والقرى والمزارع بعد طرد تنظيم الدولة الاسلامية منها، وابرزها بلدة الهول قبل شهر.

وتضم "قوات سوريا الديموقراطية" التي تحظى بدعم اميركي فصائل كردية وعربية اعلنت توحيد جهودها العسكرية قبل شهرين لقتال الجهاديين في شمال شرق سوريا.

وتقول اورميا (18 عاما)، التي انضمت قبل خمسة أشهر الى صفوف الكتيبة وشاركت في القتال في جبهة الهول، "خفت من أصوات المدافع في البداية لكن الخوف تلاشى بعد لحظات. كم أتمنى أن أكون في مقدمة المشاركين في القتال ضد الارهابيين".

- تدريبات عسكرية واكاديمية -

تتلقى المقاتلات تدريباتهن في أكاديمية عبارة عن طاحونة قديمة، تم تأهيلها في ريف مدينة القحطانية لتتحول الى معسكر تدريبي.

وتخضع المقاتلات قبل انضمامهن الى الكتيبة لتدريبات عسكرية ورياضية واكاديمية، تبدأ صبيحة كل يوم بحصة رياضية هدفها تقوية البنية الجسدية للمقاتلات مرورا بتمرين على كيفية استخدام السلاح، ومحاضرات فكرية تتناول اللغة السريانية وتاريخ السريان ودور المرأة.

 ولا يزال عناصرها في مرحلة التدريب ويملكن القليل من التجربة لأنها حديثة التشكيل. وتنحصر مهام المقاتلات في حماية القرى والمناطق ذات الغالبية المسيحية في الحسكة.

وتوضح ثبيرثا سمير (24 عاما) التي تشغل "منصبا قياديا في التدريب"، لوكالة فرانس برس "عدد عناصرنا يقارب الخمسين مقاتلة سريانية حتى الان" تخرجن خلال ثلاث دورات تدريبية.

وتقول ثيبرتا التي تضع على رأسها قبعة صوف سوداء اللون "كنت أعمل في الجمعية الثقافية السريانية، لكنني اشعر الآن بمتعة في العمل في المجال العسكري"، مضيفة "لا أخاف تنظيم داعش وسيكون لنا وجود في المعارك المقبلة ضد الارهابيين".

ومع تأكيدها وجود "مدربين محليين يتمتعون بخبرة"، لكنها تقر بان "قوات اجنبية أشرفت على تدريبنا" من دون ان تحدد جنسياتها.

ووصل عشرات العسكريين الاميركيين نهاية الشهر الماضي الى شمال وشمال شرق سوريا بهدف تدريب ودعم "قوات سوريا الديموقراطية" في معاركها المقبلة ضد الجهاديين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويبدو ان لكل فتاة هدفا من الالتحاق في صفوف المقاتلات السريانيات اللواتي يحملن راية "القضية" السريانية، على حد قولهن.

وتقول اثراء البالغة من العمر 18 عاما والتي لا تفارق الابتسامة وجهها "التحقت بهذه القوات منذ اربعة أشهر لأدافع عن قضيتي السريانية لأننا شعب مضطهد من قبل الآخرين".

وتضيف انها تخشى ان ترتكب التنظيمات المتطرفة "مجزرة جديدة بحقنا على غرار العثمانيين الذين ارتكبوا بحقنا مجزرة سيفو في تركيا الأمر الذي كان بمثابة محو لمسيحيتنا وسريانيتنا"، في اشارة الى مقتل عشرات الالاف من السريان والاشوريين والكلدان على يد العثمانيين في جنوب شرق تركيا وشمال غرب ايران في العام 1915.

ويقيم نحو 100 الف سرياني في سوريا من اجمالي 1,2 مليون مسيحي. ويخشى هؤلاء ان يلقوا المصير ذاته كمسيحيي العراق الذين تعرضوا لانتهاكات جمة وعمليات تهجير من قبل المجموعات المتطرفة والجهادية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقاتلات مسيحيات على خطوط المواجهة ضد الجهاديين في سورية مقاتلات مسيحيات على خطوط المواجهة ضد الجهاديين في سورية



GMT 14:16 2021 الأحد ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة المرأة التونسية تُحصي 600 فضاء عشوائي للطفولة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia